مستدرك الحاكم : عن جابر قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي : يا عليّ ! الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثمّ قرأ رسول الله (ص) : ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ ) . (1)
أقول : ليس المراد من الشجر الأصل المادي ، فإن تمام قريش من شجرة واحدة وتمام بني هاشم من أصل واحد ، ولا اختصاص لهما بأصل معيّن مادّي ، بل المراد الأصل الرّوحاني ، بمعنى كونهما من نورٍ واحد . وهذا نهاية المقامات وكمال المراتب ، فإنّه لا يتصوّر مقام أعلى من أن يتكوّن ويُخلق شخص من النور والأصل الذي خلق منه رسول الله (ص) وأن يشتركا في أصل الشجرة المعنوية .
مسند أحمد : عن يحيى السلولي ـ وكان قد شهد يوم حجّة الوداع ـ قال : قال رسول الله (ص) : ( عليّ منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ ) ، وقال ابن أبي بكير : لا يقضي عنّي دَيني إلا أنا أو عليّ (رضي الله عنه) . (2)
ويروي : عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله (ص) سرية وأمّر عليهم عليّ بن أبي طالب (رض) ، فأحدث شيئاً في سفرة فتعاهد أربعة من أصحاب محمد (ص) أن يذكروا أمره لرسول الله (ص) ، قال عمران وكنّا إذا قَدِمنا من سفر بدأنا برسول الله (ص) فسلّمنا عليه ، فدخلوا عليه فقام رجل منهم ، فقال : يا رسول الله ، إنّ علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام ... فأقبل رسول الله (ص) على الرابع وقد تغير وجهه ، فقال : دعوا علياً ! دعوا علياً ؛ إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي . (3)
أخبار أصبهان : عن حُبشي السلولي ، قال : سمعت النبيّ (ص) يقول : عليّ منّي وأنا منه ولا يُبلّغ عنّي إلاّ أنا أو عليّ . قالها في حجة الوداع (4) .
البخاري : قال النبيّ (ص) لعليّ : أنت منّي وأنا منك . (5)
ابن ماجة : عن رسول الله (ص) يقول : عليّ منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ . (6)
سنن الترمذي : بعث رسول الله (ص) جيشاً واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ... فأقبل رسول الله (ص) والغضب يُعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من عليّ ؟! ما تريدون من عليّ ؟! ما تريدون من عليّ ؟! إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي . (7)
ويروي أيضاً : كما في ابن ماجة . (8)
خصائص النسائي : عن عمران عن النبي (ص) قال : إنّ علياً منّي وأنا منه ووليّ كلّ مؤمن من بعدي . (9)
ويروي بإسناد آخر : روايات قريبة منها .
ويروي : أيضاً قريباً ممّا في ابن ماجة . (10)
ويروي أيضاً : عن زيد : قال رسول الله (ص) : أمّا أنت يا عليّ فختـني وأبو ولدي أنت منّي وأنا منك . (11)
أقول : يستفاد من هذه الأحاديث أمور :
1 ـ أنّ رسول الله (ص) وعلياً من شجرة واحدة .
2 ـ أنّ رسول الله (ص) منه وهو من رسول الله (ص) .
3 ـ لا يؤدّي عن جانب رسول الله (ص) حقّاً أو حكماً أو عهداً ، إثباتا أو نفياً ، إلاّ عليّ (ع) فهو كنفسه .
4 ـ أنّه وليّ المؤمنين بعد ارتحال رسول الله (ص) .
فهذه كلّها تدلّ على كمال الاختصاص بينهما ، وهذا المقام لم يتحقق لأحد سوى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) .
فهو كنفس رسول الله (ص) كما استفيد هذا من آية المباهلة ، حيث جعل علياً (ع) مصداقا لكلمة أنفسنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الحاكم ، ج 2، ص 241 .
2 ـ مسند أحمد ، ج 4 ، ص 164 .
3 ـ نفس المصدر، ص 438 .
4 ـ أخبار أصبهان ، ج1 ، ص 353 .
5 ـ البخاري ، ج 2، ص 70 و 184 و ج 3 ، ص 36 .
6 ـ ابن ماجة ، ج 1، ص 57 .
7 ـ سنن الترمذي ، ص 533 .
8 ـ نفس المصدر ، ص 534 .
9 ـ خصائص النسائي ، ص 13 .
10 ـ نفس المصدر ، ص 14 .
11 ـ نفس المصدر ، ص 25 .
إنّ علياً من رسول الله (ص)
- الزيارات: 2604