• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأنصار من غير الهاشميين 6

 

الأنصار من غير الهاشميين 6

سيف بن مالك النميري :

من شهداء الحملة الاُولى، كما عدّه ابن شهرآشوب([1]) . وفي إبصار العين أنـّه قُتل مبارزة بعد صلاة الظهر، وكان من الشيعة، وممّن يجتمع في دار مارية، فخرج مع يزيد بن ثبيط العبدي إلى الحسين (عليه السلام)، وانضمّ إليه ومازال معه حتّى قتل بين يديه في كربلاء([2]) . وفي تنقيح المقال أنـّه كان عبديّاً، ولعلّ التمييز بين العبدي والنميري أنّ نُمير بطنٌ من العبديّين فهو النميري العبدي .

 

الشابّ الشهيد :

ثمّ خرج شابٌّ قُتل أبوه في المعركة، وكانت اُمّه معه، فقالت له اُمّه : اخرج يا بنيّ وقاتل بين يدي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج، فقال الحسين : هذا شابٌّ قُتل أبوه، ولعلّ اُمّه تكره خروجه، فقال الشابّ : اُمّي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول :

أميري حسين ونعم الأمير***سرور فؤاد البشير النذير

عليٌّ وفاطمةٌ والداه***فهل تعلمون له من نظير ؟

له طلعة مثل شمس الضحى***له غرّة مثل بدر منير

                وقاتل حتّى قُتل، وجزّ رأسه ورمي به إلى معسكر الحسين (عليه السلام)، فحملت اُمّه رأسه وقالت : أحسنت يا بنيّ، يا سرور قلبي، ويا قرّة عيني، ثمّ رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمته، وحملت عليهم، وهي تقول :

أنا عجوز سيّدي ضعيفة***خاوية بالية نحيفه

أضربكم بضربة عنيفة***دون بني فاطمه الشريفه

                وضربت رجلين فقتلتهما، فأمر الحسين (عليه السلام) بصرفها ودعا لها ([3]) .

                واحتمل السيّد المقرّم أنّ الشاب الشهيد هذا هو عمرو بن جنادة، وأورد رجز اُمّه دون ذكر رجزه، ولا  يوافقه ما ذكره المؤرّخون من أنّ عمر بن جنادة هذا غير الشاب الشهيد، فله ترجمته الخاصّة، ورجزه كذلك، مع أنّ العلاّمة المحقّق السيّد المقرّم لم يذكر هذا الرجز ولم ينسبه إلى أحد .

                على أنّ السيّد المقرّم (قدس سره) عنونه بــ (عمرو بن جنادة)، وآخرون بــ (عمر بن جنادة)، فهل هما اثنان أم واحد في نظره الشريف ؟ ([4])

                والظاهر الاتّحاد، كما سيأتي .

 

شبيب بن عبدالله النهشلي :

بصري، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين (عليه السلام)، وقال علماء السِّير : أنـّه كان تابعيّاً من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحضر معه في حروبه الثلاثة، وبعده انضمّ إلى الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، ثمّ إلى الحسين (عليه السلام)، وكان من خواصّ أصحابه، فلمّا خرج (عليه السلام) من المدينة خرج معه إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء، وتقدّم يوم الطفّ إلى القتال فقتل في الحملة الاُولى، وقد تعزّز شرف شهادته بشرف تخصيص الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه، وجعلنا من كلّ مكروه فداه، إيّاه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدّسة([5]) .

شبيب بن عبدالله ( مولى الحرث ) :

شبيب بن عبدالله مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري، والجابري نسبة إلى جابر بطن من همدان، صرّح أهل السِّير بأنّ شبيباً هذا كان صحابيّاً أدرك صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهد مع عليّ (عليه السلام) مشاهده كلّها، وأنّ عِداده في الكوفيّين،وأنـّه كان بطلاً شجاعاً، وحضر وقعة الطفّ .

                واستشهد بين يدي الحسين (عليه السلام) في الحملة الاُولى، وقد نال بعد شرف الشهادة شرف تخصيصه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدّسة رضوان الله عليه([6]) .

 

شوذب ( مولى شاكر ) :

وتقدّم شوذب مولى شاكر فقال : السلام عليك يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته، استودعك الله واسترعيك، ثمّ قاتل حتّى قُتل (رحمه الله)([7]) .

