• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الامامة وخلافة النبي الاكرم (ص ) في الحكومة الاسلامية

ان الانسان بما يمتاز به من مواهب الهية , يدرك جيدا ومن دون تردد, ان اي مجتمع متلف , في اية بقعة او مملكة او مدينة او قرية او قبيلة , وحتى في بيت واحديتالف من عدة افراد, لن يستطيع ان يعيش ويـسـتـمـر فـي حـياته دون قائد او ناظر عليه ,فهو الذي يجعل الحياة نابضة , ويحرك عجلات اقتصادها, ويحفز كل فرد من افرادالمجتمع بانجاز وظيفته الاجتماعية فالمجتمع الفاقد لقائد, لا يـسـتـطيع ان يستمر في حياته , وفي اقل فترة ممكنة ينهار قوامه , ويسير نحو الهمجية والتحلل الخلقي .
فـعـلى هذا, فالشخص الذي يتولى قيادة مجتمع (سوا اكان كبيرا ام صغيرا)ويعير اهتماما لمنصبه ومقامه , يبدي عنايته لبقا ذلك المجتمع , نجده يعين خلفا له فيمالو اراد ان يغيب عن محل عمله (سوا اكـانت الغيبة مؤقتة ام دائمية ) ولن يتخلى عن مقامه ما لم يعين احدا, ولن يترك بلاده , او بقعته دون نـاظر او حارس عليها او قائد لها,لانه يعلم جيدا, ان غض النظر عن هذه المهمة وعدم استخلاف احد, يؤدي بمجتمعه الى الزوال والاضمحلال , كما لو اراد رب البيت ان يسافر عدة ايام او اشهر, فـانـه يـخـتـاراحـدهـم (او احـدا غـيـرهـم ) مـكـانه , ويلقي اليه مقاليد الادارة للبيت , وهكذا الـرئيـس لـمـؤسـسـة او الـمـديـر لمدرسة , او الصاحب لحانوت , وهو يشرف على موظفين او صناع يعملون تحت امرته , فلو قدر ان يترك محل عمله حتى لساعات قليلة فانه يختار احدهم ويعينه مكانه , كي يتسنى للاخرين الرجوع اليه , في المشكلات او المعضلات , وقس على هذا.
الاسلام دين قوامه الفطرة , وذلك بنص القرآن الحكيم والسنة النبوية , وهو نظام اجتماعي , يدركه كـل من له المام بهذا الدين , ومن ليس له صلة به والعناية الخاصة التي قد بذلها اللّه جل وعلا, ونبيه الكريم (ص ) لهذا الدين الجامع , لا ينكرها احد, ولا يسعنامقارنته مع اي شي آخر.
فـالـنـبي الاكرم (ص ), كان لا يترك المجتمع الذي دخل في الاسلام , او المجتمع الذي قد سيطر عـلـيه الاسلام , وكذا كل بلدة او قرية كانت تقع تحت امرة المسلمين , دون ان يرسل اليها واليا او عـاملا, في وقت مبكر, كي يدير شؤون تلك المجتمعات او البقاع ,وكان هذا داب النبي (ص ), في الجهاد, فعندما كان يرسل كتيبة الى مكان ما, فانه كان يعين قائدا لها, و كان يعين اكثر من قائد احيانا, كـمـا حدث ذلك في حرب (مؤته ) اذ عين (ص ) اربعة , فاذا ما قتل الاول , استخلفه الثاني من بعده , واذا ما قتل الثاني , استخلفه الثالث وهكذا.
وقـد ابـدى الاسـلام عـنـايـتـه بـموضوع الخلافة والاستخلاف عناية تامة , فلم يتغافل عن هذا الـمـوضـوع , ومتى ما اراد النبي (ص ) ان يترك المدينة , كان يستخلف احدا وفي الوقت الذي اراد الـرسـول الاعـظـم (ص ) الهجرة من مكة الى المدينة , عين عليا خليفة له في مكة , للقيام بالاعمال الـخـاصة به لفترة قصيرة , كادا الامانات الى اهلها, وقد اوصى (ص ) عليا (ع ) ان يقوم بادا الديون وما يتعلق بشؤونه الخاصة , بعد وفاته (ص ).
ووفـقـا لـهـذه الـقاعدة , فان الشيعة تدعي انه لن يتصور ان النبي (ص ) قبيل وفاته لم يوص لاحد يستخلفه في شؤون الامة من بعده , او انه لم يعين شخصا يقوم بادارة المملكة الاسلامية .
