يعتبر كتاب اللّه (القرآن الكريم ) هو المصدر الاساسي للفكر الاسلامي , وهوالذي يعطي الاعتبار والحجية للمصادر الدينية الاخرى , لذا يجب ان يكون قابلا للفهم لعامة الناس .
وفـضـلا عن هذا فان القرآن الكريم يعلن انه نور موضح لكل شي , وفي مقام التحدي , يطالب بتدبر آياته , اذ ليس فيه اي اختلاف او تناقض , واذا كان باستطاعتهم معارضته , والاتيان بمثله لفعلوا ذلك .
وواضح ان القرآن لو لم يكن مفهوما لدى العامة فان مثل هذه الايات لا اعتبارلها.
ولـيـس هناك مجال للظن ان هذا الموضوع (القرآن يفهمه عامة الناس ) يتنافى مع الموضوع السابق (ان النبي الاكرم (ص ) واهل بيته , هم مراجع علمية للعارف الاسلامية ,والتي هي حقيقة يدل عليها القرآن الكريم ).
ان بـعـضا من المعارف الاسلامية , وهي الاحكام والقوانين التشريعية , فان القرآن الكريم يشير الى الـكـليات منها, ويتوقف تفصيلها على الرجوع الى السنة ((حديث اهل البيت (ع ) مثل احكام الصلاة والصوم والمعاملات وسائر العبادات .
وبعضها الاخر كالاعتقادات والاخلاق , وان كانت مضامينها وتفاصيلها يفهمهاالعامة , لكن ادراك وفهم مـعـانـيـهـا, يستلزم اتخاذ نهج اهل البيت , مع الاستعانة بالايات ,فانها تفسر بعضها بعضا, ولا يمكن الاستعانة براي خاص , والذي اصبح من العادات والتقاليد, وباتت النفس تسانس به .
يقول الامام علي (ع ): ((كتاب اللّه تبصرون به , وتنطقون به , وتسمعون به , وينطق بعضه ببعضه , ويشهد بعضه على بعض )).
يـقـول الـنـبي الاكرم (ص ): القرآن يصدق بعضه بعضا وكذا قوله (ص ): من فسرالقرآن برايه فليتبوا مقعده من النار.
هـنـاك امـثـلة بسيطة لتفسير القرآن بعضه ببعض , وذلك في قوله تعالى في قصة لوط ((وامطرنا عليهم مطرا فسا مطر المنذرين )).
وفـي آيـة اخرى جات كلمة ((سا)) بكلمة ((حجارة )) كما في الاية الكريمة ((وامطرنا عليهم حجارة من سجيل )).
يـتـضح من الاية الثانية ان المراد من الاية الاولى (( فسا مطر)) هو ((حجارة سجيل )), والذي يـتابع احاديث اهل البيت بدقة وكذا الروايات المنقولة عن مفسري الصحابة والتابعين , لا يتردد بان طريقة تفسير القرآن بالقرآن تنحصر في طريقة ائمة اهل البيت (ع ).
بحث آخر في الكتاب والسنة
- الزيارات: 2544