• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : الجمل في زمان أمير المؤمنين (ع)

الملل والنحل : الخلاف العاشر في زمان أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه بعد الاتفاق عليه وعقد البيعة له ، فأول خروج ، خروج طلحة والزبير إلى مكة ثم حمل عائشة إلى البصرة ، ثم نصب القتال معه ، ويعرف ذلك بحرب الجمل ، والحق أنهما رجعا وتابا إذ ذكرهما أمرا فتذكرا ، فأما الزبير فقتله ابن جرموز وقت الانصراف وهو في النار ، لقول النبي (ص) : بشِّر قاتل ابن صفية بالنار . وأما طلحة فرماه مروان بن الحكم بسهم وقت الإعراض فخرّ ميتاً . وأما عائشة وكانت محمولة على ما فعلت ثم تابت بعد ذلك ورجعت . (1)
تاريخ الطبري : ولما رجع ابن عباس إلى عليّ بالخبر دعا الحسن بن عليّ فأرسله ، فأرسل معه عمار بن ياسر ، فقال له : انطلق فأصلح ما أفسدت ، فأقبلا حتى دخلا المسجد (في الكوفة) فكان ... فخرج أبو موسى فلقي الحسن فضمه إليه ، وأقبل على عمار فقال : يا أبا اليقظان ، أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار ، فقال : لم أفعل ولم تسؤني ، وقطع عليهما الحسن فأقبل على أبي موسى فقال : يا أبا موسى ، لِمَ تُثبّط الناس عنّا فوالله ما أردنا إلا الإصلاح ، ولا مثل أمير المؤمنين يُخاف على شي ، فقال : صدقت بأبي أنت وأمي ولكن المستشار مؤتمن ، سمعت رسول الله (ص) يقول : أنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب . (2)
أقول : قلنا إن هذه الرواية ناظرة إلى مورد الاشتباه والفتنة ، وأما في هذا المقام فالتكليف فيها واضحة متعين ؛ حيث إن الدعوة صادرة من أمير المؤمنين عليّ (ع) وهو خليفة رسول الله (ص) ظاهراً وباطناً والحق معه حيث ما دار ، وكما قال الحسن سيد شباب أهل الجنة : ما أردنا إلا الإصلاح ، ولا مثل أمير المؤمنين يُخاف على شيء .
ويروي أيضاً : وأقبل زيد على حمار حتى وقف بباب المسجد ومعه الكتابان من عائشة إليه وإلى أهل الكوفة ، وقد كان طلب كتاب العامة فضمّة إلى كتابه فأقبل بهما ومعه كتاب الخاصة وكتاب العامة : أما بعد ، فثبّطوا أيها الناس واجلسوا في بيوتكم إلا عن قتلة عثمان بن عفان . فلما فرغ من الكتاب قال : أمرتْ بأمر وأمرنا بأمر ، أمرت أن تقر في بيتها فأمرنا أن نُقاتل حتى لا تكون فتنة . فأمرتنا بما أُمرت به وركبتْ ما أُمرنا به ! فقام إليه شبث بن ربعي ... فقام القعقاع بن عمرو فقال : إني لكم ناصح وعليكم شفيق أحبّ أن ترشدوا ولأقولن لكم قولاً هو الحق ، أما ما قال الأمير ( يريد أبا موسى ) فهو الأمر لو أن إليه سبيلاً ، وأما ما قال زيد ، فزيد في هذا الأمر فلا تستنصحوه فإنه لا ينتزع أحد من الفتنة طعن فيها وجرى إليها ، والقول الذي هو القول إنه لابد من إمارة تنظم الناس وتزع الظالم وتُغزّ الظالم وتُعزّ المظلوم وهذا عليّ يلي بما ولى وقد أنصف في الدعاء وإنما يدعو إلى الإصلاح فانفروا وكونوا من هذا الأمر بمَرأى ومَسمع ، وقال سيحان : أيها الناس ، إنه لابد لهذا الأمر وهؤلاء الناس من وال يدفع الظالم ويُعز المظلوم ، ويجمع الناس ، وهذا واليكم يدعوكم لينظر فيما بينه وبين صاحبيه ، وهو المأمون على الأمة الفقيه في الدين فمن نهض إليه فإنا سائرون معه ... وقام الحسن بن علي فقال : يا أيها الناس ، أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه ، والله لأن يليه أولوا النهي أمثل في العاجلة وخير في العاقبة ، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم . فسامح الناس وأجابوا ورضوا به . (3)
