• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الحج إلى بيت الله الحرام

كان عمري ثمانية عشر عاما عندما وافقت الجمعية القومية للكشافة التونسية على انتدابي للمشاركة في المؤتمر الاول للكشافة العربية والاسلامية الذي أقيم في مكة المكرمة ضمن مجموعة تتكون من ستة أشخاص من كامل الجمهورية التونسية ؛ ووجدت نفسي أصغر أعضاء البعثة سنا وأقلهم ثقافة إذ كان اثنان منهما من مدراء المدارس والثالث أستاذا بالعاصمة والرابع يعمل في الصحافة والخامس لم أعرف وظيفته غير أني علمت أنه أحد أقرباء وزير التربية القومية في ذلك العهد .
كانت رحلتنا بطريق غير مباشر ، فقد نزلنا في أثينا عاصمة اليونان حيث أمضينا فيها ثلاثة أيام ، ومنها إلى عمان عاصمة الاردن التي مكثنا فيها أربعة أيام وصلنا بعدها إلى السعودية حيث شاركنا في المؤتمر وأدينا مناسك الحج والعمرة .
كان شعوري وأنا أدخل بيت الله الحرام لاول مرة لا يتصور وكان قلبي كأنه يحطم الاضلاع - التي تحوطه - بدقاته العنيفة يريد الخروج ليرى بعينه هذا البيت العتيق الذي طالما كان يحلم به ، وفاضت الدموع حتى ظننت أنها لن تتوقف ، وخيل إلي أن الملائكة - تحملني فوق الحجيج لاصل إلى سطح الكعبة المشرفة وألبي نداء الله من هناك « لبيك اللهم لبيك هذا عبدك جاء إليك » وقد استنتجت وأنا أسمع تلبية الحجيج أن هولاء قضوا أعمارهم وهم يتجهزون ويعدون العدة ويجمعون الاموال للمجئ أما أنا فكان مجيئي مفاجئا على غير استعداد مني ، وأذكر أن والدي عندما رأى تذاكر الطائرة وتيقن من سفري إلى الحج بكى وهو يقبلني مودعا قائلا : «هنيئا لك يا بني لقد أراد الله أن تحج قبلي وأنت في هذه السن ، فإنت ولد سيدي أحمد التيجاني أدع الله لي في بيته أن يتوب علي ويرزقني حج بيته الحرام » .
لذلك ظننت أن الله هو الذي ناداني وأحاطني بعنايته وأوصلني إلى ذلك المقام الذي تموت الانفس دون الوصول إليه حسرة ورجاء ، فمن أحق بالتلبية مني فكنت أبالغ في الطواف والصلاة والسعي وحتى في شرب ماء زمزم ، والصعود إلى الجبال حيث تتسابق الوفود للوصول إلى غار حراء فوق جبل النور فلم يسبقني إليه غير شاب سوداني فكنت « ثاني اثنين » وتمرغت فيه وكأني أتمرغ في حجر الرسول الاكرم وأشم أنفاسه ، يا لها من صور وذكريات تركت في نفسي أثرا عميقا لن يمحى أبدا ! ! .
عناية ربانية أخرى جعلت كل من يراني من الوفود يحبني ويطلب عنواني للمراسلة ، وقد أحبني رفاقي الذين احتقروني في أول لقاء جمعنا في تونس العاصمة لترتيب السفر وأحسست ذلك منهم وصبرت لعلمي مسبقا بأن أهل الشمال يحتقرون أهل الجنوب ويعتبرونهم متخلفين ، وسرعان ما تغيرت نظرتهم خلال السفر والمؤتمر والحج ، وقد بيضت وجوههم أمام الوفود بما كنت أحفظه من أشعار وقصائد وبما أحرزته من جوائز في المسابقات التي أقيمت بالمناسبة ، وقد عدت إلى بلادي ومعي أكثر من عشرين عنوانا لاصدقاء من مختلف الجنسيات .
