سنكرّس البحث في هذا الفصل عن أحكام العلاقات بين الرجل والمرأة ، والتي ينبغي أن تكون منسجمةً مع أُسس وقواعد المنهج الإسلامي ، الذي رسم لها هدفاً بيّناً ، وحدّد لها طريقاً معلوماً ، فلم يتركها للنزوة العارضة والرغبة الغامضة ، والفلتة التي لا تستند إلى موازين ثابتة ، بل أراد لها أن تكون على مستوى الأمانة العظيمة التي أناطها الله تعالى ببني الإنسان ، فقد جعلها علاقة سكن للنفس ، وطمأنينة للروح ، وراحة للجسد ، ثمّ ستراً ، وإحصاناً ، وصيانةً ، ثمّ مزرعةً للنسل ، وامتداداً للحب والودّ .
فقد تعامل مع الجنسينِ على أساس الفطرة ، مراعياً الحاجات المادية والروحية ، بلا إفراط ولا تفريط ، فحرّم جميع مظاهر وألوان العلاقات المخالفة للنزاهة والعفّة ، والمؤدية إلى الانحراف والانزلاق والشذوذ ؛ لكي يأخذ الجنسان نصيبهما في إصلاح النفس والأُسرة والمجتمع .
وقد جعلنا هذا الفصل ضمن آداب الأُسرة ؛ لأنّ الغالب في عصرنا الحاضر ابتلاء الأُسر بمثل هذه الأحكام .
أحكام العلاقة بين الجنسينِ
- الزيارات: 5417