 

                المحدّث الشهيد :

                كان شوذب من رجال الشيعة ووجوهها، ومن الفرسان المعدودين، وكان حافظاً للحديث حاملاً له عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .

                قال صاحب الحدائق الورديّة : « وكان شوذب يجلس للشيعة فيأتونه للحديث، وكان وجهاً فيهم »([8]) .

 

                بصيرة العالِم العامل :

                وروى المجلسي عن محمّد بن أبي طالب : « وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري معه شوذب مولى شاكر وقال : يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟ اُقاتل حتّى اُقتل . قال : ذاك الظنّ بك، فتقدّم بين يدي أبي عبدالله حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك، فإنّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب فيه الأجر بكلِّ ما نقدر عليه، فإنـّه لا  عمل بعد اليوم وإنّما هو الحساب .

                فتقدّم فسلّم على الحسين (عليه السلام)، وقال : يا أبا عبدالله، أما والله ! ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا  بعيد أعزُّ علَيَّ ولا  أحبُّ إليَّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشيء أعزُّ علَيَّ من نفسي ودمي لفعلت، السلام عليك يا أبا عبدالله، أشهد أنّي على هداك وهدى أبيك، ثمّ مضى بالسيف نحوهم([9]) .

 

الضباب بن عامر :

ذكره الفضيل بن الزبير فيمن قُتل مع الحسين (عليه السلام) . ولم يذكره غيره .

                وهو من بني الحارث بن كعب .

 

ضرغامة بن مالك :

عدّه ابن شهرآشوب ممّن قُتل في الحملة الاُولى([10])، وكذا القمّي في منتهى الآمال تبعاً له([11]) .

                إلاّ أنّ السماوي في إبصار العين([12]) صرّح بأنـّه قُتل مبارزة بين يدي الحسين (عليه السلام)بعد صلاة الظهر، وقد مال مع الحسين (عليه السلام) بعد أن خرج مع ابن سعد فنال شرف الشهادة رضوان الله عليه .

                والمامقاني تبعاً للشيخ في رجاله عدّه من أصحاب الحسين (عليه السلام)، وهو ما نصّ عليه أهل السِّير . وهو من الشيعة وممّن بايع مسلماً عند وروده الكوفة، فلمّا خذل مسلم فرّ، ثمّ خرج مع عمر بن سعد ولحق بالحسين (عليه السلام)، وقاتل يوم الطفّ مبارزةً، وقَتل من القوم جماعة كثيرة، ثمّ قُتل رضوان الله عليه، وزاده شرفاً على شرف الشهادة تسليم الإمام (عليه السلام) في زيارة الناحية المقدّسة والزيارة المخصوصة بأوّل رجب، وكفى بذلك شهادة على وثاقته وجلالته([13]) .

 

عابس بن أبي شبيب الشاكري :

وتقدّم عابس بن أبي شبيب الشاكري، فسلّم على الحسين (عليه السلام) وودّعه وقاتل حتّى قُتل (رحمه الله) ([14]) .

                من وجوه الشيعة وخطبائهم :

                كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجّداً، وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أهل البيت (عليهم السلام)، خصوصاً أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيهم يقول (عليه السلام)يوم صفّين على ما ذكره نصر بن مزاحم المنقري في كتابه : لو تمّت عدّتهم ألفاً لعبد الله حقّ عبادته، وكانوا من شجعان العرب وحماتهم، فنزلوا في بني وداعة من همدان، وكانوا يلقّبون بفتيان الصباح  ; لذا يقال لعابس الشاكري والوادعي .

                عند خروجه ودّع الحسين (عليه السلام) بهذه الكلمات : يا أبا عبدالله، أما والله ! ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا  بعيد أعزُّ علَيَّ ولا  أحبُّ إليَّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشيء أعزّ علَيَّ من نفسي ودمي لفعلت، السلام عليك يا أبا عبدالله، أشهد أنّي على هداك وهدى أبيك، ثمّ مضى إلى القوم وبارز حتّى نال شرف الشهادة .

                وزاده شرفاً تخصيصه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدّسة والزيارة الرجبيّة رضوان الله تعالى عليه([15]) .

