• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة « أهل السنة »

ومما يدلنا على أن أئمة المذاهب الأربعة من « أهل السنة » هم أيضاً خالفوا كتاب الله وسنة النبي الذي أمرهم بالاقتداء بالعترة الطاهرة ، فلم نجد واحداً منهم لوى عنقه وركب سفينتهم وعرف إمام زمانه .
فهذا أبو حنيفة الذي تتلمذ على الإمام الصادق والذي اشتهر عنه قوله : « لولا السنتان لهلك النعمان » نجده قد ابتدع مذهباً يقوم على القياس والعمل بالرأي مقابل النصوص الصريحة .
وهذا مالك الذي تلقى هو الآخر عن الإمام الصادق ، ويروى عنه قوله : ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفقه وأعلم من جعفر الصادق ، نجده قد ابتدع مذهباً في الإسلام وترك إمام زمانه الذي يشهد بنفسه أنه أعلم وأفقه الشر في عصره . فقد نفخ في روعه الحكام العباسيون وسموه « إمام دار الهجرة » فأصبح مالك بعدها صاحب الجاه والسلطان والحول والطول .
وهذا الشافعي الذي يتهم بأنه كان يتشيع لأهل البيت فقد قال في حقهم تلك الأبيات المشهورة :
يا أهل بيت رسول اله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤكم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل

ويشتهر عنه قوله :
إن كان رفضاً حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي

وإذا يشهد الثقلان أن رافضي فلماذا لم يرفض المذهب التي قامت ضد أهل البيت بل ابتدع هو الآخر مذهباً يحمل اسمه ، وترك أئمة أهل البيت الذين عاصرهم ؟
وهذا أحمد بن حنبل الذي ربع الخلافة بعلي وألحقه بالراشدين بعدما كان منكوراً ، وألف فيه كتاب الفضائل ، واشتهر عنه قوله : « ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثلما لعلي ( رض الله عنه ) » .
إلا أنه ابتدع له مذهباً في الإسلام اسمه المذهب الحنبلي ، رغم شهادة العلماء من معاصريه بأنه ليس فقيهاً ، قال الشيخ أبو زهرة : « إن كثيراً من الأقدمين لم يعدوا أحمد بن حنبل من الفقهاء ، كابن قتيبة وهو قريب من عصره جداً وكذلك ابن جرير الطبري وغيرهما » (1) .
وجاء ابن تيمية فرفع لواء المذهب الحنبلي وأدخل عليه بعض النظريات الجديدة التي تحرم زيارة القبور والبناء عليها ، والتوسل بالنبي وأهل البيت فكل ذلك عنده شركاً .
فهذه هي المذاهب الأربعة وهؤلاء هم أئمتها وما ينسب إليهم من أقوال في حق العترة الطاهرة من آل البيت .
فإما أنهم يقولون ما لا يفعلون وهو مقت كبير عند الله ، أو أنهم لم يبتدعوا تلك المذاهب ، ولكن أتباعهم من أذناب الأمويين والعباسيين هم الذين أسسوا تلك المذاهب بإعانة الحكام الجائرين ثم نسبوها إليهم بعد وفاتهم ، وهذا ما سنعرفه إن شاء الله في الأبحاث القادمة ,
أفلا تعجبون من هؤلاء الأئمة الذين عاصروا أئمة الهدى من أهل البيت ، ثم تنكبوا صراطهم المستقيم ولم يهتدوا بهديهم ، ولا اقتبسوا من نورهم ، ولا قدموا حديثهم عن جهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل قدموا عليهم كعب الأحبار اليهودي ، وأبا هريرة الدوسي الذي قال في شأنه أمير المؤمنين علي ( ع ) : « إن أكذب الناس على رسول اله لأبو هريرة الدوسي » كما قالت فيه عائشة بنت أبي بكر نفس الكلام .
ويقدمون عليهم عبد الله بن عمر الناصبي الذي اشتهر ببغضه للإمام علي وامتنع عن مبايعته وبايع إمام الضلالة الحجاج بن يوسف .
ويقدمون عليهم عمرو بن العاص وزير معاوية على الغش والنفاق .
أفلا تعجبون كيف أباح هؤلاء الأئمة لأنفسهم حق التشريع في دين الله بآرائهم واجتهاداتهم حتى قضوا على السنة النبوية بما أحدثوه من قياس واستصحاب وسد باب الذرائع والمصالح المرسلة وغير ذلك من بدعهم التي ما أنزل اله بها من سلطان ؟
وهل غفل الله ورسوله عن إكمال الدين ، وأباح لهم أن يكملوه باجتهاداتهم فيحللوا ويحرموا كما يحلو لهم ؟ !
أفلا تعجبون من المسلمين الذين يدعون التمسك بـ « السنة » كيف يقلدون رجلاً لم يعرفوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعرفهم ؟ !
فهل عندهم دليل من كتاب الله ، أو من سنة رسوله على اتباع وتقليد أولئك الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب ؟ !
فأنا أتحدى الثقلين من الإنس والجن أن يأتوا بدليل واحد على ذلك من كتاب الله أو من سنة رسوله . فلا والله ، لا ولن يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .
لا والله ، ليس هناك دليل في كتاب الله وسنة رسوله إلا على أتباع وتقليد الأئمة الطاهرين من عترة النبي ( صلى الله عليه وعليهم ) . أما هذا فهناك أدلة كثيرة وحجج دامغة وحقائق ساطعة .
«فاعتبروا يا أولي الأبصار» ( الحشر : 2 ) .
«فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» (الحج : 46 ) .

_______________
(1) كتاب احمد بن حنبل لأبي زهرة ص 170 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page