كانت إقامتنا في السعودية خمسة وعشرين يوما كنا نلتقي فيها بعلماء ونستمع إليهم في محاضراتهم ، وقد تأثرت ببعض المعتقدات الوهابية التي أعجبت بها وتمنيت أن يكون المسلمون عليها ، وظننت في تلك الفترة أن الله اصطفاهم من بين العباد لحراسة بيته الحرام فهم أطهر وأعلم خلق الله على وجه الارض وقد أغناهم الله بالبترول ليتمكنوا من خدمة الحجيج ضيوف الرحمن والسهر على سلامتهم .
وعند رجوعي من الحج إلى بلادي كنت مرتديا اللباس السعودي بالعقال وفوجئت بالاستقبال الذي أعده لي والدي ، فكانت جموع من الناس محتشدة في المحطة يتقدمهم شيخ الطريقة العيساوية وشيخ التيجانية وشيخ القادرية بالطبول والبنادير(1).
وطافوا بي شوارع المدينة مهللين ومكبرين وكلما مررنا بمسجد أوقفوني على عتبته بعض الوقت ، والناس من حولي يتسابقون لتقبيلي وخصوصا الشيوخ المسنين كانوا يلثمونني وهم يبكون شوقا لرؤية بيت الله والوقوف على قبر رسوله وهم لم يعتادوا رؤية حاج في مثل عمري كما لم يروا هذا في قفصة قبلي .
وعشت أسعد أيام حياتي في ذلك الوقت وقد جاء إلى بيتنا أشراف المدينة وكبراؤها يسلمون مهنئين وداعين ، وكثيراً ما كان يطلب مني قراءة الفاتحة مع الدعاء بحضرة والدي فكنت أخجل حينا وأتشجع أحيانا ، وكانت والدتي في كل مرة تدخل بعد خروج الزائرين لاطلاق البخور والتعاويذ لحمايتي من شر الحاسدين ، ودفع كيد الشياطين .
وأقام والدي ثلاث ليال متواليات للحضرة التيجانية يذبح في كل يوم كبشا للوليمة . وكان الناس يسألونني عن كل كبيرة وصغيرة ، وكانت أجوبتي كلها تنطوي على الكثير من الاعجاب والاطراء للسعوديين وما يقومون به لنشر الاسلام ونصرة المسلمين .
ولقبني سكان المدينة «بالحاج» فإذا أطلق هذا الاسم لا ينصرف إلا إلي ، وأصبحت بعد ذلك معروفا أكثر ، وخصوصا في الاوساط الدينية كجماعة الاخوان المسلمين ، فكنت أطوف في المساجد وأنهي الناس عن تقبيل الاضرحة والتمسح بالاخشاب ، وأحاول جهدي إقناعهم بأن ذلك شرك بالله ، وأزداد نشاطي توسعا فكنت ألقي الدروس الدينية في المساجد يوم الجمعة قبل خطبة الامام وأتنقل من جامع أبي يعقوب إلى الجامع الكبير ، لان صلاة الجمعة تقام فيهما في أوقات مختلفة بينما تصلى الاولى وقت الظهر تقام الثانية وقت العصر وكثيرا ما كان يحضر تلك الحلقات التي أقيمها يوم الاحد أغلب تلاميذ المعهد الثانوي الذي أدرس فيه مادة التكنولوجيا والمبادئ التقنية ، وكانوا يعجبون لهذا ويزدادون حبا وتقديرا لاني أعطيتهم من وقتي الكثير لازيح عن أفكارهم تلك الغيوم التي لبدها بعض أساتذة الفلسفة الملحدين والماديين والشيوعيين وما أكثرهم ! ، فكانوا ينتظرون بفارغ الصبر موعد تلك الحلقات الدينية ومنهم من يأتي إلى البيت ، فقد اشتريت بعض الكتب الدينية والتهمتها بالمطالعة حتى أكون في مستوى الاجابة عن الاسئلة المختلفة وفي تلك السنة التي حججت فيها ملكت أيضا نصف ديني ، فقد رغبت والدتي رحمها الله في تزويجي قبل موتها ، وهي التي ربت كل أولاد زوجها وحضرت زواجهم فكانت أمنيتها أن تراني عريسا ، وقد أعطاها الله ما تتمنى وأطعت أمرها في الزواج من فتاة لم أرها من قبل ، وحضرت ميلاد إبني الاول والثاني ، وفارقت الحياة وهي عني راضية كما سبقها والدي رحمه الله قبل عامين وقد حج بيت الله الحرام وتاب توبة نصوحا قبل وفاته بعامين .
