ومن الأعمال التي تدلّ على الاختصاص الشديد بين رسول الله (ص) وبين ابن عمّه (ع) انطلاقه به إلى جنب الكعبة لكسر الأصنام ، وحمله على منكبه ، حتى يكسر آلهتهم بيده ويدقّ أصنامهم .
مستمسك الحاكم : عن عليّ بن أبي طالب (رض) قال : انطلق بي رسول الله (ص) حتى أتى بي الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله (ص) بمنكبي ثمّ قال لي : انهض ، فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته قال لي اجلس فنزلت وجلست ، ثم قال لي يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله (ص) فقال لي : صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس ، موتّداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول الله (ص) : عالجه ! ورسول الله يقول لي : أيه أيه جاء الحقّ وزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقاً ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال : اقذفه . فقذفته فتكسّر ، وتردّيت من فوق الكعبة ، فانطلقت أنا والنبيّ (ص) نسعى وخشينا أن يرانا أحدٌ من قريش وغيرهم . قال عليّ : فما صعد به حتى الساعة . (1)
ويروي ما يقرب منها . وفيها : ثمّ نهض بي رسول الله (ص) وخيّل إليّ أنّي لو شئت نلت السماء ، وصعدت إلى الكعبة ... فقال : دقّه فدققته فكسرته ، ونزلت . (2)
مسند أحمد : يروي ما يقرب منها . (3)
خصائص النسائي : قال علي رضي الله عنه : انطلقت مع رسول الله (ص) حتى أتينا الكعبة ، فصعد رسول الله (ص) على منكبي فنهضت به . فلمّا رأى رسول الله (ص) ضعفي قال لي : اجلس ، فجلست . فنزل النبيّ (ص) وجلس لي وقال لي : اصعد على منكبيّ فصعدت على منكبيه فنهض بي ... فقذفت به فكسرته كما تُكسر القوارير ، ثمّ نزلت فانطلقت أنا ورسول الله (ص) . (4)
أقول : هذا يدلّ على كمال الصميمية ونهاية المودّة والاختصاص وشدّة المساواة بينهما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستمسك الحاكم ، ج 2، ص 366 .
2 ـ نفس المصدر ، ج 3، ص 5 .
3 ـ مسند أحمد ، ج 1، ص 84 .
4 ـ خصائص النسائي ، ص 22 .
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وكسر الأصنام
- الزيارات: 2746