ويروي أيضاً : عن كُليب الجرمي قال : فانتهينا إلى عليّ فسلمنا عليه ثم سألناه عن هذا الأمر ، فقال : عدا الناس على هذا الرجل وأنا معتزل فقتلوه ، ثم ولوني وأنا كاره ، ولولا خشيتي على الدين لم أجبهم ، ثم طفق هذان في النكث فأخذتُ عليهما وأخذت عهودهما عند ذلك وأذنت لهما في العمرة ، فقدما على أمهما حليلة رسول الله (ص) فرضيا لها ما رغبا لنسائهما عنه ، وعرضاها لما لا يحل لهما ولا يصلح ، فاتبعتُهما لكيلا يفتقوا في الإسلام فتقاً ولا يخرقوا جماعة ، ثم قال أصحابه :  والله لا نريد قتالهم إلا أن يقاتلوا ، وما خرجنا إلا لإصلاح . (4)
ويروي أيضاً : قال الأحنف : فلقيت طلحة والزبير فقلت : من تأمراني به وترضيانه لي فإني لا أرى هذا الرجل إلا مقتولاً ؟ قالا : علي . قلت أتأمراني به وترضيانه لي ؟ قالا : نعم . فانطلقت حتى قدمت مكة فبينا نحن بها إذا أتانا قتل عثمان ، وبها عائشة أم المؤمنين ، فلقيتها فقلت : من تأمرين أن أبايع ؟ قالت : علي . قلت : تأمريني به وترضينه لي ؟ قالت : نعم . فمررت على عليّ بالمدينة فبايعته ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة ، ولا أرى الأمر إلا قد استقام ، قال : فبينا إنا كذلك إذ أتاني آت فقال : هذه عائشة وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الخُريبة ، فقلت : ما جاء بهم ؟ قالوا : أرسلوا إليك يدعونك يستنصرون بك على دم عثمان ، فأتاني أفظع أمر لم يأتني قط ، فقلت : إنّ خذلاني هؤلاء ومعهم أم المؤمنين وحواري رسول الله (ص) لشديد ، وإن قتالي رجلاً ابن عم رسول الله (ص) قد أمروني ببيعته : يا أم المؤمنين ، أنشدك بالله أقلت لك من تأمريني به ؟ فقلتِ : علي . فقلت : أتأمريني به ؟ وترضينه لي . قتل : نعم ؟ قالت : نعم ولكنه بدلّ .
فقلت : يا زبير ، يا حواري رسول الله ، يا طلحة ، أنشدكم الله أقلت لكما : من تأمراني ؟ فقلتما : علي . فقلت : أتأمراني به وترضيانه لي ؟ فقلتما : نعم ؟ قالا : نعم ولكنه بدلّ . فقلت والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله (ص) ، ولا أقاتل رجلاً ابن عم رسول الله (ص) أمرتموني ببيعته . (5)
العقد الفريد : نظيره . (6)
أقول : في هذه الكلمات موارد للنظر والتدبر :
1 ـ قوله : (والحق أنهما رجعا وتابا ، ثم تابت بعد ورجعت) خلافهم وعصيانهم وإفسادهم في الأرض محقق واقع ، وأما توبتهم ورجوعهم وقبول توبتهم أمر محتمل الصدق والكذب ، ولابد من إقامة الدليل واثبات المدعى . نعم ؛ يدل على توبة الزبير حديث : (بشر قاتل ابن صفية بالنار) إن صح الحديث . وكذا حديث (أبى الله أن يدخل طلحة الجنة إلا وبيعتي في عنقه) .
2 ـ واجلسوا في بيوتكم إلا عن قَتَلة عثمان : هذا القول من عائشة في نهاية الضعف ، فإن القعود عن الدفاع ومخالفة الإمام لا يوافق كتاباً ولا سنة . وأما محاربة قتلة عثمان ، فإن كان المراد القتلة حقيقة : فهم لا يتجاوزون عن ثلاثة أفراد عادة . وإن أرادت منهم من أعد واستعد لقتاله : فهي والزبير وطلحة على رأسهم .
3 ـ ولكنه بدلّ : هذه الكلمة من عائشة والزبير وطلحة بعد اعترافهم على مقام الخلافة والإمامة لعلي (ع) أنما وقعت في زمان خلافهم وتمرّدهم وعصيانهم ولم يأتوا بما يوجب طعناً في ولاية أمير المؤمنين (ع) ، وسبق أنهم تابوا ورجعوا إلى عقيدتهم . ثم إن أهلية الإمامة ومقام الخلافة ثابتة له ، وأما تبديله : فلم يثبت ويحتاج إلى الإثبات ، مع أن رسول الله (ص) قال : علي مع الحق والحق مع عليّ يدور حيث ما دار ، وقال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي .
العقد الفريد : عن ابن أبزى قال : انتهى عبد الله بن بديل ( كان سيد خزاعة وكان له قدر وجلالة ) إلى عائشة وهي في الهودج ، فقال : يا أم المؤمنين ، أنشدك بالله أتعلمين أني أتيتك يوم قتل عثمان فقلت لك : إن عثمان قد قتل فما تأمريني به فقلت لي : الزم علياً ؟ فوالله ما غيّر وما بدل ! فسكتت . ثم أعاد عليها ، فسكتت ؛ ثلاث مرات . فقال : أعقروا الجمل ، فعقروه . (7)
ثم يروي عن عكرمة : لما انقضى أمر الجمل دعى عليّ بن أبي طالب ...
