• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصحابة عند "أهل السنة و الجماعة"

أما "أهل السنة و الجماعة" فقد بالغوا قي تنزيه الصحابة، و القول بعدالتهم جميعاً بدون استثناء و خرجوا بذلك على حدود العقل و النقل عندما أنكروا على من ينتقد أحداً منهم أو يقول بعدم عدالته فضلاً عن تفسيقهم، و إليك طرفاً من أقوالهم لتعرف بعدهم عن مفاهيم القرآن و ما ثبت في السنة النبوية الصحيحة، و ما أثبته، و ما أثبته العقل والوجدان.
هذا الإمام النووي يقول في شرح صحيح مسلم: "إن الصحابة (رضي الله عنهم) كلهم هم صفوة الناس و سادات الأمة، و أفضل ممن بعدهم، و كلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم، و إنما جاء التخليط ممن بعدهم، و فيمن بعدهم كانت النخالة (1) .
و هذا يحيى بن معين يقول: كل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم دجال يكتب عنه و لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين. (2)
و هذا يحيى بن معين يقول: كل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دجال لا يكتب عنه و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين (3)
و هذا الذهبي يقول: من الكبائر سب أحد من الصحابة فمن طعن فيهم أو سبهم، فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين (4)
و سئل القاضي أبو يعلي عمن شتم أبا بكر؟ فقال: كافر، قيل فيصلى عليه؟
قال: لا فقيل كيف يصنع به و هو يشهد أن لا إله ألا الله؟ لا تسموه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته (5) .
و يقول الإمام أحمد بن حنبل: "خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر، و عمر بعد أبي بكر، و عثمان بعد عمر، و علي بعد عثمان، و هم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه و عقوبته ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه و يستتيبه، فإن تاب قبل منه، و إن ثبت أعاد عليه العقوبة و خلده في الحبس حتى يموت أو يراجع".
و قال الشيخ علاء الدين الطرابلسي الحنفيـ من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علياً أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال: كانوا على ضلال و كفر، قتل، و إن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداُ. (6)
و ينقل الدكتور حامد حفني داود أقوال "أهل السنة و الجماعة" باختصار، فيقول: "يرى أهل السنة أن الصحابة كلهم عدول، و أنهم جميعاً مشتركون في العدالة و إن اختلفوا في درجاتها، و أن من كفر صحابياً فهو كافر، و من فسقه فهو فاسق، و أن من طعن في صحابي فكأنما طعن علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويرى جهابذة أهل السنة أيضاً أنه يجوز الخوض فيما جرى بين علي (رضي الله عنه) و معاوية من أحداث التاريخ.
و أن من الصحابة من اجتهد و أصاب و هو علي و من نحا نحوه، و أن منهم من اجتهد و أخطأ مثل معاوية و عائشة (رضي الله عنها) و من نحا نحوهما، و أنه ينبغي - في نظر أهل السنة - الوقوف و الإمساك عند هذا الحكم دون التعرض لذكر المثالب. و نهوا عن سب معاوية باعتباره صحابياً، و شددوا النكير على من سب عائشة، باعتبارها أم المؤمنين الثانية بعد خديجة و باعتبارها جب رسول الله.
و ما زاد على ذلك فينبغي ترك الخوض فيه و أرجاء أمره إلى الله سبحانه، و في ذلك يقول الحسن البصري و سعيد بن المسيب: "تلك أمور طهر الله منها أيدينا و سيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا".
"هذه خلاصة آراء أهل السنة في عدالة الصحابة و فيما ينبغي أن تقف منهم" (7) . أنتهى كلامه.
و إذا أراد الباحث أن يتوسع في معرفة الصحابة و من المقصودون بهذا المصطلح على رأي "أهل السنة و الجماعة" فسيدرك بأنهم يعطون هذا الوسام الشرقي لكل من رأى النبي!
يقول البخاري في صحيحه: من صحب رسول الله ًصلى الله عليه وآله وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
و يقول أحمد بن حنبل: أفضل الناس بعد صحابة الرسول من البدريين كل من صحبه سنة أو شهراً أو يوماً، أو رآه، وله من الصحبة على قدر ما صحبه (8) .
