• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

العصمة في النبوة والإمامة 1

العصمة في النبوة والإمامة 1

 

أولاً: العصمة لغة واصطلاحاً
ذكرت للعصمة لغة عدة معاني متقاربة منها:

1 ـ المنع[1] : يقال: عَصَمه الطعامُ، أي منعه من الجوع.

2 ـ الالتجاء: اعتصم به فلان أي التجأ إليه، واستعصم تحرى ما يعصمه[2] .

3 ـ العصم: الامساك والاعتصام والاستمساك، وإنّ العاصم والمعصوم يتلازمان فأيّهما حصل حصل معه الآخر[3] .

أما الاصطلاح فقد اختلف المعرفون لها تبعاً للمدارس الكلامية، فعلماء مدرسة أهل البيت قد اشتركوا في تعريفها عند نقطة واحدة وهي أن نفوس المعصومين تأبى الانصراف الى الذنوب وترفض الخضوع للخطايا والشهوات، أما المدارس الاُخرى فاختلفت في هذه المسألة، فمنهم من قال بجواز الكبيرة على النبي قبل البعثة فقط، ومنهم من وسّعها فقال بجواز الكبيرة للنبي قبل البعثة وبعدها، وما الى ذلك من الآراء .

وفيما يلي نسلط الضوء على معناها عند المدرستين لننتهي من خلال فقرات البحث الى أيّهما أقرب الى مفهوم الرسالة عن العصمة.

ثانياً: نقطة الخلاف عند تناول الإمامة في المدرستين
الإمامة والخلافة في المدرسة السنّية اتجهت نحو محور واحد، تركّز في أن الإمام والخليفة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) يعني هو القائد والزعيم السياسي، الذي يتولى إدارة شؤون النظام الإسلامي بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله).

وعلى هذا الأساس لا ترى هذه المدرسة داعياً لأن يكون هذا القائد بنص وتعيين من قبل الله وبيان الرسول(صلى الله عليه وآله) ،بل الأمر متروك للاُمة حيث تنصب من تختاره وتجده أهلاً للقيام بهذه المهمة. لأن دور الإمام والخليفة في نظر هذه المدرسة لا يتعدى مهمة القيادة السياسية وزعامة الاُمة في هذه الحدود، فمن المنطقي أن تكون الطريقة لنصب الخليفة إما وفق نظرية الشورى ، أو أهل الحل والعقد ، أو بالوراثة.

بقي أن نعرف ماهي الشروط التي لابد من توفرها في هذا الشخص المرشّح للخلافة السياسية بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) ؟

إنّ الشروط التي لابد أن تتوفر في الخليفة المنتخب يمكن التوصل إليها انطلاقاً من نفس الرؤية التي ترى الإمامة والخلافة بعد الرسول زعامة وقيادة سياسية فحسب، وعليه فيكفي أن تتوفر العدالة في هذا الإنسان من الناحية السلوكية ، بالمعنى المتداول مع شرط العلمية المتعارفة، ولا يشترط فيه العصمة والعلم الممنوح ، فيكفي إذاً أن تتوفّر فيه قدرة ترفعه الى مستوى أداء المسؤوليات في النظام الإسلامي.

ومحصل رأي المدرسة السنيّة في الإمامة والخلافة هو أنها لا تتعدى كونها قيادة سياسية، وأن شرعية التصدي لها يتم عن طريق الانتخاب والشورى أو الاستيلاء بالقوة أو الوراثة أو الوصية، كما هو واضح من تطبيقاتها العملية المضطربة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، وشرطها العدالة والعلم بالمعنى المتعارف.

ولهذا ذهب البعض يتساءل عن ضرورة وجود إمام غائب أو ضرورة أن يكون معصوماً، أو ضرورة تعيينه بنص الرسول(صلى الله عليه وآله).

أما مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) فقد اتجهت في تقويم الإمامة والخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)الى أنها مهمة إلهية ، كمهمة الرسول ومستمرة حتى نهاية الأرض ، فاشترطت العصمة فيها حتى قبل البلوغ بالإضافة للعلم غير المكتسب، والنص الذي يمثل القيمة الشرعية للإمام.

