طباعة

آيات الصائمين ( الحلقة ٢٠ )

التاريخ: ٢٠٠٩/٠٩/١٤
عظم الله إجورنا وإجوركم بذكری استشهاد شهيد الشهر الأكبر وبيت الله المعظم ومحراب الفوز الأعظم مولانا ومولی الموحدين أمير المؤمنين الإمام علي المرتضی صلوات الله وسلامه الله عليه.
معكم أعزاءنا في حلقة أخری من هذا البرنامج ووقفة أخيرة عند أية الدعاء التي جاءت في سياق آيات تشريع فريضة الصوم المباركة وهي قوله عزوجل: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
فما هي الدروس العملية التي نستفيدها من هذه الآية الكريمة فيما يرتبط بعبادة الصوم وشهر رمضان المبارك؟
في الحلقة السابقة من البرنامج عرفنا أن الثمرات المهمة للصيام إشعار الإنسان بفقره الذاتي الأمر الذي يبعث فيه كوامن التوجه الفطري الی الله عزوجل - وهو الغني المطلق - فيتوجهون ببركة ذلك الی رسول الله عزوجل يسألونه عن الله عزوجل.
ومن معرفة هذه الحقيقة نستفيد درسين مهمين هما:
الأول: هو أن نحرص ونحن نؤدي فريضة الصوم ونمتنع عن الطعام والشراب ونظائرهما ساعات النهار؛ ان نحرص ان يكون ذلك مقروناً بالشعور للفقر الذاتي الی الله عزوجل الذي هو يطعمنا ويسقينا في الواقع لأنه هو الرزاق الحقيقي.
وعليه لا ينبغي أن يكون الإفطار مسرحاً لإنشغالنا بالأكل والشرب دون توجه الی الله عزوجل.
ومما يعين علی إجتناب هذه الغفلة العمل بأداب الإفطار المشتملة علی حمد الله وشكره والتذكير بأنه عزوجل هو مصدر هذا الطعام والشراب.
وهذا المعنی يذكرنا به بوضوح مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء أسحار شهر رمضان المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي عندما يخاطب الله جل جلاله بعبارات من قبيل: إنا الجائع الذي أشعبت والعطشان الذي رويت ونظائرهما.
أما الدرس الثاني: المستفاد من الآية الكريمة فهو أن علينا ونحن نتوجه الی الله عزوجل الغني المطلق لكي يسد فقرنا الذاتي ويستجيب لإحتياجات المادية والمعنوية، علينا أن نتوجه الی رسول الله (صلی الله عليه وآله) لكي نسأله عن الله جل جلاله لأنه (صلی الله عليه وآله) أقرب الخلق إليه عزوجل وأعرفهم به، فنتعرف علی ربنا منه (صلی الله عليه وآله) بالإصالة ومن أهل بيته (عليهم السلام) بالتبعية.
ومن المصاديق العملية للرجوع الی محمد وآله (عليه وعليهم الصلاة والسلام) لمعرفة الله هو التوجه إليه بالدعاء بالأدعية التي سنها لنا أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في أسحار وليالي ونهارات شهر رمضان المبارك فهو كنوز من معارف التقرب الی الله عزوجل تعرفنا بالإيمان الحقيقي وبحاجاتنا الحقيقية التي نطلبها منه تبارك وتعالی؛ لكي نصل الی غاية الصوم والدعاء وهو الرشد الحقيقي ومافيه من كمالات وسعادات الدنيا والآخرة.