موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (١٧)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٩/١٢
السلام عليکم أعزاءنا وتقبل الله طاعاتکم في هذا الشهر المبارک، علی برکة الله نلتقيکم في حلقة أخری من هذا البرنامج نتدبر معا فيها في قول الله عزوجل: «وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، فما هي الدروس التي نستلهمها من هذه الفقرة النورانية فيما يرتبط بأداء فريضة الصوم بالصورة التي يحبها الله عزوجل لعباده؟
الدرس الاول نستلهمه من قوله تعالی «وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ»، ففي هذا القول بيان لحقيقة أن من الضروري لبناء شخصية الانسان وصلاحه وکماله وسعادته المعنوية في الدنيا والآخرة أن يکمل صيام «الْعِدَّةَ» أي شهر کامل في کل عام. ولذلک فإن الله تبارک وتعالی أعفی المريض والمسافر من الصيام في شهررمضان تخفيفا ورحمة بعباده، لکنه أوجب علی المرضی والمسافرين أن يصوموا بعد زوال أعذارهم بعدد ما أفطروه من شهر رمضان کاملة لأن الانسان الطالب للسعادة الحقيقية لاغنی له عن صيام شهر کامل کل عام للوصول الی ما يطلبه. وبناءاً علی هذه الحقيقة ينبغي للمؤمنين أن يهتموا بأن يکون صيامهم في جميع أيام شهر رمضان بالصوره التي يحبها ويرضاها الله لهم، وکذلک عليهم أن يهتموا بقضاء مافاتهم وبالصورة المطلوبة أيضاً ولا يتهاونوا لا في عدة مايقضونه ولا کيفية قضائهم لها.
أما بالنسبة لقوله تعالی «وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ» ففيه بيان مهم لحقيقة أن معرفة أثر صيام شهر رمضان وإکمال عدته بأيام أخر لمن وجب عليه القضاء في تکامل الإنسان وصلاحه الدنيوي والاخروي، أن معرفة ذلک تولد في قلب الانسان معرفة خاصة لعظمة الله تبارک وتعالی وجميل صنعه وحسن تدبيره لشؤؤن الانسان فيکبره تکبيراً وتعظيماً وتمجيداً علی هدايته البشر لهذه الفريضة المليئة بالبرکات. وبناء علی ذلک ينبغي للصائمين أن يقرنوا قيامهم بفريضة الصيام بتمجيد الله عزوجل والتعمق في معرفته والخلاص له لکونه الهادي بالاصالة الی کل خير.
وتترتب علی ذلک ثمرة اخری وهي الاستشعار الوجداني لعظمة الإحسان الالهي علی الانسان وهو الاحسان الذي يتجلی في تشريع هذه العبادة المبارکة ودعوة الخلق اليها.
وهذا الاستشعار الوجداني يتولد في قلب الانسان إذا أدی فريضة الصيام بالصورة المطلوبة التي يتلمس عمليا بها البرکات الکامنة في هذه العبادة القدسية. فإذا تحقق ذلک اندفع الانسان فطريا الی شکر الله تبارک وتعالی علی هدايته العبادة لفريضة الصوم وهذه من أعظم النعم الالهية. وقوله عزوجل «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» يشير بوضوح الی هذه الحقيقة ويبين أن الصوم بالطريقة المطلوبة يورث الشعور بشکر الله عزوجل وهذا الشکر هو من أقدس الدوافع لعبادة الله جل جلاله
_____________________
المأخذ : arabic.irib.ir