النظر الى الكون عن طريق المخلوقات والواقعيات ضرورة وجود اللّه تعالى . ان اول خـطـوة يخطوها الادراك والشعور لدى الانسان واللذان وجدا منذ وجوده ـ تبين له حقيقة وجـود الخالق والمخلوق , لان اولئك الذين يشكون في وجودهم وفي كل شي , ويعتبرون العالم ظنا وخـيالا, فاننا نعلم , ان الانسان منذ وجوده يلازمه الادراك والشعور, يرى نفسه والعالم اجمع , اي انه لا يشك (بوجوده ولا يشك باشيا اخر غيره )ومازال الانسان انسانا, فان هذا الادراك والشعور يكمن فيه , وليس هناك مجال للشك والتردد.
هـذه الـواقـعـيـة والوجود الذي يثبته الانسان امام السفسطائيين والمشككين , امرثابت لا يعتريه الـبـطـلان , وفي الحقيقة ان كلام السفسطائيين والمشككين ينفي واقعية قائمة في حد ذاتها, كلام باطل , لايبنى على الصحة اطلاقا, لذا فان العالم والكون ينطوي على واقعية ثابتة .
ولكن كل من هذه الظواهر التي تنطوي على واقعية , والتي نشاهدها عيانا, تفقدواقعيتها وتصير الى الفنا, سوا في القريب او البعيد من ادوار حياتها.
ومن هنا يتضح ان العالم المشهود و اجزاه , لم تكن عين الواقعية (والتي لايمكن انكارها), بل تعتمد وتـسـتـنـد الى واقعية ثابتة , وبتلك الواقعية , تتصف بالواقعية ,وتتصف بالوجود, ومادامت مرتبطة ومتصلة بها, فهي موجودة باقية , وما ان انقطعت عنهازالت وفنت , ونحن نسمي هذه الواقعية الثابتة التي لايعتريها البطلان ب(واجب الوجود)او اللّه سبحانه .
معرفة اللّه
- الزيارات: 2254