19 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بالري في صفر سنة عشرة وخمسمئة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رضي الله عنهما ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جمادي الأُولى سنة خمس وخمسين وأربعمئة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا مسيح بن محمد (1) ، قال : حدّثني أبو علي بن أبي عمرة (2) الخراساني ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي اسحاق السبيعي ، قال :
( دخلنا على مسروق الأجدع ، فإذا عنده ضيف له لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بخيبر ، فلمّا قالها عرفنا أنّه كانت له صحبة مع النبي ، قال : فجاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبيّ فقالت : يا رسول الله ، إنّي لست كأحد نسائك ، قتلت الأب والأخ والعم ، وإن حدث بك حدث فإلى مَن ؟ فقال لها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إلى هذا ـ وشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
ثمّ قال : ألا أُحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ( ما جاء بك يا أعور ) ؟ قال : قلت : حُبّك يا أمير المؤمنين . قال : ( الله ) (3) ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثاً .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أما أنّه ليس عبد [ من عباد الله ] (4) ممّن امتحن الله قلبه بالإيمان إلاّ وهو يجد مودّتنا ( ومحبّتنا ) (5) على قلبه [ فهو يحبّنا ] (6) ، وليس عبد من عباد الله ممّن سخط الله عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه ( فهو يبغضنا ) (7) ، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة ، وكأنّ أبواب الرحمة قد فُتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرفٍ هار فانهار به في نار جهنّم ، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعساً (8) لأهل النار مثواهم ) (9) .
__________________
( 1 ) في أمالي الشيخ : شيح بن محمد ، وفي البحار : شيخ بن محمد .
( 2 ) في الأمالي : أبي عمر .
( 3 ) إي والله .
( 4 ) من الأمالي والبحار .
( 5 ) ليس في البحار : وفي ( م ) : محبّتنا ومودّتنا .
( 6 ) من الأمالي والبحار .
( 7 ) ليس في ( ط ) .
( 8 ) التعس : الهلاك ، تعساً لفلان : أي ألزمه الله هلاكاً .
( 9 ) عنه البحار : 27 : 81 ، رواه المفيد في مجالسه : 271 ، والشيخ في أماليه : 32 ، عنهما البحار 27 : 79 .
الجزء الثاني - القسم التاسع عشر
- الزيارات: 1352