ولـيـس هـنـاك من شك , والفطرة الانسانية تقر بذلك , بان نشؤ مجتمع يرتبطبمجموعة من عادات وتـقـاليد مشتركة تقرها اكثرية ساحقة لذلك المجتمع , وكذا يرتبطبقاؤها ودوامها بحكومة عادلة تتبنى اجرا تلك العادات والتقاليد اجرا كاملا, وهذاالامر لا يخفى على الشخص اللبيب او ان يتغافل عـنـه , في حين انه ليس هناك مجال للشك في الشريعة الاسلامية , بما فيها من دقة ونظام , ولما كان يبديه النبي الكريم (ص )من احترام وتقدير لتلك الشريعة , اذ كان يضحي بما في وسعه في سبيلها, ان يـهـمـل الـمـوضـوع او يـتـركـه عـلـمـا بـان النبي (ص ), كان نابغة زمانه , في قوة تفكره , وفراسته وتدبيره , (فضلا عن ملازمات الوحي والنبوة وما تتبعها من تاييدات ).
وكـمـا نجد في الاخبار المتواترة عن طريق العامة والخاصة , في كتب الاحاديث والروايات (باب الفتن وغيرها), انه (ص ) كان ينبي بالفتن والمحن التي ستلاقيها الامة الاسلامية بعده , وما يشوب الاسلام من فساد, كحكومة آل مروان وغيرهم , الذين غيرواوحرفوا الشريعة السمحا, فكيف به (ص ) وهـو يـهـتم بامور تحدث بعد سنوات عديدة متاخرة عن وفاته , وما تنطوي عليها من فتن و مـصـائب , يـتـغافل عن موضوع يحدث بعيدوفاته , وفي الايام الاول بعد رحلته (ص )؟ عنايته لموضوع خطير من جهة ,وبسيط من جهة اخرى , في حين كان يبدي اهتمامه لابسط الامور الاعـتـيـاديـة , كـالاكـل والشرب والنوم وما شاكل , فنجده يصدر الاوامر اللازمة لهذه المسائل الـطـبـيـعـيـة , فـكـيف لا يبدي اهتماما لمسائل اساسية مهمة او ان يختار الصمت ازاها, ولا يعين احدامكانه ؟.
وعـلى فرض المحال , لو كان تعيين القائد لمجتمع اسلامي في الشريعة الاسلامية , منوطا بالمجتمع نـفسه , لكان لزاما على النبي (ص ), ان يصرح في هذاالخصوص ويشير اليه اشارة وافية , ويعطي الامـة الارشـادات اللازمة , كي تصبح واعية امام موضوع يضمن لها تقدمها وتكاملها, ويتوقف عليه شعائر دينها.
فـي حين اننا لم نجد مثل هذا التصريح , ولو كان هناك نص صريح لما خالفه من جا من بعده , وذلك ما حـدث مـن الـخليفة الاول , وانتقال الخلافة الى الثاني بوصية منه ,والرابع اوصى لابنه , اما الخليفة الثاني فقد دفع الثالث الى منصة الخلافة بحجة انه احال الامر من بعده الى شورى تتضمن ستة اعضا, وقد عين هؤلا الاعضا, وكذا كيفية انتخابهم .
اما معاوية فقد استعمل الشدة في صلح الامام الحسن (ع ), واستتب له الامر,وبعدها صارت الخلافة وراثـيـة , وتـغـيـرت الشعائر الدينية , من جهاد وامر بالمعروف ونهي عن المنكر واقامة الحدود وغيرها كل هذه قد زالت عن المجتمع الاسلامي , فاضحت جهود الشارع هبا.
امـا الـشـيـعـة فـقد حصلت على هذه النتيجة خلال البحث والدراسة في الدرك الفطري للانسان , والسيرة المستمرة للعقلا, وبالتعمق والفحص في الاسس الاساسية للشريعة الاسلامية التي مرامها احـيـا هـذه الـفـطرة الانسانية , وبالتامل في الحياة الاجتماعية التي كان ينتهجها النبي (ص ) وكذا بـدراسـتـه الـحـوادث المؤسفة التي حدثت بعد وفاته , والتي عانت الامة الاسلامية منها عنا بالغا, ودراسـة وضع الحكومات الاسلامية في القرن الاول , وما لازمها من قصور عن ادا وظائفهم , تصل الى هذه النتيجة .
ان هناك نصوصا كافية قد صرح بها من قبل النبي (ص ) في خصوص تعيين امام وخليفة من بعده , وان الايـات والاخـبار المتواترة القطعية تشير الى هذا المعنى , كية الولاية وحديث غدير خم وحديث الـسـفينة وحديث الثقلين , وحديث الحق وحديث المنزلة وحديث دعوة العشيرة الاقربين وغيرها, ولكن المراد من الايات والاحاديث آنفة الذكر قد اول وحرف لاسباب ودواع .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page