• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأي الرسول في الصحابة

1 - حديث الحوض
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
« بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال ، هلم ، فقلت إلى أين ؟ فقال : إلى النار والله ، قلت ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم »(1).
وقال صلى الله عليه وآله :
« إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول : أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي »(2).
فالمتمعن في هذه الاحاديث العديدة التي أخرجها علماء أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم ، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده صلى الله عليه وآله إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعم ، ولا يمكن بأي حال من الاحوال حمل هذه الاحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون ، لان النص يقول : فأقول أصحابي .
ولان المنافقين لم يبدلوا بعد النبي وإلا لاصبح المنافق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مؤمنا .
كما أن هذه الاحاديث هي مصداق وتفسير لما سجلناه سابقا من الآيات الكريمة التي تحدثت عن انقلابهم وارتدادهم وتوعدهم بالعذاب الاليم .

2 - حديث اتباع اليهود والنصارى
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن »(3).
وللباحث أن يتسأل عندما يقرأ هذا الحديث المجمع على صحته ، ماذا فعل الصحابة المقصودون بهذا الحديث من فعل اليهود والنصارى حتى وصفهم رسول الله بأنهم يتبعونهم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوا مدخلهم .
ومن المعلوم من القرآن الكريم ومن التاريخ الصحيح أن اليهود تمردوا على موسى رسول الله إليهم وعصوا أمره وآذوه ، وعبدوا العجل في غيابه وتآمروا على أخيه هارون وكادوا يقتلونه ، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله جزاء بما كانوا يفعلون ، وقد ارتدوا بعد إيمانهم وتآمروا على أنبياء الله وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم ففريقا كذبوا وفريقا يقتلون ، ووصل بهم الامر أن تآمروا على سيدنا عيسى وبهتوا أمه الطاهرة ولم يهدؤوا حتى قتلوه وصلبوه بزعمهم(4) واختلفوا بعد ذلك وتفرقوا فيه فمن قائل بأنه دجال كذاب ، ومن مغال أنزله منزلة الاله فقال هو ابن الله .
ولمصداق هذا الحديث فمن حقي أن أتصور بأن الصحابة أيضا عصوا أمر رسول الله في أمور كثيرة منها منعهم أن يكتب لهم الكتاب الذي يصونهم من الضلالة ، ومنها طعنهم في تأميره أسامة ورفضهم أن يخرجوا معه حتى بعد وفاة الرسول وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتخلف عنه ممن عبأهم ، ومنها تفرقهم واختلافهم في سقيفة بني ساعدة لاستخلاف الخليفة ، ولم يقبلوا بمن نص عليه رسول الله في غدير خم وهو علي بن أبي طالب حسبما يدعيه الشيعة ولهم شواهد لا تقبل التأويل في صحاح السنة وتواريخهم وهددوا إبنته فاطمة الزهراء سيدة النساء بحرق دارها إذا لم يخرج المتخلفون للبيعة قهرا ، ومن المعقول جدا أن يقبل الباحث المنصف النص الصريح على علي بن أبي طالب ، لانه ليس من المعقول أن يموت رسول الله ولا يعين أحدا ، وهو الذي لم يخرج من المدينة إلى غزوة أو سفر إلا واستخلف عليهم أحدا ، ومن المعقول أيضا أن يقبل الباحث المنصف بقول الامام شرف الدين في كتابه « المراجعات » حيث قال لشيخ الازهر الشيخ سليم البشري :
- سلمتم - ـ سلمكم الله تعالى - بتأخرهم في سرية أسامة ، على السير ، وتثاقلهم في الجرف تلك المدة مع ما قد أمروا من الاسراع والتعجيل وسلمتم بطعنهم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولا وفعلا على تأميره وسلمتم بطلبهم من أبي بكر عزله بعد غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طعنهم في إمارته ، وخروجه بسبب ذلك محموما معصبا مدثرا ، وتنديده بهم في خطبته تلك على المنبر التي قلتم إنها كانت من الوقائع التاريخية وقد أعلن فيه كون أسامة أهلا لتلك الامارة .
وسلمتم بطلبهم من الخليفة إلغاء البعث الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحل اللواء الذي عقده بيده الشريفة ، مع ما رأوه من اهتمامه في إنفاذه وعنايته التامة في تعجيل إرساله ، ونصوصه المتوالية في وجوب ذلك .
وسلمتم بتخلف بعض من عبأهم صلى الله عليه وآله وسلم ، في ذلك الجيش وأمرهم بالنفوذ تحت قيادة أسامة .
وسلمتم بكل هذا كما نص عليه أهل الاخبار ، واجتمعت عليه كلمة المحدثين وحفظة الآثار ، وقلتم إنهم كانوا معذورين في ذلك ، وحاصل ما ذكرتموه من عذرهم أنهم إنّما آثروا في هذه الامور مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم لا بما أوجبته النصوص النبوية ونحن ما ادعينا - في هذا المقام - أكثر من هذا .
وبعبارة أخرى فإن تساؤلنا يدور حول ما يلي : هل كانوا في تعبدهم وفق النصوص جميعها أم بعضها ؟ لقد اخترتم الاول ، ونحن اخترنا الثاني ، فاعترافكم الآن بعدم تعبدهم في هذه الاوامر يثبت ما اخترناه ، وكونهم معذورين أو غير معذورين خارج عن موضوع البحث كما لا يخفى ، وحيث ثبت لديكم إيثارهم في سرية أسامة مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بما أوجبته تلك النصوص ، فلم لا تقولون أنهم آثروا في أمر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مصلحة الاسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بنصوص الغدير وأمثالها .
إعتذرتم عن طعن الطاعنين في تأمير أسامة بأنهم إنما طعنوا بتأميره لحداثته مع كونهم بين كهول وشيوخ ، وقلتم إن نفوس الكهول والشيوخ تأبى بجبلتها وطبعها أن تنقاد إلى الاحداث ، فلم لم تقولوا هذا بعينه فيمن لم يتعبدوا بنصوص الغدير المقتضية لتأمير علي وهو شاب على كهول الصحابة وشيوخهم ، لانهم بحكم الضرورة من أخبارهم ، قد استحدثوا سنه يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما استحدثوا سن أسامة يوم ولاه صلى الله عليه وآله وسلم عليهم في تلك السن وشتان ما بين الخلافة وإمارة السرية ، فإذا أبت نفوسهم بجبلتها أن تنقاد للحدث في سرية واحدة ، فهي أولى بأن تأبى أن تنقاد للحدث مدة حياته في جميع الشؤون الدنيوية والاخروية ، على أن ما ذكرتموه من أن نفوس الشيوخ والكهول تنفر بطبعها من الانقياد للاحداث ممنوع ، إن كان مرداكم الاطلاق في هذا الحكم ، لان نفوس المؤمنين من الشيوخ الكاملين في إيمانهم لا تنفر من طاعة الله ورسوله في الانقياد للاحداث ، ولا في غيره من سائر الاشياء ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) إنتهى كلامه نقلناه من كتاب المراجعات « المراجعة رقم 92 » .