                قال الطبري عمّا نقله عن أبي مخنف : « حدّثني نُمير بن وعلة، عن رجل من بني عبد من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم، قال : لمّا رأيتهُ مقبلاً عرفته وقد شاهدته في المغازي، وكان أشجع النّاس، فقلت : أيّها النّاس، هذا أسد الاُسود، هذا ابن أبي شبيب، لا  يخرجنّ إليه أحد منكم فأخذ ينادي ألا  رجلٌ لرجل فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة، قال : فرمي بالحجارة من كلّ جانب، فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفرهُ ثمّ شدّ على النّاس، فوالله ! لرأيته يطرُدُ أكثر من مائتين من النّاس، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقُتل، قال : فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدّة هذا يقول أنا قتلته، وهذا يقول أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا  تختصموا، هذا لم يقتله سنان واحد، ففرّق بينهم بهذا القول »([16]) .

                عابس بن أبي شبيب كما ضبطه الأكثر، إلاّ أنّ صاحب المعجم (قدس سره) قال : « عابس ابن شبيب، والظاهر أنـّه هو الصحيح وفاقاً لما ذكر في غير واحد ممّن تعرّض له »([17]) .

عامر بن مسلم العبدي :

ومولاه : سالم بن يزيد بن ثبيط العبدي :

ممّن استشهد في الحملة الاُولى، كما في المناقب لابن شهرآشوب([18])، وكذا في إبصار العين([19])، وهو عامر بن مسلم بن حسّان، ومسلم بن حسّان هذا ممّن قُتل في صفّين مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في التنقيح، فلمّا بلغ عامر خبر الحسين (عليه السلام)خرج هو ومولاه سالم بن يزيد، وانضمّا إلى الحسين (عليه السلام) بالأبطح من مكّة حتّى وردوا معه كربلاء، وكانا معه يوم الطفّ، فلمّا شبّت الحرب قُتِلوا فيمن قُتل رضوان الله عليهم أجمعين .

                وقد زاده شرفاً على شرف الشهادة تخصيصه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدّسة، ومن هنا ظهر أنّ ما صدر في الخلاصة من عدّه في القسم الثاني، وقوله : « إنـّه من أصحاب الحسين (عليه السلام) » مجهول، ناش من عدم الفحص عن حاله، وإلاّ فأيّ عدالة وثقة أعظم كاشفاً من بذل النفس مع العلم بحكم العادة بظفر الخصم، وأغرب ممّا صنعه صاحب الخلاصة، ما صنعه الجزائري من عدّه إيّاه في الضعفاء([20]) .

 

عباد بن أبي المهاجر الجهني :

كان فيمن تبع الحسين (عليه السلام) من أهل مياه جهينة حول المدينة، ولمّا وصل (عليه السلام)إلى زبالة انفضّ الأعراب من حوله، وأقام عباد بن المهاجر معه، وكان ملازماً له حتّى أتى كربلاء، وتقدّم بين يديه حتّى قُتل رضوان الله عليه([21]) .

عبدالرحمن بن عبد ربّه الخزرجي :

صحابي كما عدّه ابن الأثير في اُسد الغابة، وكان من مخلصي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد علّمه القرآن وربّاه، وهو من رواة حديث : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه » حين طلب (عليه السلام)رواية من سمع ذلك من النبيّ (صلى الله عليه وآله) وكان ملازماً له، وجاء مع الحسين (عليه السلام)من مكّة إلى كربلاء ملازماً له، إلى أن شبّ القتال يوم الطفّ، فتقدّم بين يديه (عليه السلام)وقاتل حتّى نال شرف الشهادة رضوان الله عليه([22]) .

                والظاهر هو عبدالرحمن بن عبد ربّه الأنصاري، الذي أوردت المقاتل قصّته مع برير بن خضير، فجعل برير يضاحك عبدالرحمن بن عبد ربّه فقال له عبدالرحمن : « يا برير، أتضحك ما هذه ساعة ضحك ولا  باطل » .

                فقال برير : « لقد علم قومي أنـّني ما أحببت الباطل كهلاً ولا  شاباً، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه »([23]) .

