الاستيعاب : كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمّار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب ، حتى انفتق له فتق في بطنه ، ورغموا وكسروا ضلعاً من أضلاعه ، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا : والله لئن مات ، لا قتلنا به أحداً غير عثمان . (1)
البدء والتاريخ : فحنق بنو مخزوم لضربه عمّار ، وحنق بنو زهرة لحال عبد الله بن مسعود ، وحنق بنو غفّار لمكان أبي ذر الغفاري ، وكان أشدّ الناس طلحة والزبير ومحمّد بن أبي بكر وعائشة ، وخذلته المهاجرون والأنصار ، وتكلّمت عائشة في أمره وأطلعت شعرة من شعر رسول الله (ص) ونعله وثيابه وقالت : ما أسرع ما تركتم سنّة نبيّكم ؟ فقال عثمان في آل أبي قحافة ما قال ، وغضب حتى ما كاد يدري ما يقول ، فقال عمرو بن العاص : سبحان الله ! وهو يريد أن يحقّق طعن الناس على عثمان ، فقال الناس : سبحان الله ! (2)
أقول : ومن العجب قيام طرحة والزبير وعائشة في البصرة ، قيام عمرو بن العاص في الشام ، يريدون ثار لعثمان من أمير المؤمنين علي (ع) . انظر عدّة روايات في قول عمرو بن العاص فيه :
الاستيعاب : فلما ولّى عثمان عبد الله بن سعد مصر وعزل عنها عمرو بن العاص ، جعل عمرو يطعن على عثمان أيضاً ويُؤلّب عليه ويسعى في إفساد أمره ، فلمّا بلغه قتل عثمان وكان معتزلاً بفلسطين قال : إنّي إذا نكأتُ قرحة أدميتُها . (3)
الطبقات : عن علقمة قال عمرو بن العاص لعثمان وهو على المنبر : يا عثمان ! إنّك قد ركبت بهذه الأمّة نهابير من الأمر فتُب وليتوبوا معك ، قال فحوّل وجهه إلى القبلة ، فرفع يديه فقال : اللّهمّ إنّي أستغفرك وأتوب إليك ، ورفع الناس أيديهم . (4)
ويروي أيضاً عن سعد قريباً منها .
تاريخ الطبري : فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه يأتي علياً مرّة فيُؤلبه على عثمان ، ويأتي الزبير مرّة فيُؤلبه على عثمان ، ويأتي طلحة مرة فيُؤلّبه على عثمان ، ويعترض الحاجّ فيُخبرهم بما أحدث عثمان ، فلمّا كان حُضر عثمان ؛ الأوّل خرج من المدينة حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين ... حتى مرّ به راكب آخر فناداه عمرو : ما فُعل بالرجل ؟ يعني عثمان . قال : قُتل . قال : أنا أبو عبد الله ، إذا حككتُ قرحة نكأتها إن كنت لأحرض عليه حتى أنّي لأحرّض الراعي في غنمه في رأس الجبل ، فقال له سلامة بن روح : يا معشر قريش : إنّه كان بينكم وبين العرب باب وثيق فكسرتموه ، فما حَمَلكم على ذلك ؟ فقال : أردنا أن نُخرج الحقّ من حافرة الباطل ، وأن يكون الناس في الحقّ شُرعاً سواء . (5)
البدء والتاريخ : وانتقضت الإسكندرية في أيام عثمان فافتتحها عمرو بن العاص وبعث بسبيها إلى المدينة ، فردّهم عثمان إلى ذمتهم لأنّهم كانوا صلحاً ، ولأنّ الذريّة لم تنقض العهد ، فهذا بدو الشر بين عثمان وعمرو ، فانتزعه من مصر ، وأمّر عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه لأمّة . (6)
احتقد عليه : أمسك عداوته ، يتربّص الفرصة . والتأليب : التجمع والفساد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الاستيعاب ، ج 3 ص1136 .
2 ـ البدء والتاريخ ، ج 5 ، ص 205 .
3 ـ الاستيعاب ، ج 3 ، ص 919 .
4 ـ الطبقات ، ج 3 ، ص 69 .
5 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 108 .
6 ـ البدء والتاريخ ، ج 5 ، ص 198 .
انصراف المهاجرين والأنصار عن عمر وطعنهم فيه
- الزيارات: 3138