نعلم ان في العالم كثيرا من الكمالات التي تظهر بشكل صفات , فهذه الصفات المثبتة متى ما ظهرت في شي , تسعى في تكامل المتصف , وتمنحه قيمة اكثر, كمايتضح ذلك من مقارنة جسم حي كالانسان مع جسم غير حي كالحجر.
مما لا شك فيه انه هذه الكمالات قد منحها اللّه تعالى , واذا ما كان هو مفتقدا لهالما منحها (فاقد الشي لا يـعـطـيه ), وجعلها تتدرج في طريق الكمال , فعلى هذا يجب ان يقال , وفقا لحكم العقل السليم , ان الخالق , يتصف بالعلم والقدرة وكل كمال واقعي .
وفضلا عن هذا, فان آثار العلم والقدرة وبالتالي آثار الحياة واضحة في نظام الخلقة .
وبـمـا ان ذات اللّه غـيـر مـحدودة وغير متناهية , فالكمالات هذه ان اعتبرت صفات له , فانها في الـحـقيقة عين ذاته , وكذا كل واحدة منها هي عين الاخرى , واماالاختلاف الذي يشاهد بين الذات والـصـفـات , وبين الصفات نفسهافانها تنحصر في المفهوم , وفي الحقيقة ليس هناك سوى مبدا واحد غير قابل للانقسام .
فالاسلام يلزم متبعيه كي لا يقعوا في مثل هذا الاشتباه (المحدودية بالتوصيف ,او نفي اصل الكمال ) ويـضـعـهـم بين النفي والاثبات ويامرهم بالاعتقاد بان اللّه عالم لاكعلم غيره , وله القدرة , وليست كقدرة الاخرين , فهو يسمع لا باذن , ويرى لا بعين ,وهكذا.
معاني صفات اللّه تعالى
- الزيارات: 2230