ولهذا كانت المدرسة السنيّة لا ترى لهذه الشروط التي لابد من توفرها في الإمام والخليفة معنىً، وغير منسجمة مع المسؤولية التي يتكفّل بأدائها الخليفة، فالشروط هنا أوسع وأضخم من مهمة الزعامة السياسية.

هذه هي العقدة ونقطة الخلاف التي تفسر لنا الاضطراب في فهم الإمامة والتشكيك في مسألة العصمة أو المسوّغ لضرورة النص.

لكن الصحيح أن الإمامة في ضوء الكتاب والسنّة ، كما هو ثابت في محلّه تتعدى هذا الفهم ولها بُعد يختلف جوهرياً عن الفهم السطحي للإمامة الإلهية بعد النبوة.

فمدرسة أهل البيت(عليهم السلام) تعتقد أن دور الإمام هو المرجعية الدينية، أو أن مهمته التشريعية تمتد الى أبعاد مختلفة في العقائد والأحكام والأخلاق والقيادة، لذا وجبت طاعته ووجب اتّباعه والأخذ منه، ولهذا تكون أقوال الإمام المعصوم وأفعاله وتقريراته، حجة شرعية منجزة ومعذرة كحجية الرسول(صلى الله عليه وآله) .

من هنا لزم أن يكون الإمام معصوماً كعصمة الرسول(صلى الله عليه وآله)، وضرورتها في شخصه في التلقي والتبليغ، ويتضح من هذا أن العصمة بهذا المعنى ليست شرطاً لمهمة القيادة السياسية فقط.

يضاف أن مهمة الإمامة تستوجب أن يكون الإمام عالماً بما يحتاج إليه الناس، في اُمور معاشهم ومعادهم.

ولابد أن يكون أفضل من على وجه الأرض في زمانه ، كي يتأتى له أداء مسؤوليته.

والشيعة تعتقد بأنّ الرسول ليس له دور مستقل في تعيين الخليفة، بل يتم نصبه والنص عليه بأمر من الله، لأن الغاية من الإمامة وملاكها مرتبط بموضوع ختم النبوة واستمرار الهداية الربّانية على طول الخط، والحكمة من ختم النبوة، مرتبطة بتعيين الإمام المعصوم، والإمام هو الذي سيتكفل بتوفير المصالح الضرورية للاُمة الإسلامية بعد الرسول.

إذاً، فالإمامة قيمتها عقائدية لا كحكم فقهي فرعي ، وهذه النكتة هي التي تجعل شروط الإمامة بهذه الضخامة والسعة، وانّها تتجاوز شروط القيادة السياسية.

فإذا كانت مهمة الإمامة تتسع لمهمة أكبر من القيادة السياسية، استلزم أن تكون العصمة أحد شروطها كما هي في النبوة.

المدارس الاُخرى
أصحاب الحديث:
يقول أصحاب الحديث بجواز الكبائر على الأنبياء قبل النبوة، وقال البعض منهم بجواز الذنوب حال النبوة باستثناء الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة.

ومنهم من قال بجواز الذنوب حتى حال النبوة بشرط أن يكون الذنب في السرّ دون العلانية.

ومن أصحاب هذا الاتجاه مَن يذهب الى جواز الذنوب في كل الأحوال.

المعتزلة:
واختلف المعتزلة في مسألة العصمة وحدودها الى عدة آراء:

الأول:قالوا: إنّ وقت العصمة يبدأ من حين بلوغ المعصوم، ولا يجوز عليه الكفر والكبيرة قبل النبوة، ويجوز عليهم الصغائر، إلاّ الصغائر الخسيسة المتفردة كسرقة حبة أو لقمة، وكل ما ينسب فاعله الى الدناءة والضعة.

الثاني: قالوا لا يجوز أن يأتي المعصوم بصغيرة ولا كبيرة على جهة العمد، لكن يجوز على جهة التأويل أو السهو.

الثالث: قالوا لا يقع من المعصوم ذنب إلا على جهة السهو والخطأ، لكنهم مأخوذون بما يقع منهم سهواً وإن كان موضوعاً من اُممهم لقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم .

الرابع: لا تقع الكبائر ولا حتى الصغائر المستخفة من الأنبياء قبل النبوة وفي حالها.

