التاريخ: 2009/09/19
السلام عليكم أيها الأحباء، تقبل الله أعمالكم وأهلاً بكم في حلقةٍ أخری من هذا البرنامج نستلهم فيها دروس الصورة الفضلي لأداء عبادة الصوم من قوله تعالی في سورة البقرة (45-46): «وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».
وقوله عز من قائل في السورة نفسها (الآية 153): «اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»، فما الذي نستلهمه من هذه الآيات الكريمة؟
فسرت الأحاديث الشريفة (الصَّبْرِ) في هذه الآيات الكريمة بالصيام كأبرز مصاديقه، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال عن الآية الأولی: يعني بالصبر الصوم وقال (عليه السلام): إذا نزلت بالرجل النازلة والشدة فليصم فإن الله عزوجل يقول: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ. وروي أن رجلاً شكی الی الإمام موسی الكاظم والفقر وضيق يده، فقال (عليه السلام): صُم وتصدق.
وهكذا كانت سيرة رسول الله (صلی الله عليه وآله)، فقد كان إذا أحزنه أمرٌ إستعان بالصلاة والصوم.
ولا يخفی عليكم أن الصوم يقوي عزيمة الإنسان وإرادته فتصغر عنده وتهون عليه كل نازلة وشدة، كما أنه يقوي إرتباط العبد بالله وتوجهه إليه ويوفر بالتالي أرضية إستجابة دعائه في كشف ما ينزل به من شدائد.
وهذا الأمر يصدق علی عبادة الصيام بكلا قسميها الواجب والمستحب ولذلك ينبغي لنا أن نؤدي عبادة الصيام بالكيفية التي تعيننا علی الغلبة علی الشدائد والإستقامة فيها والسعي لكشفها وكذلك أن نؤديها بالكيفية التي تؤدي الی تقوية إرتباطنا بالله جل جلاله والتقرب إليه بمختلف صالحات الأعمال من العبادات وغيرها.
وقد سمت الأحاديث الشريفة شهر رمضان بأنه شهر الصبر، فعن أمير المؤمنين قال (عليه السلام): صيام شهر الصبر [يعني شهر رمضان]، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب بلابل الصبر، يعني (عليه السلام) أنه يذهب الشكوك والوساوس ويقوي الإيمان وهذه الثمرة المباركة تشير إليها الآية الثالثة من الآيات المتقدمة حيث تصرح بنصرة وتأييد الله للصابرين فتقول: «اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
وقد روي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله) أنه قال عن شهر رمضان: وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة شهر يزاد فيه رزق المؤمن مَن فطر فيه صائماً كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار.
وقال (صلی الله عليه وآله): من صام شهر رمضان إيماناً وإحتساباً وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه وغفر الله ما تقدم ذنبه وما تأخر وأعطاه الله ثواب الصابرين.
آيات الصائمين الحلقة (٢٨)
- الزيارات: 4219