أين ابن عباس ؟ قال ابن عباس فدُعيت له من كل ناحية ، فأقبلت إليه ، فقال : ائتِ هذه المرأة فلترجع إلى بيتها الذي أمرها الله أن تقرّ فيه . قال : فجئت فاستأذنت عليها فلم تأذن لي ، فدخلت بلا إذن ومددت يدي إلى وسادة في البيت فجلست عليها ، فقالت : تالله يا ابن عباس ما رأيت مثلك تدخل بيتنا بلا إذننا وتجلس على وسادتنا بغير أمرنا . فقلت : والله ما هو بيتك ، ولا بيتك إلا الذي أمرك الله أن تقرّي فيه فلم تفعلي ، إن أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي إلى بلدك الذي خرجتِ منه .
الاستيعاب : لما خرج طلحة والزبير كتبت أم الفضل بنت الحارث إلى عليّ بخروجهم ، فقال عليّ : العجب لطلحة والزبير إن الله عَزَّ وجَلَّ لما قبض رسوله (ص) قلنا : نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد ، فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا ! وايم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبوء الدين لغيرنا ، فصبرنا على بعض الألم ، ثم لم نر بحمد الله إلا خيراً ، ثم وثب الناس على عثمان فقتلوه ، ثم بايعوني ولم أستكره أحداً ، وبايعني طلحة والزبير ولم يصبرا شهراً كاملاً حتى خرجا إلى العراق ناكثين ! اللَّهُم فخذهما بفتنتهما للمسلمين . (8)
الاستيعاب : أن عثمان بن حُنيف لما كتب الكتاب بالصلح بينه وبين الزبير وطلحة وعائشة : أن يكفّوا عن الحرب ويبقى هو في دار الإمارة خليفة لعليّ على حاله حتى يقدم عليّ (رض) فيرون رأيهم . قال عثمان بن حنيف لأصحابه : ارجعوا وضعوا سلاحكم . فلما كان بعد أيام . جاء عبد الله بن الزبير في ليلة ذات ريح وظلمة وبرج شديد ، ومعه جماعة من عسكرهم ، فطرقوا عثمان بن حُنيف في دار الإمارة فأخذوه ثم انتهوا به إلى بيت المال فوجدوا أناساً من الزُطّ يحرسونه ، فقتلوا منهم أربعين رجلاً وأرسلوا بما فعلوه من أخذ عثمان وأخذ ما في بيت المال إلى عائشة يستشيرونها في عثمان ، وكان الرسول إليها أبان بن عثمان ، فقالت : اقتلوا عثمان بن حُنيف ! فقالت لها امرأة : ناشتدك الله يا أم المؤمنين في عثمان بن حُينف وصحبته لرسول الله (ص) ؟ فقالت : رُدوا أباناً ، فردوه . فقالت : أحبسوه ولا تقتلوه . فقال أبان : لو أعلم أنك رددتني لهذا لم أرجع ، وجاء فأخبرهم . فقال لهم مجاشع بن مسعود : اضربوه وانتفوا شعر لحيته ؛ فضربوه أربعين سوطاً ونتفوا شعر لحيته وحاجبه وأشفار عينه . (9)
أقول : انظروا في جنايات هذه الطائفة المضلة ، الذين ادعوا بأنهم إنما خرجوا لإصلاح الأمة الإسلامية !
وليعلم : بأن هذه الفتن الثلاثة (خروج طلحة والزبير ، خروج عائشة ، حرب الجمل) مستندة إلى طلحة والزبير ، وقد اتضح من روايات هذه الفتن أن خلافهما ونقض بيعتهما قد أثار هذه الفتن ، بل وفتنة حكومة معاوية وحرب صفين أيضاً .
ولا يبعد أن نقول : إن مبدأ الفتن كلها ومنشأ الخلاف في المسلمين إنما تحقق في نقطتين ،  وهاتان النقطتان : أولاهما المنع عن وصية رسول الله (ص) ، وثانيتهما نقض بيعة طلحة والزبير .
وقد قال ابن عباس في الأولى : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين وصيته ، ويوم الخميس وما يوم الخميس . ونحن نقول في الثانية : وتمام الرزية وكمالها في يوم نقض طلحة والزبير بيعة أمير المؤمنين علي (ع) . نعم ، هاتان النقطتان منعتا عن بسط الحق والعدل ، وأثارتا الفتن والأحداث وأشاعتا الجور والعدوان ، وغيّرتا سبيل الهدى ، وفي أثر هذا التغيير والتحريف ظهرت الحكومات الأموية والعباسية ، فبدلوا وحرفوا وظلموا وضلوا وأضلوا .
وعلى هذا يقول عليّ (ع) : إن فعلوا هذا فقد انقطع نظام المسلمين . ويقول : إنها فتنة كالنار كلما سُعّرت ازدادت . ويقول : أتُريد أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها ! وقد قال رسول الله (ص) : إنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ! فمن منع عن الوصية فقد منع عن إجراء التنزيل ، ومن نقض البيعة لعليّ (ع) فقد منع عن إجراء التأويل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الملل والنحل ، ج 1 ، ص 21 .
2 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 187 .
3 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 188 . 
4 ـ نفس المصدر السابق ، ص 193 .
5 ـ نفس المصدر ، ص 197 .
6 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 320 .
7 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 328 .
8 ـ الاستيعاب ، ج 2 ، ص 497 .
9 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص 368 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page