ونجحت الثورة الليبية في تلك الظروف التي يعاني فيها المسلمون والعرب من هزيمة النكبة في حربهم ضد إسرائيل وطلع علينا ذلك الشاب قائد الثورة وهو يتكلم بإسم الاسلام ويصلي بالناس في المسجد وينادي بتحرير القدس ، وقد استهواني كما استهوى أغلب الشباب المسلم في البلاد العربية والاسلامية ، ودفعنا حب الاطلاع إلى تنظيم رحلة ثقافية إلى ليبيا وجمعنا أربعين رجلا من رجال التعليم حيث قمنا بزيارة إلى القطر الشقيق في بداية الثورة ، ورجعنا من هناك معجبين بما رأينا مستبشرين بالمستقبل الذي رجونا أن يكون في صالح الامة العربية والاسلامية في كل المعمورة .
طوال السنوات المنصرمة كانت الرسائل مع بعض الاصدقاء متواصلة والاشواق متزايدة ، وقد توطدت علاقتي مع نخبة منهم ألحوا علي أن أزورهم ، فأعددت العدة ورتبت الامور للقيام برحلة طويلة تستغرق عطلة الصيف التي تدوم ثلاثة أشهر ، وكان التخطيط يمر بليبيا عن طريق البر ثم إلى مصر ومنها إلى لبنان عبر البحر ثم إلى سوريا والاردن فالسعودية ، وهي المقصودة لاداء العمرة وتجديد العهد مع الوهابية التي روجت لها كثيرا في أوساط الشباب الطالبي وفي المساجد التي يكثر فيها الاخوان المسلمون .
وتعدت شهرتي حدود مدينتي إلى مدن أخرى مجاورة ، فقد يمر المسافر فيصلي الجمعة ويحضر تلك الدروس ويتحدث بها في مجتمعه ، ووصل الحديث إلى الشيخ إسماعيل الهادفي صاحب الطريقة الصوفية المعروفة بمدينة توزر عاصمة الجريد ، ومسقط رأس أبي القاسم الشابي الشاعر المعروف .
وهذا الشيخ له أتباع ومريدون في كامل الجمهورية التونسية وخارجها في الاوساط العمالية بفرنسا وألمانيا .
وجاءتني منه دعوة لزيارته ، عن طريق وكلائه في قفصة الذين كتبوا إلي رسالة طويلة يشكرونني فيها على ما أقوم به لخدمة الاسلام والمسلمين ويدعون أن ذلك لا يقربني من الله قيد أنملة ما لم يكن عن طريق شيخ عارف ، وعلى الحديث المشهور عندهم «من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان» ويقولون أيضا : «لا بد لك من شيخ يريك شخوصها وإلا فنصف العلم عندك ناقص» وبشروني بأن «صاحب الزمان» ويقصدون به الشيخ إسماعيل قد اصطفاني من بين الناس لاكون من خاصة الخاصة .