و قال ابن حجر في كتاب "الإصابة قي تمييز الصحابة": طل من روي عن النبي حديثاً أو كلمة، أو رآه و هو مؤمن به فهو من الصحابة، و من لقي النبي مؤمناً به و مات علي الإسلام، طالت مجالسته معه أو صرت، روي عنه أولم يرو، غزا أولم يغز، من رآه و لم يجالسه و من لم يره لعارض" (9)
و الأغلبية الساحقة من "أهل السنة و الجماعة" يرون هذا الرأي و يعدون من الصحابة كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ولد في حياته، و إن لم يدرك و لم يعفل، و ليس أدل علي ذلك من عدهم محمد بن أبي بكر من الصحابة و قد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و لمحمد بن أبي بكر من العمر ثلاثة أشهر فقط.
و لذلك نري ابن سعد يقسم الصحابة إلى خمس طبقات في كتابه المشهور بطبقات ابن سعد.
و هذا الحاكم النبسابوري صاحب كتاب "المستدرك" يجعلهم اثنتي عشره طبقة كالآتي:
الطبقة الأولي: هم الذين أسلموا بمكة قبل الهجرة كالخلفاء الراشدين.
الطبقة الثانية: هم الذين حضروا دار الندوة.
الطبقة الثالثة: هم الذين هاجروا إلي الحبشة.
الطبقة الرابعة: هم الذين حضروا العقبة الأولي.
الطبقة الخامسة: هم الذين حضروا العقبة الثانية.
الطبقة السادسة: هم الذين هاجروا للمدينة بعد هجرة الرسول إليها.
الطبقة السابعة: هم الذين شهدوا بدراً.
الطبقة الثامنة: هم الذين هاجروا بعد بدر و قبل الحديبية.
الطبقة التاسعة: هم الذين شهدوا بيعة الرضوان.
الطبقة العاشرة: هم الذين هاجروا بعد الحديبية و قبل فتح مكه، أمثال خالد بن الوليد و عمرو بن العاص و غيرهم.
الطبقة الحادية عشرة: هم الذين سماهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطلقاء.
الطلقة الثانية عشرة: هم صبيان و أطفال الصحابة الذين ولدوا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمثال محمد بن أبي بكر.
"فأهل السنة و الجماعة" متفقون على عدالة الصحابة أجمعين و المذاهب و الأربعة يقبلون رواياتهم بدون تردد و لا يسمحون بنقدها ولا الطن فيها.
و ناهيك أن رجال الجرح و التعديل الذين أخذوا على أنفسهم نقد المحدثين والرواة لفرز الأحاديث و تنقيتها و لكنهم إذا وصلوا إلى الصحابي مهما كانت طبقته و مهما كان عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم يتوقفون عند ذلك ولا يطعنون بروايته مهما أثير حولها من شبهات و مهما تعارضت مع العقل و النقل، و يقولون بأن الصحابة لا يخضعون للنقد و التجريح و كلهم عدول!
و هذا لعمري تكلف ظاهر ينفر منه العقل و يشمئز منه الطبع ولا يقره العلم، ولا أعتقد بأن المثقفين من شباب يقبلون هذه البدع المضحكة.
و لست أدري ولا أحد يدري من أين استمد "أهل السنة و الجماعة" هذه الأفكار الغربية عن روح الإسلام الذي قال على الدليل العلمي و الحجة البالغة، و ليتني أعلم، و ليت واحداً منهم يقنعني بدليل واحد من كتاب أو سنة أو منطق على عدالة الصحابة المزعومة!
و لكننا بحمد الله عرفنا اللغز من تلك الآراء المزيفة و سنشرحها في الفصل القادم، فعلي الباحثين أن يكتشفوا بدورهم بعض الأسرار التي مازالت تنتظر الجرأة و الشجاعة.
_______________________
(1) صحيح مسلم ج 8 ص 22
(2) تهذيب التهذيب ج 1 ص 509
(3) تهذيب التهذيب ج 1 ص 509
(4) كتاب الكبائر للذهبي ص 233 و 235
(5) كتاب الصارم المسلول ص 275
(6) كتاب معين الحكام فيها يتردد بين الخصمين من الأحكام ص 187
(7) كتاب الصحابة في نظر الشيعة الإمامية ص 8 و 9
(8) الكفاية ص 51 و كتاب تلقيح فهوم أهل الآثار ص 2
(9) كتاب الإصابة لاين حجر ج 1 ص 10


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page