أقل الحمل ستة أشهر ، وأكثره تسعة أشهر ، والريب ثلاثة أشهر ، فتصير الغاية في أكثر الحمل سَنة كاملة (1) ، والسَنة الكاملة انفردت بها الإمامية (2) .
والفائدة في تحديد أكثر الحمل ، أنّ الرجل إذا طلق زوجته فأتت بولد بعد الطلاق لأكثر من ذلك الحدّ لم يُلحق به ، وتحديد الحمل يعتمد على النصوص ، والتوقيف ، والإجماع ، وطرق علمية ، ولا يثبت عن طريق الظن (3) .
ويحرم على الزوج نفي الحمل منه ، وإن كان يعزل عن زوجته ؛ لاحتمال سبق المني من غير انتباه ، أو احتمال بقاء شيء من المني في المجرى وحصول اللقاح به عند العود إلى الإيلاج (4) .
ولا يجوز للمرأة إسقاط الجنين وإن كان من حرام ، إلاّ إذا خافت الضرر على نفسها مع استمرار وجوده ، فإنّه يجوز لها إسقاطه ، في وقت لم تلجه الروح ، أمّا بعد ولوج الروح فيه فلا يجوز لها إسقاطه مهما كان السبب (5) .
ويستحب إطعام المرأة الحامل بعض المواد الغذائية ؛ لتأثيرها على صحتها وصحة جنينها ؛ لأنّ الأمراض الجسدية والتشوهات في الخِلقة ناجمة في أكثر الأحيان عن سوء التغذية ، وهنالك أغذية مخصوصة لها تأثير على الصفات النفسية والروحية للجنين ، ومن الأغذية التي يستحبّ إطعامها للحامل .
1 ـ السفرجل : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( كلوا السفرجل ، فإنّه يجلو البصر ، وينبت المودة في القلب ، وأطعموه حبالاكم ، فإنّه يحسّن أولادكم ) (6) .
2 ـ اللبان : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أَطعموا نساءكم الحوامل اللبان ، فإنّه يزيد في عقل الصبي ) (7) .
3 ـ التمر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر ، فإنّ ولدها يكون حليماً تقياً ) (8) .
ووضع أهل البيت ( عليهم السلام ) جدولاً متكاملاً ، في أنواع الأغذية المفيدة ، في صحة جسم الحامل وصحّة حملها ، فيستحبُّ توفيرها للحامل ، كما ورد في كتاب الأطعمة والأشربة من الكافي ومكارم الأخلاق ، كالرّمان ، والتين ، والعنب ، والزبيب ، والبقول ، والسلق ، واللحم ، والهريسة ، والخضروات .
ويحرم على الحامل تناول الأطعمة والأشربة المضرّة بصحتها وصحة الحمل .
ويجب على الزوج النفقة ابتداءً ، ويكون الوجوب أشدّ وآكد في فترة الحمل ، ولا يسقط وجوب النفقة وإن كانت الحامل مطلّقةً ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا طلّق الرجل المرأة وهي حبلى ، أنفق عليها حتى تضع حملها ، فإذا وضعته أعطاها أجرها ... ) (9) .
وينبغي حسن المعاملة مع المرأة في جميع الأحوال ، وهو أَولى في فترة الحمل ، فهي بحاجة إلى مراعاة حالتها النفسية ؛ لانعكاسها على الجنين ، كما يقول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( ... فإنّ لها حق الرحمة ، والمؤانسة ، وموضع السكون إليها قضاء اللذة ) (10) .
فالأفضل من قِبل الزوج تجسيداً لحق الرحمة والمؤانسة الرفق بها ، وإسماعها الكلمات الجميلة ، وتكريمها ، والتعامل معها كإنسانة أكرمها الإسلام ، وإشاعة جو السرور والبشاشة ، والمودّة واللطف في المنزل ، وإدخال الفرحة على قلبها ، والصبر على أخطائها ومساوئها ، التي لا تؤثر على نهجها الإسلامي ، وتجنّب كلّ ما يؤدي إلى الإضرار بصحتها النفسية ، كالتعبيس في وجهها ، أو ضربها ، أو هجرها ، أو التقصير في حقوقها (11) .
__________________________
(1) الكافي في الفقه : 314 .
(2) الانتصار : 345 .
(3) الانتصار : 346 .
(4) منهاج الصالحين ، المعاملات ، القسم الثاني : 112 ـ 113 .
(5) منهاج الصالحين ، المعاملات ، القسم الثاني : 115 ـ 116 .
(6) مكارم الأخلاق : 172 .
(7) مكارم الأخلاق : 194 .
(8) مكارم الأخلاق : 169 .
(9) الكافي 6 : 103 .
(10) تحف العقول / الحراني : 188 ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1380 هـ ، ط5 .
(11) راجع إرشاد القلوب : 175 ، ومكارم الأخلاق : 245 ، والكافي 5 : 511 ، والمحجّة البيضاء 3 : 19 .
الحمل
- الزيارات: 2024