 

عبدالرحمن بن عبدالله الأرحبي :

وهو عبدالرحمن بن عبدالله الأرحبي، عدّه ابن شهرآشوب من شهداء الحملة الاُولى([24])، والسماوي في إبصار العين ذكره ممّن بارز بين يدي الحسين (عليه السلام)، وذكر له رجزاً هكذا :

صبراً على الأسياف والأسنّة***صبراً عليها لدخول الجنّة([25])

                والصحيح أنّ هذا رجز أسعد بن حنظلة الشبامي، كما أورده المجلسي في البحار، وابن شهرآشوب في المناقب، وابن أعثم في تاريخه .

                وفي تنقيح المقال  : أنـّه كان تابعيّاً شجاعاً مقداماً، وهو أحد الأربعة الذين مضوا إلى مكّة في طلب الحسين (عليه السلام)ومعهم نيف وخمسون صحيفة من أهل الكوفة، ودخلوا مكّة لاثنتي عشر ليلة خلت من شهر رمضان، وهو أحد النفر الذين وجّههم الحسين (عليه السلام) مع مسلم بن عقيل، فلمّا خذلوا أهل الكوفة مسلماً وقُتل رجع عبدالرحمن هذا إلى الحسين (عليه السلام) من الكوفة، ولازمه حتّى نال شرفي الشهادة وتسليم الإمام (عليه السلام) عليه في زيارتي الناحية والرجبيّة رضوان الله عليه([26]) .

 

عبدالرحمن بن عبدالله اليزني :

برز وهو يرتجز :

أنا ابن عبدالله من آلِ يزن***ديني على دين حسين وحسن

أضربكم ضرب الفتى من اليمن***أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن

                ثمّ حمل فقاتل حتّى قُتل رحمة الله عليه([27]) .

 

 

عبدالله بن بشر الخثعمي :

كان ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى كربلاء، فلحق بالحسين (عليه السلام) في كربلاء قبل الحرب، ولازمه حتّى استشهد بين يديه يوم الطفّ، وزاده شرفاً على شرف الشهادة التسليم عليه بالخصوص في زيارة الناحية المقدّسة([28]) .

                كان عبدالله بن بشر الخثعمي من مشاهير الكماة والحماة للحقائق، وله ولأبيه ذكر في المغازي والحروب .

                قال ابن الكلبي : « بشر بن ربيعة الخثعمي هو صاحب الخطّة بالكوفة التي يقال لها جبّانة بشر »([29]) .

                وهو أوّل من أجاب حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه، حيث دعا قومه بقوله : إنّي قد أتيتكم بخير ما أتى به وافدٌ إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيّكم، فإنـّه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً، وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة، فإنّي اُقسم بالله لا  يُقتل أحدٌ منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) صابراً محتسباً إلاّ كان رفيقاً لمحمّد (صلى الله عليه وآله)في علّيّين .

                قال الراوي : فوثب رجل من بني أسد يقال له عبدالله بن بشر، فقال : أنا أوّل مَن يجيب إلى هذه الدعوة، ثمّ جعل يرتجز ويقول شعراً :

قد علم القوم إذا تواكلوا***وأحجم الزمان إذ تثاقلوا

أنّي شجاع بطل مقاتل***كأنّني ليث عرين باسل([30])

عبدالله بن خالد الصيداوي :

تقدّم عبدالله بن خالد الصيداوي إلى الحسين (عليه السلام) فقال : يا أبا عبدالله، جُعلتُ فداك، قد هممت أن ألحق بأصحابك، وكرهت أن أتخلّف فأراك وحيداً من أهلك، قتيلاً، فقال له الحسين (عليه السلام) : « تقدّم، فإنّا لاحقون بك عن ساعة »، فتقدّم فقاتل حتّى قُتل رضوان الله عليه .

                تفرّد به الدربندي كما عن اللهوف([31]) .

عبدالله وعبدالرحمن ابنا عروة الغفاريّان :

كان عبدالله وعبدالرحمن الغفاريّان من أشراف الكوفة، ومن شجعانهم، وذوي الموالاة منهم، وكان جدّهما حراق من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وممّن حارب معه في حروبه الثلاث . وجاء عبدالله وعبدالرحمن إلى الحسين (عليه السلام)بالطفّ .

