أيّها القارئ العزيز بين يديك مقطوعة تصوغ خطبة الفخر والصدق والعدالة ، في كلمات شِعْريّة ؛ ليكون للشعر شرف الخلود بخلود الخطبة العظيمة لبنت الرسول ، وقد قصدت بنظمها وجه الله ورضا أُمّي فاطمة .
نظمت أبيات الشعر هذه وأنا في ديار الغربة ، أعيش آلاماً أمضّت قلبي وقلب شعبي الذي ابتلى بالطواغيت الفجرة ، والدجّالين المهرة ، وأبناء الدنيا المغرّرين ؛ فلم أجد لي سلوة إلاّ أن أغسل قلبي بطهور الحزن المقدّس ، وأن ألجأ إلى ( بيت الأحزان ) بيت ( فاطمة الزهراء بنت محمد ) لقد ذرفت الدموع فيها سخيّة ساخنة .. وغسلت قلبي بأحزان فاطمة ودموعها .. لأنّ دموع المظلومين متّصلة بدموعها ، وأحزانهم موصولة بأحزانها .. الّتي لا تنتهي إلاّ مع ظهور ولدها المنتظر الحجّة بن الحسن المهدي ( عج ) الذي يضع حدّاً لآلام المظلومين والمستضعفين ، آنذاك لم يكن عندي إلاّ كتاب : ( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللّحد ) فالتهمته كلّه ، ثمّ توقّفت عند الخطبة المعجزة .
وهنا لابدّ أن أُسجّل أنّ شرف السبق إلى نظم ( خُطْبة فاطمة ) ليس لي .. فلقد تقدّمني شعراء كبار ، وآخرهم شاعرنا المرحوم الشيخ الفرطوسي ، وغيرهم من العرب والعجم .. ولكن أحببت أن أشاركهم الأجر والثواب ، لعلّ الزهراء تشفع لي عند الله بالجنّة .
وقبل أن أختم المقدّمة ، أودّ أن أُسجّل بعضاً من أبيات شريف مكّة ، التي أيقضت ضميري على ألم الزهراء وأنا طفل صغير .. ثمّ أوحت إليّ بوزن القصيدة ، وكذلك قصيدة الأزري التي كان لها نفس الأثر في قلبي
قصّة ( القصيدة الشِّعْريّة )
- الزيارات: 5764