3 - حديث البطانتين
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله »(5).
وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن الصحابة كانوا قسمين بطانة تأمر الرسول بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، وإذا أردنا التوسع في هذا الموضوع لازددنا يقينا بأن بعض الصحابة كانوا يشيرون على رسول الله بغير المعروف .
ومثال ذلك ما أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد من جزئه الاول وحكم ابن جرير بصحته ، قال :
جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن أناسا من غلماننا قد أتوك ليس بهم رغبة في الاسلام ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا ، فقال النبي لابي بكر ما تقول قال صدقوا إنهم جيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي بما أشار به ثم قال لعمر ما تقول قال صدقوا إنهم جيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي بما أشار به هو الآخر عليه(6).
وهذه القصة هي مصداق لحديث البطانتين والذي أشار به أبو بكر وعمر لم يكن من الخير ولا من المعروف وإلا لما تغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
كما أخرج الامام أحمد بن حنبل في مسنده ومسلم في صحيحه قال سمعت عمر يقول : قسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسمة فقلت يا رسول الله لغير هؤلاء أحق منهم ، أهل الصفة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنكم تسألوني بالفحش ، وتبخلوني ولست بباخل(7) .
وهذه القصة هي الاخرى صريحة في أن عمر بن الخطاب ليس من البطانة التي تأمر بالمعروف وتحضّ عليه بل هو من الذين يسألون بالفحش ويأمرون بالبخل على ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

4 - حديث التنافس على الدنيا
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
« إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لانظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الارض ( أو مفاتيح الارض ) وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها »(8).
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد تنافسوا على الدنيا حتى سلت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضا ، وقد كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين يكنز الذهب والفضة في حين يموت بعض المسلمين جوعا ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري وغيرهم أن ثروة الزبير وحده بلغت خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعا كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها(9) كما بلغت غلة طلحة من العراق وحده كل يوم ألف دينار ، وقيل أكثر من ذلك(10).
وكان لعبد الرحمن بن عوف مائة فرس ، وله ألف بعير وعشرة آلاف شاة ، وبلغ ربع ثمن ماله الذي قسم على زوجاته بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا(11).
وترك عثمان بن عفان يوم مات مائة وخمسين ألف دينار عدا المواشي والاراضي والضياع مما لا يحصى وترك زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس حتى مجلت أيدي الناس ، ما عدا الاموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار(12).
هذه بعض الامثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر للدلالة على صدق الحديث وأنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها ، فكدسوا الاموال على حساب المستضعفين من المسلمين .
___________________________________________
( 1 ، 2 ) صحيح البخاري ج 4 ص 94 إلى 99 وص 156 وج 3 ص 32 ؛ صحيح مسلم ج 7 ص 66 حديث الحوض .
( 3 ) أخرج هذا الحديث كل من البخاري في صحيحه ج 4 ص 187 ومسلم في صحيحه ج 8 ص 57 .
والامام أحمد بن حنبل في مسنده ج 3 ص 84 و 94 .
( 4 ) يصادف تاريخ كتابة هذه السطور : أن البابا يوحنا بولس الثاني زار بالامس كنيسة اليهود في محاولة تقريب اليهود من النصارى على حساب تبرئة اليهود من قتل المسيح ونسيان الماضي والتحالف لضرب الاسلام والمسلمين .
( 5 ) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ج 4 ص 173 مسند الامام أحمد ج 3 ص 39 .
( 6 ) تاريخ بغداد ج 1 ص 133 .
( 7 ) صحيح مسلم ج 2 ص 730 مسند الامام أحمد بن حنبل .
( 8 ) صحيح البخاري ج 4 ص 100 - 101 .
( 9 ) مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 341 .
( 10 ، 11 ، 12 ) مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 341 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page