اطلب من سماحتك أن تردوا علی هذا الشخص إد أری إني غير جديرة بحكم جاهلة في هل الامور اني تنيرو عقل هذا الشخص وتردوا علی اتهاماته... وهو يقول: (سؤال اطلب الجواب عليه)
لقد تنازل الحسن بن علی لمعاوية في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال.
وخرج الحسين بن علی رضي الله عنهما في قلة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ولايخل أن يكون أحدهما علی حق، والآخر علی باطل، لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقاً) كان خروج الحسين مجردا من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلاً) وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقاً) كانت تنازل الحسن مع قوته (باطلاً).
وهذا يضعكم في موقف لاتحسدون عليه لأنكم إن قلتم إنهما جميعاً علی حق جمعتم بين النقيضين وهذا القول يهدم اصولكم وإن قلتم بأن عمل الآخر ينسخ الأول كفرتم لأن النسخ كالتشريع كلاهما من خصائص النبوة ولايدعي شيئا منهما إلا نبي أو مدع للنبوة ومن يدعي النبوة بغير حق زنديق وإن قلتم ببطلان فعل الحسن لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته لأنه أوصی إليه والامام المعصوم لايوصي إلا إلی إمام معصوم مثله وإن قلتم ببطلان فعل الحسين لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته وعصمته وبطلان إمامته وعصمته يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه.
فما قولكم دام فضلكم؟
جواب : من وجهة نظرنا نحن الامامية أن الائمة (عليهم السلام) معصومون من الذنب والخطأ فكل ما صدر منهم من الصلح أو الحرب كان عملاً بالوظيفة الالهيه وقد صحّ عن رسول الله (صلی الله عليه وآله): الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا.
وأما من وجهة نظر العامة ومنهم هذا القائل فنقول: خفي علی هذا الجاهل أن الظروف والملاسبات والاوضاع السياسية والاجتماعية توجب تغيير الاحكام الالهية ولايجوز قياس الحالات المختلفه بعضها علی بعض ثم الحكم بالتناقض، كيف؟ ورسول الله (صلی الله عليه وآله) شخص واحد حارب المشركين في حال ضعف المسلمين وقلة عددهم في غزوه بدر واحد وانهزم المسلمون في احد وفرّوا عنه ولم يثبت معه إلا القليل مثل علي بن ابي طالب (عليه السلام) ففي مثل هذه الحالة يحارب النبي (صلی الله عليه وآله) ولكن في الحديبيّة يصالح المشركين مع كثرة عدد المسلمين وتضاعف قوّتهم حتی اعترض عليه عمر بن الخطاب وقال: لماذا نعطي الدنيّة في ديننا مع أننا أقوياء والمشركون ضعفاء، فالنبي (صلی الله عليه وآله) من جهة أنه معصوم أو من جهة أنه سياسي محنّك رأي المصلحة في أن يحارب المشركين في ابتداء البعثة والهجرة مع ضعف المسلمين وأن يصالحهم علی قوته وسلطته وكثرة المسلين.
وظروف الامام الحسن (عليه السلام) كانت تختلف عن ظروف الامام الحسين (عليه السلام) فكان الحسن (عليه السلام) مضطراً إلی الصلح لحفظ دماء المسلمين ولتخاذل أصحابه ونفاقهم ولم يكن هناك فائدة من استشهاده مع أهل بيته في حرب معاوية لانه كان داهية يتظاهر بمراعات أحكام الاسلام في الوقت الذي يظهر للناس أنه علی حق ومخالفوه علی باطل وقدوصل الامر بسبب خدعه واساليبه الماكرة أنه حينما قتل الامام علي (عليه السلام) في محراب العبادة وحين الصلاة لم يصدّق أهل الشام ذلك وقالوا: كيف يقتل علي في المحراب والحال أنه تارك الصلاة، والاما م الحسن (عليه السلام) كان يعرف معاوية واساليبه الماكرة فكان مضطراً إلی الصلح معاً حقناً لدماء المسلمين وحفظاً للاسلام ولكن الامام الحسين (عليه السلام) كان يواجه يزيد بن معاوية الذي كان معلن لكفره ويتجاهر بالفسق والمعاصي فرأی الامام (عليه السلام) إن الطريق الوحيد لحفظ الاسلام هو إعلان الحرب علی يزيد وإن لم يكن النصر حليفه وكان يقتل مع اصحابه لكن قتله سوف يؤثر علی المسلمين ويزيد في عزيمتهم وتمسكهم بالاسلام حيث يرون أن الحسين بن رسول الله (صلی الله عليه وآله) جاهد يزيد وحاربه الی أن قتل منادياً بأعلی صوته: (إن كان دبن محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) ولذا نری الثورات توالت بعد ذلك ضد الغاصبين والظالمين.

أضف تعليق