75 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري في صفر سنة عشر وخمسمئة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمئة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدّثني عبيد الله بن الحسين (1) ، قال : حدّثنا أبو سعيد محمد بن رشيد ، قال : ( آخر شعر قاله السيّد بن محمد ( رحمه الله ) قبل وفاته بساعة وذلك أنّه أُغمي عليه واسودّ لونه ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه ، وهو يقول :
أحبَّ الذي مَن ماتَ مِن أهــلِ ودّه تلقّاه بالبُشرى لدى الموت يَضحَكُ (2)
ومَن مات يهوى غيـرَه مِن عـدوّه فليس لــه إلاّ إلـى النّـار مَسلكُ
أبا حسنٍ تفديــك نفْسي وأُسرتـي وأهلـي ومالـي والمسبب أملــكُ
أبا حسنٍ إنّـي بفضلِـك عــارفٌ وإنّـي بحبـلٍ مِنْ هواك لمُمسِــكُ
وأنتَ وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّـه وإنّـا نُعــادي مُبغضــك ونتركُ
مواليك ناجٍ مؤمـنٍ بيــن الهُـدى وقاليك معروفُ الضلالــةِ مشـركُ
ولاحَ لحانـي في علـيٍّ وحزبِــه فقلتُ لحـاك الله إنّك اعفكُ (3) ) (4)
_______________
( 1 ) في ( ط ) : عبد الله بن الحسين ، وفي أمالي الشيخ : عبيد الله بن الحسن .
( 2 ) نقل في ( ط ) : هذه الأشعار بزيادة وتغيير في الأبيات ، ما نقلناه كما في ( م ) وهو يطابق المنقول في أمالي الشيخ ورجال الكشي والبحار ، يوجد الأشعار في ( ط ) كذا :
أُحبّ الذي مَن مـات من أهل ودّه تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحكُ
ومَن مات يهوى غيـره من عدوّه فليس لـه إلاّ إلى النّــار مَسلكُ
أبا حسنٍ إنّي بفضلـك عــارفٌ وإنّـي بحبــلٍ مِن هواك لمُمسِكُ
أبا حسنٍ حبيبك في الله خالــصٌ فكيــف على حبيبِك في اللهِ أهلكُ
وأنت أمينُ اللهِ أرعــاك خَلقَـه فإنّــا نُعـادي مبغضيك ونَتركُ
وأنت وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّه فليس هُدى إلاّ بك اليـوم يُـدركُ
أبا حسنٍ تَفديك نفسي وأُســرتي وأهلــي ومالي والمسبـب أملكُ
مواليك ناجٍ مؤمـنٍ بيـن الهُـدى وقاليـك معروفُ الضلالةِ مشركُ
فدونك من مولاك مِن جَـذمِ حِمْيَرٍ قوافـيَ غـرّ ما لها عنك مزحكُ
ولاحَ لحاني في علــيٍّ وحزبِـه فقلتُ لحـاكَ الله إنّـك أعفــكُ
على حبِّ خيرِ الناسِ إلاّ محمــداً لحــوت لحاك الله مِن أين تؤفكُ
فما زلتُ أرقى سمعَه في مقــرّه ويرفضُ مَن حبّك الكلامَ ويمحكُ
بقولي حتى قام حيـرانَ نادمــاً على وجهه لونٌ من الخِزي أرمكُ
( 3 ) قال الجوهري : لحيت الرجل لحاءً ولحياً إذا لمته ، وقولهم : لحاء الله أي قبّحه ولعنه ، أعفك : أحمق .
( 4 ) رواه كما في المتن ، الشيخ في أماليه 1 : 48 ، عنه البحار 47 : 312 ، والقاضي نور الله في مجالسه 2 : 514 ، وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب 3 : 24 ، أخرجها الكشي في رجاله : 287 بتقديم وتأخير .
الجزء الثاني - القسم الخامس والسبعون
- الزيارات: 1244