49 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، بقراءتي في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمئة ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدّثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بويطة ـ وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك ـ فقال لي :
( جئت يوم عاشوراء نصف نهار ظهر (1) والشمس تغلي والطريق خال من أحد وأنا فزع من الذعار ومن أهل البلد أتخفّى ، إلى أن بلغت الحائط الذي أمضي منه إلى الشباك ، فممدت عيني فإذا أنا برجل جالس على الباب ظهره إلي ، كأنّه ينظر في دفتر فقال لي : أين يا أبا الطيب ؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن محمد بن الرضا (2) .
فقلت : هذا حسين قد جاء يزور أخاه ، فقلت : يا سيّدي ، أمضي أزور من الشباك وأجيئك فاقضي حقّك ، فقال : ولِمَ لا تدخل يا أبا الطيب ؟ [ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها من غير إذنه ، فقال : يا أبا الطيب ] (3) ، تكون مولى لنا ورقّاً وتوالينا حقّاً ونمنعك تدخل الدار ! ادخل يا أبا الطيب . فقلت : أمضي اُسلّم عليه ولا أقبل منه .
فجئت إلى الباب وليس عليه أحد فيشعر بي وبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ، ففتح لي الباب فدخلت فكان يقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال (4) : أما أنا فقد أذنوا لي بقيتم أنتم ) (5) .
قال محمد بن أبي القاسم : لا شكّ أنّه كان صاحب الدار القائم بالحقّ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه ، لمّا رأى وليّه أبا الطيب أنّه يزورهم من وراء الشباك ولا يدخل الدار إحتراماً منه لصاحب الأمر فقال له هذا القول وأذن له بالدخول .
___________
( 1 ) في ( ط ) : نصف النهار ظهراً .
( 2 ) في ( م ) : علي بن جعفر بن الرضا .
( 3 ) عن الأمالي .
( 4 ) في ( ط ) : فدخلت فكنّا نقول له : أليس كنت لا تدخل ، فقال .
( 5 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 294 .
الجزء الثالث - القسم التاسع والأربعون
- الزيارات: 802