• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : وصية رسول الله (ص)

الملل والنحل : فأوّل تنازع في مرضه عليه السلام ، فيما رواه محمّد بن إسماعيل البخاري بإسناده عن عبد الله بن عبّاس ، قال : لما اشتدّ بالنبيّ (ص) مرضه الذي مات فيه ، قال : ائتوني بدواة وقرطاس اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي ، فقال عمر : قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله !! وكثر اللغط ، فقال النبيّ (ص) : قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع .
قال ابن عبّاس : الرزية كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله . (1)
أقول : قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ) .
وقال تعالى : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) .

وقال تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) .

ولا يخفى أنّ رسول الله (ص) لما قال : أكتب كتاباً لا تضلوا بعدي ، فهموا منه أنّ الوصية راجعة إلى أمرٍ مهمّ يوجب تركه الضلال والانحراف للأمّة ، وليس هو إلاّ تعيين الخليفة وتأمير الأمير ، وفهموا بالقرائن الماضية والموجودة أنّ وصيّته راجعة إلى أهل بيته الأطهار والى عليّ بن أبي طالب (ع) ، وكان هذا خلاف نظرهم ، فخالفوا أشدّ خلاف ، وقالوا ما لا يناسب مقام الرسالة .
مسند أحمد : عن جابر ، أنّ النبيّ (ص) دعا عنه موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده ، قال : فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها .  (2)
وفي إمتاع الأسماع : واشتدّ به (ص) وجعه يوم الخميس ، فقال : إيتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً . فتنازعوا ، فقال بعضهم : ما له ، أهجر ؟ استعيدوه ! وقالت : زينب بنت جحش وصواحبُها : إيتوا رسول الله (ص) بحاجته ! فقال عمر : قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، مَن لفلانة وفلانة ـ يعني مدائن الروم ـ إنّ النبيّ (ص) ليس بميّت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرته كما انتظرت بنو إسرائيل موسى ، فلما لغطوا عنده ، قال : دعوني فما أنا فيه خير ممّا تسألوني . (3)
أقول : إن كان اعتذار عمر وتعليله في المنع والخلاف ، بقوله أنّ النبيّ (ص) ليس بميّت حتى يفتحها ، لا عن غرض سياسي ، فهو أقبح من الخلاف والعصيان .
وعلى أيّ حال ، فالحقّ ما قال ابن عبّاس : الرزية كلّ الرزية للإسلام والمسلمين ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب وصيته لئلا يضلّوا بعده .
البخاري : بإسناده عن سعيد بن جبير سمع ابن عبّاس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثمّ بكى حتى بلَّ دمعه الحصى ، قلت : يا ابن عبّاس ما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع ، فقالوا : ما له أهجر ؟ استفهموه ! فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه . (4)
وفي البخاري أيضاً : بإسناده مثلها ، وفيها : استفهموه فذهبوا يردون عليه ، فقال :
دعوني ... الرواية . (5)
ويروي أيضاً : لمّا حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال ، فقال النبيّ (ص) : هلمّوا أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده .
فقال بعضهم : إنّ رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ، ومنهم مَن يقول غير ذلك ، فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف ، قال رسول الله (ص) : قوموا . قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : فكان يقول ابن عبّاس إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم .
وقريب منها في مسند أحمد : وفيه : فقال عمر : إنّ رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندنا القرآن . (6)
ويروي : مثلها ، وفيها صرّح بأنّ القائل هو عمر بن الخطاب . فقال عمر : إنّ النبيّ (ص) قد غلب عليه الوجع ... الرواية . (7)
ويروي أيضاً : وفيها : قال عمر أنّ النبيّ (ص) غلبه الوجع . (8)
وفي مسلم : عن سعيد بن جبير . (9) ، كما في البخاري ، ج 2 ، ص 126 .
ويروي أيضاً : قريبا منها بسند آخر . (10) وكذ في مسند أحمد . (11)
ويروي بإسناده (12) نظير ما في البخاري ، ج 4 ، ص 5 .
ويقول في زاد المسلم : وعبيد الله الناقل لقول ابن عبّاس هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أحد فقهاء المدينة السبعة ، فهو مذكور في إسناد هذا الحديث في الصحيحين .
