طباعة

الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)

الأئمة الاثني عشر : وثالثهم الحسين بن علي بن أبي طالب القرشيّ الهاشميّ المدنيّ ، أبو عبد الله سبط رسول الله (ص) وريحانته ، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة ... وُلد الحسين (رض) لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، قاله الزبير بن بكار وغيره . (1)
سير الأعلام : الإمام الشريف الكامل سبط رسول الله (ص) وريحانته من الدنيا ومحبوبه ، أبو عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . (2)
ويروي : عن يعلى العامريّ قال رسول الله (ص) : حسين سبط من الأسباط ، من أحبني فليحبّ حسيناً . وفي لفظ : أحبّ الله من أحبّ حسيناً . (3)
الاستيعاب : علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة ... ولم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد ... وعقّ عنه رسول الله (ص) كما عقّ عن أخيه ، وكان الحسين فاضلاً ديّناً كثير الصيام والصلاة والحج . (4)
كفاية الطالب للگنجي بإسناده عن ربيعة السعدي : لما اختلف الناس في التفضيل رحلت وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة ، فدخلت على حذيفة بن اليمان ، فقال لي : ممن الرجل ؟ قلت : من أهل العراق . فقال لي : من أيّ العراق ؟ قلت : رجل من أهل الكوفة ، قال مرحباً بكم يا أهل الكوفة .
قلت : اختلف الناس في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك ؟ فقال لي : على الخبير سقطت ، أما إني لا أحدّثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي : خرج علينا رسول الله (ص) كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة حامل الحسين بن علي (ع) على عاتقه ، كأني انظر إلى كفّه الطيبة واضعها على قدمه يُلصقها صدره ، فقال : أيها الناس لأعرّفنّ ما اختلفتم فيه من الخيار بعدي ، هذا الحسين بن علي خير الناس جداً وجده ، جده محمد رسول الله (ص) سيد النبيين ، وجدّته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله . هذا الحسين بن علي خير الناس أباً وخير الناس أمّاً ، أبوه عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين . هذا الحسين بن علي خير الناس عماً وخير الناس عمة ، عمه جعفر بن أبي طالب المزيّن بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وعمّته أم هاني بنت أبي طالب . هذا الحسين بن عليّ خير الناس خالاً وخالة ، خاله القاسم بن محمد رسول الله ، وخالته زينب بنت محمد . ثم وضعه على عاتقه فدرج بين يديه وجثا . ثم قال : أيها الناس ، هذا الحسين بن علي جده وجدته في الجنة ، وأبوه وأمه في الجنة ، وعمه وعمته في الجنة ، وخاله وخالته في الجنة ، إنه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن عليّ ، ما خلا يوسف بن يعقوب . (5)
قلت [الگنجي] : هذا سند اجتمع فيه جماعة من أئمة الأمصار .
تهذيب ابن عساكر : مثله . (6)
ويروي أيضاً : بإسناده عن أبي المهزم ، قال : كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة ، فجيء بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة ، فصلى عليهما ، فلما أقبلنا على الحسين (عليه السلام) فقعد في الطريق . فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه ، فقال الحسين (ع) : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ! فقال أبو هريرة : دعني فوالله لو علم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم . (7)
قلت : رواه كاتب الواقدي في كتابه ، وأخرجه محدث الشام في تاريخه .
الإمامة والسياسة : وكتب إليه الحسين (رض) : أما بعد ، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور ... ما أردت حرباً ولا خلافاً ، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المحلين . حزب الظالم وأعوان الشيطان الرجيم ، ألست قاتل حُجر وأصحابه العابدين المُخبتين ... أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقت وأبلت وجهه العبادة ، فقتلته بعد ما أعطيته من العهود ... أوَلست المدعي زياداً في الإسلام فزعمت أنه ابن أبي سفيان ، وقد قضى رسول الله (ص) أن (الولد للفراش وللعاهر الحجر) ، ثم سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويصلّبهم على جذوع النخل . سبحان الله يا معاوية ! لكأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك ... وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد ! وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك ، فإن أفعل فإنه قربة إلى ربي ، وإن لم أفعله فاستغفر الله لديني وأسأله التوفيق لما يحبّ ويرضى ... وأعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة ، وإمارتك صبياً يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلا وقد أوثقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية . (8)
الكامل لابن الأثير : ثم إن الحسين خطبهم : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن رسول الله (ص) قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله (ص) ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر ما عليه بفعل ولا قول ، كان حقاً على الله تعالى أن يُدخله مدخله ، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ من غيري ، وقد أتيتني كتبتم ورسلكم ببيعتكم ، وأنكم لا تُسلموني ولا تخذلوني ، فإن أقمتم على بيعتكم تُصيبوا رشدكم ، وأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (ص) ، نفسي مع نفسكم وأهلي مع أهلكم ، فلكم فيّ أسوة حسنة ، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكير ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم بن عقيل ، والمغرور من أغترّ بكم ، فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم ، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ، وسيُغني الله عنكم . والسلام .
سأمضي وما بالموت عار على الفتى = إذا ما نوى خيـراً وجاهــد مسلما
و واوسى رجالاً صالحيــن بنفسـه = وخالف مثبـوراً وفــارق مُجرما
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألــم = كفــي بك ذلاً أن تعيش وتُرغما (9)
ــــــــــــــ
1 ـ الأئمة الاثنى عشر ، ص71 .
2 ـ سير الأعلام ج 3 ، ص188 .
3 ـ نفس المصدر ، ص190 .
4 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص393 .
5 ـ كفاية الطالب للكنجي ، ص273 .
6 ـ تهذيب ابن عساكر ، ج 4 ، ص320 .
7 ـ كفاية الطالب ، ص278 .
8 ـ الإمامة والسياسة ، ص148 .
9 ـ الكامل لابن الأثير ، ج 4 ، ص20 .