10 ـ أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري سنة عشرة وخمسمئة ، عن عمّه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رضي الله عنهم ) ، قال : حدّثني علي بن أحمد بن موسى (1) الدقاق ، قال : حدّثنا محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جُبير ، قال : قال يزيد بن قعنب : ( كنت جالساً مع العباس بن عبد المطّلب وفريق من عبد العزى (2) بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين ، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : ( ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ، وإنّه بنى بيتك العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت ، وبحقّ المولود الذي في بطني لَما يسّرت عليَّ ولادتي ) .
قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا فيه والتَزق الحائط ، فرُمنا أن ينفتح لنا قفل الباب ، فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ من الله عزّ وجلّ ، ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .
فقالت : ( إنّي فُضِّلت على مَن تقدّمني من النساء ؛ لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّ وجلّ سرّاً في موضع لا يحبّ أن يُعبَد الله فيه إلاّ اضطراراً ، وأنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنيّاً ، وأنّي دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها ، فلمّا أردتُ أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة ، سمّيه علياً ، فهو علي ، والله العلي الأعلى يقول : إنّي شققتُ اسمه من اسمي وأدّبته بأدبي ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسّر الأصنام في بيتي ؛ وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويلٌ لمن أبغضه وعصاه ) (3) .
___________
(1) في العلل : أحمد بن محمد .
(2) في ( ط ) : بني عبد العزّى .
(3) رواه الصدوق في علل الشرائع 1 : 146 ، ومعاني الأخبار : 62 ، الأمالي : 114 ، عنه البحار 35 : 8 .
الجزء الأوّل - القسم العاشر-كيفية ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة
- الزيارات: 1208