واللَّغَط ـ بفتحتين ـ هو الصوت والجَلَبة ... وقوله في الحديث يَهجُر ـ بضم الجيم ـ أي : يخلط ويهذي ، وهذا القول خطأ من قائله ؛ لأنّ وقوع ذلك من النبيّ (ص) مستحيل ؛ لأنّه معصوم في صحّته ومرضه ، لقوله تعالى ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى  ) ، ولقول رسول الله (ص) : إنّي لا أقول في الرضا والغضب إلاّ حقا . (13)
ويقول : وأمّا قولهم في تفسير : حسبنا كتاب الله . أنّه قال تعالى : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) ، وقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، فكلّ منهما لا يفيد الأمن من الضلالة ودوام الهداية للناس حتى يتّجه ترك السعي في تلك الكتابة ، كيف ولو كان كذلك لما وقع الضلال بعد ، مع أنّ الضلال والتفرّق في الأمّة قد وقع . (14)
الطبقات : يقول ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس ؟! اشتدّ بالنبي (ص) وجعه ، فقال : ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً ، قال : فقال بعض من كان عنده أنّ نبي الله ليهجر ! قال : فقيل له : ألا نأتيك بما طلبت ؟ قال : أَوَبعد ماذا ؟! قال : فلم يدع به . (15)
ويروي أيضاً : عن جابر : لما كان في مرض رسول الله (ص) الذي توفّي فيه دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمّته كتاباً لا يضلُّون ولا يُضلّون ، قال فكان في البيت لغط وكلام وتكلّم عمر بن الخطاب ، قال فرفضه النبيّ (ص) . (16)
ويروي أيضاً : عن عمر بن الخطاب كنّا عند النبيّ (ص) وبيننا وبين الناس حجاب ، فقال رسول الله (ص) : اغسلوني بسبع قِرب ، وأئتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فقال النسوة : ائتوا رسول الله (ص) بحاجته قال عمر : فقلت اسكتن فإنّكن صواحبه ، إذا مرض عصرتنّ أعينكنَّ وإذا صحّ أخذتنَّ بعنقه ، فقال رسول الله (ص) : هنّ خيرٌ منكم .
ويروي أيضاً : عن ابن عبّاس لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ـ كما في البخاري ، ج 4 ، ص 5 . (17)
أقول : يستفاد من هذه الروايات أمور :
الأوّل : أنّ رسول الله (ص) كان متوجّهاً إلى اختلاف الأمّة بعد رحلته وضلالتهم وانحرافهم عن الحقيقة .
الثاني : أنّهم اختلفوا في محضر رسول الله (ص) وخالفوا كلامه ، وخالفوا أن يكتب لهم كتاباً فيه هديهم ، مع أنّ الله سبحانه يقول : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، وما آتاكم الرسول فخذوه .
الثالث : إنّهم قالوا ما لا يقوله إلاّ عدوّ خصيم ، ونسبوا إلى ساحة قدس رسول الله الأكرم ما لا ينسبه إلاّ جاهل أثيم ، وقد قال سبحانه وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى .
الرابع : أنّ رسول الله (ص) قد انزجر وتألّم بحيث اظهر شدّة الانزجار وقال : ذروني ، ودعوني ، وقوموا عنّي .
الخامس ـ أنّ هذه المذاكرة قد وقعت يوم الخميس وقبل أربعة أيام من رحلته (ص) ، وهو يومئذٍ في أوّل مرضه ، وكان اشتداد مرضه يوم الأحد ، وفي هذا اليوم عقد لأسامة لواءا بيده ، ثمّ خرجوا ومنهم أبو بكر وعمر إلى معسكر أسامة بالجُرف ، فكيف يجوز نسبة الهجر إليه في ذلك اليوم .
السادس ـ أنّ من المخالفين عمر بن الخطاب وقد صرّح باسمه ، والظاهر ـ بل المصرَّح ـ أنّه هو القائل بكلمة ( ليهجر ) .
السابع : أنّ عمر بن الخطاب هو القائل أيضاً بجملة ( كفانا كتاب الله ) مع أنّ رسول الله (ص) كان يقول كراراً : إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً .
