109 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي ابن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد ( أبو عبد الله محمد بن محمد ) (1) ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا وهيب بن حفص ، عن أبي حسان العجلي قال :
( لقيت أمة الله بنت راشد (2) الهجري فقلت لها : أخبريني بما (3) سمعت من أبيك قالت : سمعته يقول : قال لي حبيبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : يا راشد ، كيف صبْرك إذا أرسل إليك دعي بني أُميّة فقطع يديك ورجلك ولسانك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أيكون آخر ذلك إلى الجنّة ؟ قال ( عليه السلام ) : نعم يا راشد ، وأنت معي في الدنيا والآخرة .
قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد عليهما لعائن الله (4)، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأبى أن يتبرأ منه ، فقال له ( ابن زياد ) : فبأيّ(5) ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال : أخبرني خليلي ( عليه السلام ) أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرّأ فتقدّمني وتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأُكذّبنّ صاحبك ، قدّموه فاقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه ، فقطعوه ثمّ حملوه إلى منزلنا فقلت له : يا أبة جُعلت فداك هل تجد لما أصابك ألماً ؟ قال : لا والله يا بنيّة ، إلاّ كالزحام بين الناس .
ودخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له ، فقال : ايتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا علّمنيه مولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأتوه بصحيفة ودواة ، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فبلغ ذلك ابن زياد لعنه الله ، فأرسل إليه الحجّام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك ( رحمه الله ) ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسمّيه راشد المبتلى ، وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا ، وكان يلقى الرجل فيقول له : يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا وكذا ، وأنت يا فلان تقتل قتلة كذا (6) ، فيكون الأمر كما قاله راشد ( رحمه الله ) ) (7) .
___________
( 1 ) ليس في ( م ) .
( 2 ) في ( ط ) في جميع المواضع : رشيد .
( 3 ) في ( م ) : حدّثيني لما .
( 4 ) في ( م ) : لعنه الله .
( 5 ) ليس في ( ط ) ، وفيه : بأي .
( 6 ) في ( م ) : كذا وكذا .
( 7 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 167 ، عنه البحار 42 : 121 .
الجزء الثاني - القسم المئة وتسعة
- الزيارات: 1020