وطار قلبي فرحا لهذا الخبر وبكيت تأثرا لهذه العناية الربانية التي ما زالت ترفعني من مقام سام إلى ما هو أسمى ومن حسن إلى ما هو أحسن ، لانني اتبعت في ما مضى من حياتي سيدي الهادي الحفيان وهو شيخ متصوف يحكى عنه عدة - كرامات وخوارق وصرت من أعز أحبائه ، كما صاحبت سيدي صالح بالسائح وسيدي الجيلاني وغيرهم من أهل الطرق المعاصرين وانتظرت ذلك اللقاء بفارغ الصبر ، ولما دخلت بيت الشيخ كنت أتفرس الوجوه بلهفة وكان المجلس مليئا بالمريدين وفيهم مشايخ يرتدون لباسا ناصع البياض ، وبعد مراسم التحية خرج علينا الشيخ إسماعيل وقام الجميع يقبلون يده بإحترام فائق ، وغمزني الوكيل بأن الشيخ هو ذا ، فلم أبد حماسا لانني كنت منتظرا غير الذي رأيت وقد كنت رسمت له صورة خيالية حسب الكرامات والمعجزات التي رسخها في ذهني وكيل الشيخ وأتباعه ، ورأيت شيخا عاديا ليس فيه وقار ولا هيبة ، وخلال المجلس - قدمني الوكيل إليه فرحب بي وأجلسني على يمينه وقدم إلي الطعام ، وبعد الاكل والشرب بدأت الحضرة ، وقدمني الوكيل من جديد لاخذ العهد والورد من الشيخ ، وهناني الجميع بعد ذلك معانقين ومباركين ، وفهمت من خلال حديثهم بأنهم يسمعون عني الكثير ، وقد دفعني هذا الاعجاب إلى أن أعترض على بعض أجوبة الشيخ التي كان يلقيها على السائلين ، وأعلل رأيي بالقرآن والسنة ، واستاء بعض الحاضرين من هذا التطفل واعتبروه سوء أدب في حضرة الشيخ ، وقد اعتادوا أن لا يتكلموا بحضرته إلا بإذنه ، وأحس الشيخ بحرج الجالسين فأزاح تلك السحابة بلباقة وأعلن قائلا : «من كانت بدايته محرقة تكون نهايته مشرقة» واعتبر الحاضرون هذا وساما من حضرته وسوف يكون أكبر ضمان لنهايتي المشرقة وهنأوني بذلك ، ولكن شيخ الطريقة ذكي ومدرب لم يترك لي المجال مفتوحا لمواصلة هذا التطفل المزعج وروى لنا قصة أحد العارفين بالله عندما جلس في حلقته بعض العلماء ، فقال له : قم فاغتسل ، وذهب العالم واغتسل وجاء ليجلس في الحلقة فقال له ثانية : قم فاغتسل ، وذهب العالم وعاود الغسل كأحسن ما يكون ظنا منه بأن الغسل الاول لم يكن على الوجه الصحيح ، وجاء ليجلس فانتهره الشيخ العارف وأمره بالاغتسال من جديد فبكى العالم وقال له : يا سيدي لقد اغتسلت من علمي ومن عملي ولم يبق عندي إلا ما يفتح الله به على يديك .
عند ذلك قال له العارف ، الآن اجلس .
وعرفت بأني أنا المقصود من هذه القصة كما عرف ذلك الحاضرون الذين لاموني بعد خروج الشيخ للاستراحة وأقنعوني بالسكوت ولزوم الاحترام بحضرة الشيخ صاحب الزمان لئلا تحبط أعمالي مستدلين بالآية الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )(2) صدق الله العظيم .