الأشاعرة:
قالوا كل ذنب دق أو جل فإنّه جائز على الرسل، فإنّ الأنبياء معصومون في زمان النبوة عن الكبائر والصغائر بالعمد، أما على سبيل السهو فهو جائز.

وقالوا: بجواز صدور المعصية من النبي قبل النبوة.

وعرّفها البعض منهم بأنّها: ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها[4] .

ومنهم من قال: تعني أن لا يخلق الله في العبد الذنب[5] .

فتعريف الأشاعرة على أنه سبحانه لا يخلق في المعصومين الذنوب يفهم منه أن خلق الذنب في غير المعصومين جائز على الله، وممكن في حقّه وهذا يعني نسبة العمل القبيح الى الله تعالى، وفي اعتقادنا أن المولى لا يصدر منه إلاّ الحسن ولا يفيض منه إلاّ الكمال، فالله لا يخلق الذنوب في أحد من العباد فضلاً عن المعصومين.

وذهب أصحاب الحديث والمعتزلة معاً الى جواز الكبيرة والصغيرة في الإمام، لكنهم قالوا: إن الكبيرة تفسد إمامته، ويجب عزله والاستبدال به.

وبعد أن اتّضح مفهوم العصمة وحدّها عند المدرستين نشرع في تناول باقي الفقرات، والتي بها نأمل أن يتأطّر المفهوم الإسلامي للعصمة من خلال رؤية مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).

مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)
قال الشيخ المفيد: العصمة لطف يفعله الله بالمكلف ، بحيث يمتنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليها[6] .

وقال السيد المرتضى: العصمة ما يمتنع عنده المكلف عن فعل القبيح والاخلال بالواجب، ولولاه لم يمتنع عن ذلك، ومع تمكينه في الحالين، الأمر الذي يفعل الله تعالى بالعبد، وعلم أنه لا يقدم مع ذلك الأمر على المعصية بشرط أن لا ينهي فعل ذلك الأمر لأحد الى الالجاء[7] ، وعرفها في الرسائل فقال: هي اللطف الذي يفعله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح[8] .

وقال الشيخ الطوسي: إنّها الملكة النفسانية الحاصلة للأنبياء والأئمة(عليهم السلام) في تتابع الوحي وتصور الفجور ورذالة الموبقات وخسّتها، وإنّها القوة العقلية والطاقة النفسية في المعصوم الحاصلتان من أسباب اختيارية وغير اختيارية[9] .

وقال العلامة الحلي: ذهبت الإمامية كافة الى أن الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر، منزّهون عن المعاصي، قبل النبوة وبعدها، على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة، وما يدل على الخسة والضعة، وخالفت المذاهب الاُخرى كافة في ذلك وجوّزوا عليهم المعاصي وبعضهم جوّزوا الكفر قبل النبوة وبعدها، وجوّزوا عليهم السهو والغلط[10] .

وعرّفها الشيخ المظفر بأنّها: التنزّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها وعن الخطأ والنسيان[11] .

ثالثاً: ضرورات العصمة
وضرورة العصمة في النبوة تتجلى من خلال معرفة الأدوار والمهام الإلهية التي جاء بها الأنبياء، وقد بيّن القرآن الكريم تلك المهام والمعالم والأهداف بما يلي:

1 ـ الدعوة الى التوحيد: سعى الأنبياء(عليهم السلام) الى تحرير الناس من كل ألوان العبوديات، واخلاص عبوديتهم لله ومن أجل تحقيق هذه المهمة والارتقاء بالناس الى مستوى فهم الكمال والعبودية بمختلف صورها، وقد تعرضوا لشتى أنواع العذاب والاضطهاد ، قال تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)[12] ، وواضح أن أمر العبادة لم يكن أمراً يسيراً، لأنه المحور الذي تتفرع عنه أنشطه الحياة وهي الراية التي نشب الصراع حولها منذ خُلق الإنسان.

2 ـ حمل الرسالة وإيصالها للناس: يقوم الانبياء(عليهم السلام)بايصال الرسالة، والنصائح الإلهية للبشرية، لتوقف إدراك المصالح والمفاسد على الرسالة ووضوحها، ولهذا مارس الأنبياء دورهم في بيان عجز البشرية عن إدراك العدالة ومعرفة الهداية بأنفسهم مالم يرتبطوا بفكر السماء ويتولوا حمله، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ)[13] و قال تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )[14] .