                قال أبومخنف : « لمّا رأى أصحاب الحسين (عليه السلام) أنّهم قد كثروا وأنّهم لا  يقدرون على أن يمنعوا الحسين (عليه السلام)ولا  أنفسهم، تنافسوا في أن يُقتلوا بين يديه، فجاء عبدالله وعبدالرحمن ابنا عروة الغفاريّان فقالا   : يا أبا عبدالله، السلام عليك، حازنا العدوّ إليك، فأحببنا أن نُقتل بين يديك نمنعك وندفع عنك .

                فقال : مرحباً بكما، ادنوا منّي .

                فدنوا منه، فجعلا يقاتلان قريباً منه، وأنّ أحدهما يرتجز ويتمّ له الآخر، فيقولان :

قد علمت حقّاً بنو غفار***وخندف بعد بني نزار

لنضربنّ معشر الفجّار***بكلّ عضب صارم بتّار

يا قوم ذودوا عن بني الأطهار***بالمشرفي والقنا الخطار

                فلم يزالا  يقاتلان حتّى قُتلا »([32]) .

                وفي الطبري عنونهما بابنا عزرة بدل عروة .

                وأورد البيتين الأوّليين، ثمّ الثالث هكذا أورده :

يا قومُ ذودوا عن بني الأحرار***بالمشرفي والقنا الخطّار([33])

                وعنونهما الفضيل بن الزبير في تعداد مَن قُتل مع الحسين (عليه السلام) كالآتي :

                عبدالله وعبيدالله ابنا قيس بن أبي عروة([34]) .

                والظاهر عبدالرحمن بدل عبيد الله، كما عليه الأكثر، والله العالم .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/122 .

[2]. إبصار العين : 147 .

[3]. بحار الأنوار : 45/28 .

[4]. جعلهما مختلفين صاحب القمقام الزخّار : 2/585 تبعاً لابن شهرآشوب في المناقب : 4/113 .

                                وممّن جعلهما متحدّين السيّد المقرّم في مقتله : 253، والسيّد الأمين العاملي في أعيان الشيعة : 2/430، والشيخ محمّد مهدي شمس الدين في أنصار الحسين : 101، والعلاّمة السماوي في إبصار العين : 124 .

[5]. تنقيح المقال : 2/81 .

[6]. تنقيح المقال : 2/81 .

[7]. الإرشاد / المفيد : 105 .

[8]. إبصار العين : 100 .

[9]. بحار الأنوار : 45/28 .

[10]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/122 .

[11]. منتهى الآمال : 1/641 .

[12]. إبصار العين : 151 .

[13]. تنقيح المقال : 2/106 .

[14]. الإرشاد / المفيد : 106 .

[15]. تنقيح المقال : 112، والظاهر أنّ كلامه للحسين (عليه السلام) قد خلط به بعضهم فنسبه إلى شوذب مولى شاكر، ولعلّ النسّاخ قد أوهمهم كلام عابس لشوذب قبيل نزاله إلى القتال، فأوصلوا ترجمتهم لشوذب بخطبة عابس، وكأنّ خطبة عابس موصولة بترجمة شوذب مولى شاكر رضوان الله عليهما . وهذا ما حدث في أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين العاملي والبحار للمجلسي .

[16]. تاريخ الطبري : 4/338 . الكامل في التاريخ / ابن الأثير : 3/292 .

[17]. معجم رجال الحديث : 9/177 .

[18]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/122 .

[19]. إبصار العين : 147 .

[20]. تنقيح المقال : 2/117 .

[21]. تنقيح المقال : 2/123 .

[22]. اُسد الغابة: 3/434 .

[23]. اللهوف في قتلى الطفوف : 41 .

[24]. المناقب / ابن شهرآشوب : 4/122 .

[25]. إبصار العين : 102 .

[26]. تنقيح المقال : 2/145 .

[27]. أسرار الشهادة / الفاضل الدربندي : 295، وأورد الأبيات ابن شهرآشوب : 4/110 .

[28]. تنقيح المقال : 2/170 .

[29]. إبصار العين : 133 .

[30]. القمقام الزخّار : 1/517 .

[31]. أسرار الشهادة / الدربندي : 296 .

[32]. إبصار العين : 135 . القمقام الزخّار 1 : 573 .

[33]. تاريخ الطبري : 4/337 .

[34]. تسمية مَن قُتل مع الحسين (عليه السلام) : 152 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page