الثامن : أنّ الله تعالى يقول : ( وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) ، ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) ، ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) . وأنّهم خالفوا رسول الله ولم يطيعوه في أهمّ الأمور ، ثمّ إنّ عمر بن الخطاب قد خالف كتاب الله في موارد كثيرة ، منها في المتعتين ، ومنها : في ميراث الأنبياء ، وغيرهما .
التاسع : إنّ المقصد الأسنى والهدف الأعلى في حياة كل امرئ إنّما يتحقّق بتحقّق الوصية وحفظها والعمل بها بعده ، وهذه مُنية كلّ من أسس أساساً ودوّن قانوناً وأوجد نظاماً وتشكيلاً ، وإذا فقدت الوصية أو لم يعمل بها بعده فقد بطل جميع عمله وانمحى كلّ آثار وجوده وبقى خاسراً خائباً .
العاشر : يثبت من هذه الروايات أنّ رسول الله (ص) قد توفي وهو منزجر وساخط على عمر بن الخطاب ، وقد صرّح به بقوله وعمله قوموا عنّي ، إنّهن خير منكم ، فرفضه النبيّ ، أو بعد ماذا .
ونِعم ما يقول ابن عمر في موضوع الاستخلاف :
في الطبقات : أن ابن عمر قال لعمر بن الخطاب : لو استخلفت ! قال : مَن ؟ قال : تجتهد ، فإنّك لست لهم بربّ تجتهد ، أرأيت لو أنّك بعثت إلى قيّم أرضك ألم تكن تحبّ أن يستخلف مكانه حتى يرجع إلى الأرض ؟ قال : بلى ، قال : أرأيت لو بعثت إلى راعي غنمك ألم تكن تحبّ أن يستخلف رجلاً حتى يرجع . (18)
أقول : هذا الكلام يؤيّد ما ذكرناه آنفا في الأمر التاسع من أنّ الهدف الأعلى في حياة كل امرئ إنّما يتحقّق بالوصاية ، وهذا أمر فطري ضروري لكلّ من كانت له جمعية أو رعيّة أو أسس أساساً اجتماعياً ، ولا يختصّ هذا بمورد معيّن ، بل يجري في جميع موارد الغَيبة والسفر والبعد عنهم ، ولهذا ترى رسول الله (ص) يستخلف في مغازيه وفي كلّ موقع يخرج من المدينة ولو بأيام قلائل ، فكيف يمكن أن لا يستخلف بعد حياته وفي غيبته الدائمة ؟!
وعلى أيّ حال فهذا الخلاف أوّل فتنة ظهرت في الإسلام ، وأوّل تدبير من المخالفين على الوصية وعلى استخلاف أهل البيت ، ومن هذا الخلاف بدأت الفتن ، ومن هنا ظهر الانحراف ، فللمسلم الحرّ أن يتوقّف في هذه المرحلة ، يحقّق عن الحقّ وعمّا أراد الله عزّ وجلّ ورسوله ، ويبحث عن الصراط الذي يعرّفه رسول الله (ص) في طول أيام حياته ، ويراجع الأحاديث الواردة في الكتب المعتبرة من أهل السنة ، وقد أدرجنا في هذا الكتاب ما فيه كفاية للمعتبر وأنّها لهدى للمتّقين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الملل والنحل ، ج 1 ، ص 13 .
2 ـ مسند أحمد ، ج 3 ، ص 146 .
3 ـ إمتاع الأسماع ، ج 1 ، ص 545 .
4 ـ البخاري ، ج 2 ، ص 126 .
5 ـ البخاري ، ج 3 ، ص 58 .
6 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص 366 .
7 ـ البخاري ، ج 4 ، ص 5 .
8 ـ نفس المصدر ، ص 167 .
9 ـ مسلم ، ج 5 ، ص 57 .
10 ـ نفس المصدر ، ص 76 .
11 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص 222 .
12 ـ مسلم ، ج 5 ، ص 76 .
13 ـ زاد المسلم ، ج 4 ، ص 18 .
14 ـ نفس المصدر ، ص 20 .
15 ـ الطبقات ، ج 2 ، ص 242 .
16 ـ نفس المصدر ، ج 2 ، ص 243 .
17 ـ الطبقات ، ج 2 ، ص 244 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page