3 ـ تحقيق العدالة: لم تقتصر مهمة الأنبياء على الانذار فقط ، أو بيان المعالم النظرية للرسالة وإثبات ضرورة الإيمان ونبذ الآلهة المتعددة التي لا تجر إلاّ الى الظلم والفساد. ولم تتركز باتجاه التربية الفعلية فقط ، بل تتعدى ذلك فتدخل في تفاصيل حياة الناس وتهدف الى إزالة الظلم ومواجهة المستكبرين ، قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتـبَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز)[15] .

4 ـ البشرى والانذار: مهمة اُخرى في عمل الأنبياء (عليهم السلام) تلك هي النصح للاُمة والاخلاص لها وتحذيرها من مخاطر الشرك، وما سيؤول إليه من انهيار للحضارات، وتبصيرهم بسنن الله في الخلق، وأن بعد الموت حياة اُخرى يعاقب فيها المسيء ويثاب فيها المحسن ، قال تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين)[16] وقال تعالى: (يا أيّها النبي إنّا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا)[17] .

فإذا كانت النبوّة تبلغ عن الله رسالته وأحكامه للناس، وتستهدف الأخذ بهم نحو الكمال الإنساني، وتتسع أهدافها لتشمل أكثر من بعد، فلابد لها إذاً من لياقات وطاقات استثنائية تؤهل الرسول للقيام بهكذا مهمة، من هنا تأتي العصمة كواحدة من تلك المؤهلات ذات التأثير البالغ في عملية التربية والاصلاح، لأن حصول الثقة والاطمئنان يشكل عامل حب له من قبل الناس وبالتالي قبول أقوال النبي والاقتداء بأفعاله التي تمثل رضى الله، فلو لم يحصل النبي على هذه الدرجة من الثقة لما أمكن التسليم لرسالته. قال الفيلسوف الطوسي: (يجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض)[18] ويمكن تلخيص ضروراتها بما يلي:

1 ـ لما قلنا إن الغرض من بعثة الأنبياء هو الهداية وإبعاد الناس عن الظلم والفساد، وهذا الغرض لا يحققه غير المعصوم، لأن الوسيلة للهداية هي الاقتداء بأفعال وأفكار هذا الإنسان ولا يقوى على حمل هذه المسؤولية إلاّ المعصوم ، لأنه أدرى الناس بمقاصد الله وأحكامه، والعقل يدرك بأن المعصوم دون غيره هو الأعرف بغرض الله وتعاليمه، لأنه أكمل الناس في الصفات ولولا ذلك لما كان معصوماً، والأكمل أقوى حجة وأنفذ في تحقيق الغرض الكامل الذي يريده الله.

أما غير المعصوم فيكون عرضة للخطأ والنسيان، فلا يمتلك القابلية والأهلية للهداية، وذلك لمساواته مع الناس، من حيث التصرف والسلوك.

2 ـ فلو قيل: رغم ضخامة مهمة النبوة أو الإمامة وسعة المسؤولية فيهما إلاّ أن العصمة غير ضرورية في النبي أو الإمام، لإمكانية التبليغ بدونها. قلنا: هذا غير صحيح ، لأن مسألة تفهيم الناس معنى العبودية وتربيتهم وإرشادهم لطريق الحق وإبعادهم عن الفساد وتنازلهم عن مغريات الدنيا تحتاج الثقة والجاذبية نحو شخص المرسل لأجل أداء دوره. أما النبي الذي يحتمل فيه الخطأ والنسيان والسهو أو ارتكاب الجرائم والعصيان فسوف يؤدي الى ابتعاد الناس عن شخصه ، وبالتالي حصول النفرة والاشمئزاز منه، ويصدق بحقه الخطاب الإلهي : (أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم)[19] .

