إذا كرهت الزوجة زوجها وآثرت فراقه ، وظهر ذلك جلياً في عصيانها لأمره ومخالفتها لقوله ، وعدم الاستجابة للمضاجعة ، فيجوز له حينئذٍ أن يلتمس على طلاقها ما شاء من المال والمتاع والعقار ، أو التنازل عن مهرها، فإن أجابته إلى ذلك ، قال لها : قد خلعتك على كذا وكذا درهماً أو ديناراً ، فإذا قال لها ذلك بمحضر شاهدينِ مسلمينِ عدلينِ ، وهي طاهر من الحيض طهراً لم يواقعها فيه ، فقد بانت منه ، وليس له عليها رجعة ، ولها أن تعقد على نفسها لمَن شاءت بعد خروجها من عدّتها ، فإن اختارت الرجوع إليه واختار هو ذلك ، جاز لها الرجوع إلى النكاح بعقد جديد ومهر جديد (1) .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لا يحلّ خُلعها حتى تقول لزوجها : والله لا أبرّ لك قسماً ، ولا أُطيع لك أمراً ، ولا اغتسل لك من جنابة ، ولأوطئنّ فراشَك مَن تكرهه ، ولأُوذننّ عليك بغير إذنك ، وقد كان الناس يرخّصون فيما دون هذا ، فإذا قالت المرأة ذلك لزوجها حلّ له ما أخذ منها ، وكانت عنده على تطليقتين باقيتين ، وكان الخُلع تطليقةً ) (2) .
________________
(1) المقنعة : 528 ـ 529 . والصراط القويم : 228 .
(2) تهذيب الأحكام 8 : 95 .
الخُلع
- الزيارات: 1960