لماذا نبكي علی أهل البيت )عليهم السلام( كل سنة ونجدد الذكری بالبكاء؟ وليس كأنه فيه اعتراض علی حكم الله تعالی؟
جواب : 1ـ لما مات ابراهيم بن رسول الله (صلی الله عليه وآله) جلس علی قبره ودمعت عيناه فلما رأی الصحابة ذلك بكوا حتی ارتفعت أصواتهم فأقبل عليه أبوبكر ـ وقيل عمرـ فقال: يا رسول الله تبكي وأنت تنهي عن البكاء، فقال النبي (صلی الله عليه وآله): تدمع العين ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب.
2 ـ ولما أصيب جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) أتی رسول الله أسماء فقال لها: أخرجي لي ولد جعفر، فأخرجوا إليه فضمهم إليه وشمهم ودمعت عيناه فقال: يا رسول الله أصيب جعفر، فقال: نعم أصيب اليوم.
3 ـ و لما أنصرف النبي من أحد راجعاً إلی المدينة مرّ علی دور من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح علی قتلاهم فذرفت عيناه ثم قال: ولكن حمزة لابواكي له، فلما رجع سعد بن معاذ واسيد بن خضير إلی دور بني عبد الاشهل أمرا نساءهم أن يذهبن فيبكين علی عم رسول الله (صلی الله عليه وآله) فلما سمع رسول الله (صلی الله عليه وآله) بكاءهن علی حمزة خرج إليهن وهن علی باب المسجد يبكين فقال لهن رسول الله (صلی الله عليه وآله): أرجعن يرحمكن الله فقدواسيتن بأنفسكن.
4 ـ وروي الصدوق في الفقيه عن الصادق (عليه السلام) قال: أن النبي (صلی الله عليه وآله) لما جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جداً ويقول: كانا يحدثاني ويؤنساني فذهبا جميعاً.
5 ـ وقال الصادق (عليه السلام): قال لي أبو جعفر (عليه السلام) قف لي من مالي كذا و كذا لنوادب تندبنني عشر سنين بمنی أيام مني.
6 ـ وروي الصدوق في الفقيه: لما قبض علی بن محمد العسكري (عليهما السلام) رئي الحسن بن علي (عليه السلام) وقدخرج من الدار وقدشق قميصه من خلف وقدام.
7 ـ وكان النبي (صلی الله عليه وآله) يبكي للحسين (عليه السلام) قبل شهادته بل بكاه الأنبياء والملائكة قبل ولادته وكذلك الأئمة المعصومون بعد شهادته.
فالبكاء حتی علی الميت المؤمن فضلاً عن أهل البيت لاينافي الرضا والتسليم لأمر الله تعالی بل هو تأس بالنبي واقتداء به وإظهار للمودة في القربي وتعظيم للشعائر.
بكاء علی الأئمة
- الزيارات: 4549