طباعة

هكذا أنقذ اللهُ العربَ من الجاهلية

فبلّغ بالرسالة ، صادعاً بالنذارة ، مائلاً عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم ، آخذاً بأكظامهم ، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسِّر الأصنام ، وينكت الهام . حتى انهزم الجمعُ وولّوا الدُّبر . حتى تفرّى الليل عن صبحه وأسفر الحقُّ عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق وانحلّت عُقَدُ الكفرِ والشِّقاق ، وفهّم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار مذقة الشارب ونهزة الطّامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطَرَق وتقتاتون القدّ والورق ، أذلّّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم .
فأنقذكم الله بمحمّدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بعد اللُّتيا والتي ، بعد أن مُني بهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجمَ قرنٌ للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ،

فـلـقد بـلّغ الـرّسالةَ  لـلهِ
وأعـلى إنـذارَ مَـن  عاداها
وعلى المشركين مال فأقصى
عن طريق العباد شرّ  أذاها
ضـارباً  كاهلَ التجبّرِ  منهم
سـدّ أكظامهم على  مجراها
وعـلى حكمةٍ وأحسن  وعظٍ
كان يدعوا إلى سبيل  هُداها
كـلّما  قـامَ هـيكلٌ  صنميٌّ
هـدّه من يد النبيّ  عصاها
ينكتُ الهامَ من رؤسٍ  ضلالٍ
قد غواها عن ربِّها  طغواها
ذاك حتّى الجموع ولّت  جميعاً
هـزم الله جـيشها  وقـواها
وتـولّت أدبـارها  واسـتغاث
الـجيش  أولى صفوفه أُخراها
وانجلى اللّيل عن منارٍ صباحاً
وروى الحقّ اسفرت  مرآها
والـشياطين  حـين قام  زعيم
الـدين  بالنطق خرّست  أفواها
ووشـيظ  النفاقِ طاح  وحُلّت
عُـقَدُ الكفرِ والشّقاق  عراها
بـشفا  حـفرةٍ من النّار  كنتم
مذقةَ الشّربِ مجّها مَن  دناها
نهزة الطّامعين جاعوا  وللعَجْلان
فـي  الـدّرب قـبسةً  أوراهـا
ومـداساً  كـنتم لركب  السّرايا
أيّ هـونٍ عـلى الّذي ساراها
إذ  تـقـتّون ورقـةً أو قـديداً
وتـشفّون خبط الطريق  مياها
ومـن  الـذّل خـاسئون  همود
ومـن الـنّاس خـائفون  أذاها
خـوف مَن حولكم إذا ما  أرادوا
خـطفكم لـيس رادعٌ  يـنهاها
وقضى اللهُ بالنبيِّ خلاصَ العُرْبِ
مــن  بـوسها وشـرّ  بـلاها
فـنجوتم إذ ذاك بـعد  اللُّتيا
والّـتي من عذابها  وشقاها
بـعد أن ردّ لـلفناء  علوجاً
تـتحدّى الكماة لا تخشاها
بـهما  صدّتِ السّبيلَ  عليه
وذئـاباً لـيعربٍ  أرداهـا
ومنَ  اهل الكتابِ كلَّ  عتيٍّ
ماردٍ ردَّ ضرّها  وضراها
كلّما أوقدوا إلى الحرب ناراً
أطـفأ اللهُ عزّ شأناً  لظاها
أو نـبا لـلرّجيم قرنٌ  وإمّا
فتح المشركون للشّر  فاها