طباعة

فاطمة الزهراء توجّه الخطاب إلى الحاضرين

فالتفتت فاطمة ( عليها السلام ) إلى الناس وقالت :
معاشر الناس !
المسرعة إلى قيل الباطل ، المغضية على الفعل القبيح الخاسر ، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها ؟
كلاّ ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فاخذ بسمعكم وأبصاركم ، ولبئس ماتأوّلتم وساء ما به أشرتم ، وشرّ ما منه اغتصبتم .
لتجدنّ ـ واللهِ ـ محمله ثقيلاً ، وغبّه وبيلاً ، إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراء الضرّاء ، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون .
وعادت فاطمة إلى دار عليّ (عليه السلام) ، ثمّ انكفأت (عليها السلام) .
وأمير المؤمنين (عليه السلام) يتوقّع رجوعها إليه ، ويتطلّع طلوعها عليه .
فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام) :
يا بن أبي طالب !

لـستُ مـستنكراً عليكِ  خطاباً
أو صـوابَ احـتجاجةٍ آتاها
هـاهم المسلمون بيني وما  بينكِ
فـاستوضحي  الـجموعَ  رؤاها
قـلّدوني الّـذي تـقلّدتُ  لـولا
الـقوم مـا كـنتُ لحظةً أولاها
بـاتّفاقٍ مـنهم أخـذتُ  ربوعاً
كان للمصطفى الأمينِ  رعاها
لا  بـمـستكبرٍ ولا  مـسـتبدٍّ
أو بـمستأثرٍ غـنيّ  ثـراها
فأشارت بنت الرّسول إلى النّاس
وقـهرُ الـمستضعفين  طـواها
أيّها  المسرعون نحوَ  الأباطيل
تـحامى  عن شقشقات  رغاها
أتـغضّون  عـن قبيح  فعالٍ
هي من أخسر الّتي  تغشاها
أفـلا  يـا عـصاة تـدّبّرون
الـذّكرَ أم ملّت النّفوسُ  هداها
أمْ  بـأقفالها اسـتبدّت  قلوبٌ
فاستحبّت على الرّشاد عماها
لـيس بله القلوب رانَ  عليها
لـلّذي قـد أسأتموه صداها
ولـهذا بـسمعكم أخـذ  الـلّهُ
وأبـصاركم  فـأعمى  ضياها
بـئسَ نـهج أوّلتموه  ضلالاً
وسـفاها لـما أشرتم سفاها
شـرّ ما اعتضتموا بآسن  ماءٍ
مـن غديرٍ ترقرقت  أمواها
سـتلاقون  والـعظيم  ثـقيلاً
مـحمّلاً لأ يـطيقه  ثـقلاها
أذلّكم كشّف الغطاء وبان الضرّ
مـمّا  جـنت يـداكم وراهـا
وبـدت  مـن إلهكم  سطواتٌ
لـم تـكونوا لتحسبوا  أدناها
وهـنا كـم سـتعلمون هنا كم
خـسر الـمبطلون في  عُقباها
ثـمّ  مـالت إلى ضريحِ  أبيها
تودعُ المصطفى الأمينَ شكاها
وتـوارت  كسيرةَ القلبِ  عنهم
فـلقد خـيّب الجميعُ  رجاها
ثمّ  عادت لدارها ودموعُ  الوجدِ
خـطّت  عـلى الخدود  خطاها
وأمـيرُ الإيـمانِ فـي كلّ آنٍ
كـان يـرجو طلوعها  ولقاها
وهـنا كـم لمّا استقرّ بها  الدار
تـمادى  الأسـى بصدر شكاها
فـرمت نـحوه بطرفٍ  كسيرٍ
وجـرت في دموعها  عيناها