طباعة

أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة

ذلك هو الموقف الرهيب والخطير الذي وقفه عمر بن الخطاب وأكثر الصحابة تجاه أمر سول الله صلى الله عليه وآله وسلمعندما أراد أن يكتب لهم ذلك الكتاب الذي يعصم المسلمين من الضلالة (1) .
وعارضوه بشدة وقساوة وعدم احترام لمقامه السامي حتى اتهموه بالهجر والهذيان ، مدعين بأن كتاب الله يكفيهم فلا حاجة لكتابة الرسول . ومن خلال هذه الحادثة التي سماها ابن عباس رزية المسلمين يتبين لنا بأن الأكثرية من الصحابة يرفضون السنة النبوية ويقولون : « حسبنا كتاب الله ».
أما علي وأتباعه من الصحابة وهم الأقلية والذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيعة علي ، فكانوا يمتثلون أوامر الرسول بدون اعتراض ولا نقاش ويعتبرون كل أقواله وأفعاله سنة واجبة الاتباع تماما ككتاب الله ، ألم يقل كتاب الله :
«الذين آمنوا أطيعوا الله يا أيها وأطيعوا الرسول» ( النساء : 59 )
وسيرة عمر بن الخطاب معروفة عند كل المسلمين ومواقفه المعارضة للنبي في كل أدوار حياته مشهورة (2) .
وبطبيعة الحال فإن عمر بن الخطاب كان يرى عدم التقيد بالسنة النبوية ، ويظهر ذلك جليا من خلال أحكامه عندما أصبح للمؤمنين فكان يجتهد برأيه مقابل النصوص النبوية بل كان يجتهد برأيه مقابل النصوص الإلهية الجلية فيحرم ما أحل الله ويحلل ما حرم الله  (3) .
وبطبيعة الحال إن أنصاره ومؤيديه من الصحابة كانوا على شاكلته ، وإن محبيه والمعجبين به من السلف والخلف يقتدون به وببدعه الحسنة كما يسمونها .
وسيأتي خلال الأبحاث القادمة بأنهم يتركون سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتبعون سنة عمر بن الخطاب .

_______________
(1) رزية يوم الخميس مشهورة في صحيح البخاري وصحيح مسلم .
(2) لقد وافينا البحث لمعارضة عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلمفي كتابنا « فاسألوا أهل الذكر » .
(3) كتحريمه سهم المؤلفة قلوبهم ومتعة الحج ومتعة النساء التي حلّلها الله وتحليله طلاق الثلاث بطلقة واحدة وقد حرّم الله ذلك.