ان ظـهـور الانـبـيـا يـؤيد نظرية (الوحي ) التي سبق ذكرها ان انبيا اللّه تعالى كانواممن ادعوا ((الـوحـي )) والنبوة , وفي ادعائهم هذا اقاموا الحجج والبراهين , وبلغوا الناس ماتحتويه شريعة اللّه سبحانه , الا وهو القانون الذي يمنحهم السعادة وجعلوه في متناول ايدي الجميع , ولما كان الانبيا يـمتازون ب((الوحي )) والنبوة , فعند ظهورهم في كل زمن كانوا قلة , فجعل اللّه هداية الناس على عاتق هؤلا, بما امروا من دعوة وابلاغ , وما ذلك الا لتعم وتتم وتكتمل تلك الدعوة .
ومـن هـنـا يتضح وجوب عصمة الانبيا, فهم مصونون من الخطا في تلقي ((الوحي )) من جانب اللّه تعالى , وفي حفظه وايصاله الى الناس , فانهم بعيدون كل البعدعن المعصية والخطا, لان تلقي الوحي ـ كـما ذكر ـ وحفظه وابلاغه , يشتمل على الاركان الثلاثة للهداية التكوينية , ولا معنى بان يكون هناك خطا في التكوين .
فـضـلا عـن ان المعصية والتخلف عن ادا الدعوة والابلاغ , عمل يخالف الدعوة ,ويوجب سلب ثقة الناس واطمئنانهم , بصحة الدعوة وصدقها, ونتيجة لذلك ينتفي الغرض والهدف الاساسي للدعوة .
والـخـالـق جل شانه يشير الى عصمة الانبيا في كتابه المجيد بقوله : ((واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم )).
وهو القائل ايضا: ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا, ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم )).
الانبيا وعصمة النبوة
- الزيارات: 2483