وعرفت قدري وامتثلت للاوامر والنصائح ، وقربني الشيخ منه أكثر ، وأقمت عنده ثلاثة أيام كنت أسأل خلالها أسئلة عديدة بعضها للاختبار وكان الشيخ يعرف ذلك مني فيجيبني قائلا بأن للقرآن ظاهرا وباطنا إلى سبعة أبطن كما فتح لي خزانته وأطلعني على كراسه الخاص والذي فيه سلسلة الصالحين والعارفين مسندة ومتصلة منه إلى أبي الحسن الشاذلي مرورا بعدة إولياء مذكورين إلى أن يصل السند إلى الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه . ولا يفوتني أن أذكر هنا بأن الحلقات التي يقيمونها كانت روحية إذ يفتتحها الشيخ بقراءة ما تيسر من كتاب الله المجيد تلاوة وتجويدا ثم بعد فراغه يبدأ بمطلع القصيدة ويتبعه المريدون الذين يحفظون المدائح والاذكار وأكثرها ذم للدنيا وترغيب في الآخرة وفيها زهد وورع بعد ذلك يعيد المريد الاول الجالس على يمين الشيخ قراءة ما تيسر من القرآن وعندما يقول صدق الله العظيم يبدأ الشيخ مطلعا من قصيدة جديدة ويشارك الجميع في إنشادها وهكذا يتناوب الحاضرون ولو بآية واحدة يشاركون بها إلى أن يأخذ الحال الحاضرين فيتمايلون يمينا وشمالا على رنات تلك المدائح إلى أن ينهض الشيخ وينهض معه المريدون فتكون حلقة هو قطبها ويبدوون بذكر إسم الصدر قائلين آه . آه . آه . آه . والشيخ يدور وسطهم متوجها في كل مرة إلى واحد منهم حتى يحمى الوطيس وتصبح الحركات والشطحات شبيهة بدق الطبول ويقفز البعض في حركات جنونية وترتفع الاصوات في نغمة منسقة ولكنها مزعجة إلى أن يعود الهدوء بعد عناء وتعب ، بقصيدة ختامية للشيخ فيجلس الجميع بعد ما قبّلوا رأس الشيخ وأكتافه بالتداول ، وقد شاركتهم بعض هذه الشطحات محاكيا لهم في غير قناعة مني ووجدت نفسي متناقضاً مع العقيدة التي تبنيتها وهي عدم الإشراك أي عدم التوسل بغير الله فسقطت على الارض جاهشا بالبكاء متحيرا مشتتا بين تيارين متناقضين ، تيار الصوفية وهي أجواء روحية يعيشها الانسان فتملأ أعماقه بشعور الرهبة والزهد والتقرب إلى الله عن طريق أوليائه الصالحين وعباده العارفين ، وتيار الوهابية الذي علمني أن ذلك كله شرك بالله ، والشرك لا يغفره الله .
وإذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا ينفع ولا يتوسل به إليه سبحانه فما قيمة هؤلاء الاولياء والصالحين بعده ؟ ! .
وبالرغم من المنصب الجديد الذي نصبني فيه الشيخ ، إذ أصبحت وكيله في قفصة لم إكن مقتنعا كليا في داخلي وإن كنت أميل أحيانا إلى الطرق الصوفية ، وأشعر دائما أني أكن لها احتراما ومهابة من أجل أولياء الله والصالحين من عباده ولكني أكابر وأجادل محتجا بقوله تعالى :( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو )(3) وإذا قال لي قائل أن الله تعالى يقول :( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )(4) أرد عليه بسرعة كما علمني علماء السعودية «الوسيلة هي العمل الصالح » ، والمهم أنني عشت تلك الفترة مضطربا مشوش الفكر ، وقد يتوافد علي في بيتي بعض المريدين فنحيي سهرات منتظمة ونقيم العمارة(5) .
وبدأ الجيران يتذمرون من الاصوات المزعجة التي تبعث من حناجرنا بذكر ( آه ) ، ولكنهم لا يجاهرون لي بذلك غير أنهم يشتكون لزوجتي عن طريق نسائهم ، ولما علمت بذلك طلبت من المجموعة أن يقيموا الحلقات في أحد منازلهم ، واعتذرت بأنني سوف أسافر إلى الخارج لمدة ثلاثة أشهر . . . وودعت الاهل والاقارب وقصدت ربي متوكلا عليه . لا أشرك به شيئا .
____________
(1) البنادير : مفرده بندير وهو طبل مثل الدف يستعمله الصوفية للمدائح والاذكار والشطح ويقال أن سيدي عبدالسلام الاسمر أول من استعمله وقد نزل بنديره من السماء ؟ ! .
(2) سورة الحجرات : آية 2 .
(3) سورة القصص : آية 88 .
(4) سورة المائدة : آية 35 .
(5) العمارة : هي الحلقة التي يذكر فيها إسم الصدر في شطحات منتظمة .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page