اعتمدنا في تحقيق الكتاب على عدة نسخ اخترناها من كثير ، ولم يكن مختارنا يرضي طموحنا لولا أردنا الفكرة أكثر من العبارة واللفظة .. وعجزنا عن الحصول على نسخة الأم أو نسخة موثوق بها ويعتمد عليها ، ولذا كان ترجيحنا للنسخة غالبا ذوقيا استحسانيا ، مع تجميع أكبر عدد من المفردات الواردة في النسخ المختلفة بغية الحصول على متن أكمل ، قبل أن يكون أجمل !!
وعلى كل فالنسخ هي :
الأولى : النسخة المطبوعة على الحجر في طهران سنة 1303 هـ ، مع كتاب قواعد العقائد للطوسي (1) ، ومنهاج السالكين (2) ، بحجم جيبي في 161 صفحة ، تبدء من صفحة 54 ـ 135 ، وقد نسب الكتاب فيه للشيخ مفلح بن الحسين الصيمري ، وجاء في آخرها ما نصه بالفارسية : در كارخانه عليشان رفيع مكان عليقلي خان قاجار سمت انطباع پذيرفت في سنة 1303 . صورنا أولها وآخرها .
الثانية : نسخة خطية موجودة في مكتبة آستان قدس ( المكتبة الرضوية ، في مشهد الرضا عليه السلام ) . محررة سنة 977 ذات (23) ورقة ، تحت رقم 360 خ |339 ، عبرّنا عنها عند التحقيق بنسخة (ر) . جاءت صورة الصفحة الأولى منها والأخيرة .
الثالثة : نسخة خطية في مكتبة السيد النجفي المرعشي في قم المقدسة جاءت تحت رقم 1273 ، عبرنا عنها بنسخة (ن) . ولم نحصل على مصورتها .
الرابعة : نسخة خطية جاءت ضمن مجموعة هي أولها ، ثم قصيدة الوعيظي الميمية ، ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ، مع مجموعة فوائد ، ومسائل متفرقة ، نسخت في حوالي أوائل القرن الثالث عشر ، في 118 ورقة برقم 367 في مركز إحياء التراث الإسلامي ، رمزنا لها بـ ( ألف ) . أدرجنا صورة الصفحة الأولى والأخيرة منها .
* * *
وبعد ؛ فإن الإختلاف بين النسخ ـ مع تعددها وتشتتها ـ كثير جدا ، ولم يسعنا الجزم بالمقدم منها غالبا ، ولا الحصول على نسخة الأم أو نسخة موثوق بها ثانيا ، مع أن هدفنا هو إيصال الفكرة قبل اللفظ ثالثا : بل نجد أن غالب النسخ قد اثبتت نقلا بالمعنى دون التركيز على اللفظ ، لذا حاولنا الإشارة الى المهم من الفروق وغالب الإختلافات مع إثبات بعض الزيادات الواردة على المتن أو التي وجدناها في نسخ أخرى بين معكوفين [ ] وكذا جعلنا بين حاصرتين كل ما أقتضاه تنظيم الكتاب ، أو أملته علينا الضرورة ، أو فرضه علينا المصدر .. وكان ثبت الزيادات غالبا من تلفيق النسخ .. إذ لم يكن مخلا بالمعنى ، أو مضرا باللفظ ، مع الإشارة غالبا لذلك ..
ثم إن مجمل ما سرنا عليه من منهج التحقيق في كراسنا هو أنه قوبل الكتاب بعد صفّه على أكثر من نسخة ، وكذا على المطبوع منه ، ثم بدءت عملية ضبط النص والحركات والمنقولات بعد تخريجها ، وتخريج الآيات الكريمة ، والتركيز في حشد أكبر كمّية من المصادر لما اعتمده المصنف رحمه الله في أسّ استدلاله ، وهو حديث الإفتراق ( ستفترق أمتي .. ) وحديث ( الأئمة الإثنا عشر .. ) وغيرهما ، ولم نول اهتماما واسعا في باقي مواضيع الكتاب ، حيث لا تُعد مصدرا ، بل لم يرد له أن يكون مصدرا .
نعم ، نقل شيخنا المجلسي قدس سره في بحاره عنه أكثر من مرة ، مما حدى بنا أن نعد كتابنا هذا من مصادر البحار ، وكفى في أهمية كتابنا هذا وسنديته ، وإليك هنا الموارد التي اعتمدها شيخنا العلامة المجلسي طاب ثراه في موسوعته العظيمة الرائعة ( بحار الأنوار لدرر أخبار الأئمة الأطهار ) حسب ما وصلنا إليه . فقد قال بعض أزكياء تلامذته ـ ولعله الميرزا عبدالله بن عيسى التبريزي الإصفهاني المشهور بالأفندي المتوفى سنة 1130 هـ ـ في خاتمة بحار الأنوار 110 | 169 ، في مقام تعداد الكتب التي ينبغي أن تلحق بكتاب بحار الأنوار جوابا لطلب أستاذه المجلسي رحمهما الله : .. وكتاب إلزام النواصب قال : نقلتم عنه غير مرة في كتاب الفتن .
أقول : لقد اعتمده في غالب الباب (24) في نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله .. 31|98 وما بعدها ، وكذا في 31|108 ـ109 .. هذا ما ما يحضر في كتاب الفتن ..
كما وقد نقل عنه في باب ورود أمير المؤمنين عليه السلام البصرة 32|218 ـ 219 ؛ وكذا 33|198 ، ولاحظ 44|309 في كتاب كفر قتلة الحسين عليه السلام ..
____________
(1) لاحظ : فهرست المكتبة المرتضوية 4|28 ، برقم 360 ، الذريعة 2|289 و 290 ، كشف الحجب والأستار : 58 .
(2) فهرست كتابهاى چاپى عربي خانبابامشار : 82 ـ 83 ، ومصنفات الشيعة ، تلخيص الذريعة 1|312 وغيرها .
منهجنا في التحقيق
- الزيارات: 2472