• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل البيت وآية التطهير

صحيح مسلم : بإسناده عن عائشة ، قالت : خرج النبيّ (ص) غداة وعليه مِرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثمّ قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [الأحزاب : 33 ] . (1)
الكُنى للبخاري : قال أبو الحمراء صحبت النبيّ (ص) تسعة أشهر ، فكان إذا أصبح كلّ يوم يأتي باب عليٍّ وفاطمة ، فيقول : السلام عليكم أهل البيت ، إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . (2)
أقول : هذا العمل من النبيّ (ص) يدلّ على نهاية الاهتمام وكمال التوجّه والتعمّد في تعريف أهل البيت وتعيينهم ؛ لئلاّ يبقى مورد للشكّ والاشتباه والترديد في مصداق أهل البيت .
سنن الترمذي : عن عمر بن أبي سلمة ، ربيب النبيّ (ص) ، قال : لما نزلت هذه الآية على النبيّ ( ص) : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )  في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً ، فجلّلهم بكساء ، وعليّ خلف ظهره فجلّله بكساء ، ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، قالت أمّ سلمة : وأنا معهم يا نبيّ الله ؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت على خير . (3)
ويروي أيضا عن أنس بن مالك : أنّ رسول الله (ص) كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر ، إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . ورواه أيضا مسند أحمد . (4)
الكُنى للدولابي : عن عطية ، عن أبيه ، عن أُمّ سلمة ، قالت : بينا رسول الله (ص) في بيته يوماً إذ قال لي الخادم إنّ علياً وفاطمة بالسدّة ، فقال لي : قومي فتنحّي لي عن أهل بيتي . فقمت فتنحّيت في البيت قريباً ، فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صغيران ، فأخذ الصبيّين فوضعهما في حجره واعتنق عليّ بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى ، فقبّلهما وأغدف عليهم خميصة سوداء ، وقال : اللّهمّ إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي . قالت : قلت وأنا يا رسول الله ، قال : وأنت . (5)
البيان والتعريف : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصيّتي فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . أخرجه الإمام أحمد عن أُمّ سلمة رضي الله عنها . (6)
وسببه : عنها : أنّ النبيّ (ص) كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة ، فدخلت بها عليه ، فقال : ادعي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء عليّ وحسين وحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له ، وكان تحته كساء خيبري ، قالت : وأنا أصلي في الحجرة فانزل الله عز وجل هذه الآية : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، قالت فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ، ثمّ اخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء ... إلخ .
رواه مسند أحمد : وآخر الحديث : هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالت فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير (7)
مستدرك الحاكم : عن واثلة قال : جئت أريد علياً ( رض ) فلم أجده ، فقالت فاطمة ( رض ) : انطلقَ إلى رسول الله (ص) يدعوه ، فاجلس ! فجاء مع رسول الله (ص) فدخل ودخلت معهما ، قال فدعا رسول الله (ص) حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا شاهد ، فقال : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، اللّهم هؤلاء أهل بيتي . (8)
ويروي نظيره ، وفيه : اللّهم أهل بيتي أحقّ . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه (9)
وفي مسند أحمد : عن شدّاد قال : دخلت على واثلة وعنده قوم ، فذكروا علياً ، فلمّا قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (ص) ؟ قلت بلى ، قال : أتيت فاطمة ( رض ) أسألها عن عليّ ، قالت : توجّه إلى رسول الله (ص) ، فجلست انتظره حتى جاء رسول الله (ص) ومعه عليّ وحسن وحسين ( رض ) آخذٌ كلّ واحد منها بيده ، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لف عليهم ثوبه ـ أو قال : كساءا ـ ثمّ تلا هذه الآية : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )  ، وقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ . (10)
الاستيعاب : أبو الحمراء مولى النبيّ (ص) قيل اسمه هلال بن الحارث ، حديثه عن النبيّ (ص) : أنّه كان يمرّ ببيت فاطمة وعليّ عليهما السلام فيقول : السلام عليكم أهل البيت ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . (11)
أقول : وقد صرّح رسول الله (ص) بقوله : ( وأهل بيتي أحقّ ، السلام عليكم أهل البيت ، هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، وأنت إلى خير ، فتنحّي لي عن أهلي ، أنا وأهل بيتي ) بكونهم مصداق أهل البيت في آية التطهير وفي دعاء الرسول مخصوصاً ، ولا يعمّ غيرهم في هذا المورد ، وان أُطلق على غيرهم في سائر الموارد . وهذا الاختصاص نصّ من رسول الله (ص) ، ولا يجوز الاجتهاد في مقابل النصّ .
المحاسن للبيهقي : سُئلت عائشة عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقالت : وما عسيت أن أقول فيه وهو أحبّ الناس إلى رسول الله (ص) ، لقد رأيت رسول الله (ص) قد جمع شملته على عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وقال : هؤلاء أهل بيتي اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قيل لها فكيف سرت إليه ؟! قالت : أنا نادمة ، وكان ذلك قدراً مقدوراً .  ! (12)
مستدرك الحاكم : عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )  ، قالت : فأرسل رسول الله (ص) إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي (13)
ويروي أيضاً : عن عبد الله بن جعفر ، قال : لمّا نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة ، قال : ادعوا لي ، ادعوا لي . فقالت صفيّة : مَن يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي ، علياً وفاطمة والحسن والحسين .  فجيء بهم ، فألقى عليهم النبيّ (ص) كساءه ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، وأنزل الله عزّ وجلّ ( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (14) . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه .
أقول : يستفاد من هذه الروايات أمور :
1 ـ قد صرّح فيها بأنّ المراد من أهل البيت هو عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام )
2 ـ أذهب الله الرجس عنهم وطهّرهم تطهيراً ، فقد طهّر قلوبهم ونفوسهم ، وأذهب عنهم رجس الشكّ والعصيان ، وعصمهم عن الخطأ والخذلان .
3 ـ فإذا أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم فلا يجوز نسبة الخطأ والكذب والخلاف والعصيان ، فكيف يمكن أن يقولوا خلاف الصدق والحقّ ؟! أو أن يدّعوا ما ليسوا له بأهل ؟! أو يتملّكوا ما ليس لهم ؟! وهل يُعقل أن نتبع ممّن ليس بمعصوم عن الخطأ والرجس مع وجود هؤلاء المطهّرين المعصومين ؟!
ــــــــــــــ
1 ـ صحيح مسلم ، ج 7 ، ص 130 .
2 ـ الكُنى ، للبخاري ، ص 25 .
3 ـ سنن الترمذي ، ص 462 .
4 ـ سنن الترمذي ، ص 462 . ومسند أحمد ، ج3 ، ص 259 .
5 ـ الكُنى ، للدولابي ، ج 2 ، ص 121 .
6 ـ البيان والتعريف ، ج 1 ، ص 150 .
7 ـ مسند أحمد ، ج 6 ، ص 292 .
8 ـ مستدرك الحاكم ، ج 2 ، ص 416 .
9 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 147 .
10 ـ مسند أحمد ، ج 4 ، ص 107 .
11 ـ الاستيعاب ، ج 4 ، ص 1633 .
12 ـ المحاسن ، للبيهقي ، ص 298 .
13 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 146 .
14 ـ مستدرك ، الحاكم ، ص 148 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page