طباعة

قتل حُجْر

وفي التهذيب : قال معاوية : ما قتلتُ أحداً إلا وأنا أعرف فيم قتلته ، ما خلا حجراً ، فإني لا أعرف بأيّ ذنب قتلته . (1)
الاستيعاب : فبلغ ما صنع بهم زياد إلى عائشة أم المؤمنين ، فبعثت إلى معاوية عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : الله الله في حُجر وأصحابه ؛ فوجده عبد الرحمن قد قُتل هو وخمسة من أصحابه ، فقال لمعاوية : أين عزب عنك حلم أبي سفيان في حجر وأصحابه ؟ ألا حبستهم في السجون وعرّضتهم للطاعون ؟ قال : حين غاب عنّي مثلك من قومي . قال : والله لا تَعدّ لك العرب حلماً بعدها أبداً ولا رأياً ، قتلت قوماً بُعث بهم إليك أسارى من المسلمين . قال : فما أصنع ؟ كتب إليَّ فيهم زياد يُشدّد أمرهم ويذكر أنهم سيفتقون عليّ فتقاً لا يُرقع ! . (2)
البيان والتعريف : إن معاوية دخل على عائشة فقالت : ما حملك على ما صنعت من قتل أهل عذراء حُجر وأصحابه ؟ قال : رأيت قتلهم صلاحاً للأمة وبقاءهم فساداً ! فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : سيُقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء . (3)
مستدرك الحاكم : عن مروان بن الحكم ، قال : دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة ، فقالت : يا معاوية ، قتلت حُجراً وأصحابه وفعلت الذي فعلت ، أما تخشى أن أخبأ لك رجلاً فيقتلك ! قال : لا ، إني في بيت أمان . (4)
أقول : حُجر بن عديّ وأصحابه المقتولون الشهداء من جانب معاوية بن أبي سفيان : كانوا من الأتقياء الزهاد القائمين بالليل والصائمين بالنهار ومن أهل الحديث والمعرفة ومن محبّي أهل بيت رسول الله (ص) ، وهذه المحبة والمعرفة كانت عند بني أمية من الذنوب العظام التي لا تُغفر .
انظر : ما قالت غانمة لمعاوية ، وما عمل عمر بسر بن أرطأة :
الاستيعاب : ما خلاصته : وجّه معاوية بسر بن أرطأة لقتل شيعة عليّ ، فقتل ابني عبيد الله بن العباس ، وفرّ أهل المدينة ودخلوا الحرة ، وأغار على همدان وقتل وسبى نساءهم ، فكُنّ أول مسلمات سُبين في الإسلام ، وقتل أحياء من بني سعد ، وفرّ عامل المدينة أبو أيوب الأنصاري ولحق بعلي (ع) . (5)
المحاسن للبيهقي : ثم قالت ( غانمة ) : يا معشر قريش ، والله ما معاوية بأمير المؤمنين ولا هو كما يزعم ، هو والله شانيء رسول الله (ص) ، إني آتية معاوية وقائلة له بما يعرق منه جبينه ويكثر منه عويله ، فكتب عامل معاوية إليه بذلك ، فلما بلغه إنها قد قربت منه أمر بدار ضيافة فنُظّفت وألقي فيها فرش . فلما قربت غانمة بنت غانم من الشام استقبلها يزيد في حشمه ومماليكه ، فلما دخلت المدينة أتت دار أخيها عمرو بن غانم ، فقال لها يزيد : أن أبا عبد الرحمن يأمرك أن تصيري إلى دار ضيافته ، وكانت لا تعرفه ، فقالت : من أنت كلأك الله ؟ قال : يزيد بن معاوية . قالت : فلا رعاك الله يا ناقص لست بزائد .
فتمعّر لَوْنُ يزيد ، فأتى أباه فأخبره ، فقال : هي أسن قريش وأعظمهم ، فلما قال يزيد : كم تعدّ لها يا أمير المؤمنين ؟ قال : كانت تعدّ على رسول الله (ص) أربعمئة عام ، وهي من بقية الكرام . فلما كان من الغد أتاها معاوية فسلّم عليها .
فقالت : على المؤمنين السلام وعلى الكافرين الهوان . ثم قالت : من منكم ابن العاص ... وأما أنت يا معاوية فما كنت في خير ولا رُبيّت في خير ، فمالك ولبني هاشم ؟! أنساء بني أمية كنسائهم أم أُعطي أمية ما أعطي هاشم في الجاهلية والإسلام ؟ وكفى فخراً برسول الله (ص) .
فقال معاوية : أيتها الكبيرة أنا كافّ عن بني هاشم .
قالت : فإني أكتب عليك عهداً ، كان رسول الله (ص) دعا ربه أن يستجيب لي خمس دعوات فأجعل تلك الدعوات كلها فيك ، فخاف معاوية وحلف لها أن لا يسبّ بني هاشم أبداً . (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ نفس المصدر ، ج 4 ، ص 86 .
2 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص 329 .
3 ـ البيان والتعريف ، ج 2 ، ص 72 .
4 ـ مستدرك الحاكم ، ج 4 ، ص 352 .
5 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص 160 .
6 ـ المحاسن للبيهقي ، ص 93 .