الاخلاص
- الزيارات: 4170
السؤال 557 : يقول الامام علي عليه السلام : بالاخلاص يكون الخلاص، فما يعني بقوله هذا ؟ كيف يصل الانسان الي حالة الاخلاص القلبية في الدعاء ؟
الجواب : من المعلوم أن العبادات والطاعات لابد أن تکون خالية من الرياء والتظاهر للناس فإن الله تعالی لايقبل العمل الصادر عن رياء وفي بعض الروايات أن الله تعالی يقول: (أنا خير شريك فمن أشرك غيري في عبادتي جعلتها لشريكي ولم أقبلها لنفسي) فالاخلاص مطلوب في كل عمل عبادي وبدونه لا يقبل من الانسان صلاة ولا صيام ولا غيرهما من العبادات ويكون الفاعل كالتارك إذا كان الفعل رياءً وبما أن الصلاة والصيام والحج وغيرها واجبات الهية يعاقب المكلف علی تركها فالخلاص من العقاب المترتب علی ترك العبادات لايتحقق إلا بالإخلاص وترك الرياء في العبادات.
وهناك معنی آخر للحديث وهو أن الوصول إلی الكمالات النفسية لاتتحقق إلا بطاعة الله تعالی وعبادته والاخلاص روح العبادة ومن شروطها الاساسية، فلا يحصل الخلاص من أهواء النفس والرذائل الاخلاقية والنقائص الروحية إلا بالاخلاص في العبادة حيث إن من عبد الله مخلصاً فسوف يسمو ويصل إلی الكمال الحقيقي.
وأما حصول الاخلاص لدی الانسان فالطريق إليه التفكر في عظمة الخالق وحقه العظيم علی المخلوق والإذعان بنعمه الواسعة وعطاياه الكثيرة وفضله العظيم وإحسانه الجزيل وغناه عن طاعتنا وعبادتنا فليست العبادة إلا أداءً لوظيفة العبودية وشكراً لنعم الله تعالی وكمالاً للنفس ولاتكون صحيحة ولا مقبولة إلا بالاخلاص وعدم الرياء.