3 ـ والقول بعدم عصمة الأنبياء في السهو والخطأ والنسيان ، وكل ما أثبتناه لمعنى العصمة في المنظور الإمامي يجرنا الى جواز الطعن والشكّ في شرائعهم ، وهذا الشكّ يتفرع عنه عدم الوثوق بأقوالهم لاحتمال الخطأ والنسيان، فالزيادة محتملة في أفعالهم وأقوالهم ، ومن المحتمل عندئذ أن تجر النبيّ الشهوة، ويسقط في الاغراء، وتضعف ذاته، فيأمر وينهى انطلاقاً من تلك المؤثرات والرغبات النفسية، كما هي اعتراضات بعض الصحابة على رسول الله عندما قرر مثلاً الصلح مع المشركين، أو أمر بعدم قتل عمّه العباس في بدر ظنّاً منهم بأن هذا ميل للعمومة.

4 ـ والقول بعدم عصمة النبي أو الإمام يعني القول باجتماع الأمر باتباعه والنهي عن امتثال أمره، فلو فعل النبي أو الإمام معصية واقترف خطيئة ، ففي هذه الحالة ماذا يفعل المكلف والمأمور باتباعه والمقتدي بأفعاله، فهل يجب عليه الاتباع والاقتداء بسيرته أم ماذا؟

فإذا فعل المكلف القبيح فمعناه أنه خالف أمر الله بهذا الفعل واستحق عقابه ، والحال انّه منهي ، لأن الله لا يأمر بالقبيح، وإذا لم يفعل فقد خالف ، لأنّه مأمور من قبل الله بطاعة النبي مطلقاً، وبهذا تنتفي فائدة البعثة، وهذا يعني اجتماع المفسدة والمصلحة والمبغوضية في موضوع واحد وفي مصداق واحد.

5 ـ والقول بعدم عصمة النبي أو الإمام سواء مطلقاً أو بالتفصيل يستلزم منه أن يكون النبي أو الإمام أدون الناس ، لأنه في حالة ارتكاب المعصية أو الخطأ سيؤدي الى هبوط مقام النبي، فينزل به الى مستوى البساطة لا بل يكون أقل قيمة واعتباراً بين أفراد المجتمع، بينما المقام الذي تصدّى له مقام عظيم ، ولهذا نجد القرآن الكريم يخاطب نساء النبي بغير لسان فكيف بالنبي.

رابعاً: العصمة والاختيار
لم تكن عصمة الأنبياء والأئمة هي عدم ارتكاب المعصية فحسب، إذ من الممكن أن لا يرتكب الفرد العادي معصية خلال عمره كلّه، وخاصة لو كان عمره قصيراً، بل نعني به توفره على ملكة نفسانية قوية، تمنعه من ارتكاب المعصية حتى في أشد الظروف، وهي ملكة تحصل من وعيه التام والدائم بقبح المعصية وارادة قوية على ضبط الميول النفسية، وبما أن هذه الملكة لا تتحقق إلاّ بعناية إلهية خاصة، لذلك تنسب فاعليتها الى الله، وإلاّ فإنّ الله لا يمنع المعصوم من اقتراف المعصية جبراً، ولا يسلب منه الاختيار[20] .

قال الشيخ المفيد : العصمة لطف يفعله الله بالمكلف حيث يمنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة مع قدرته عليها[21] .

وقال نصير الدين الطوسي: العصمة هي أن يكون العبد قادراً على المعاصي، غير مريد لها مطلقاً.

وعدم إرداته أو وجود صارفة يكون من الله لطفاً في حقّه، فهو لا يعصي الله، لا بعجزه، بل لعدم إرادته، أو لكون صارفه غالباً على إرادتها[22] .

وتقسم العصمة على نحوين: اختيارية، وغير اختيارية .

الاُولى: فضيلة لهم لأنّهم الذين يتركون داعية الذنوب، فضلاً عن نفسها، بالاختيار، وكفى به فضلاً.

الثانية: ليست بنفسها فضيلة لعدم مدخلية اختيارهم فيها ، ولكن اختصاص هذه الموهبة بهم يكشف عن لياقتهم لإيهاب هذا اللطف العظيم في علم الحكيم، لأن لياقتهم حاصلة بحسن انقيادهم في علمه تعالى، ومن المعلوم أن أحسن الانقياد فعل اختياري لهم، فالعصمة فضيلة اختيارية باعتبارها أو باعتبار مكشوفها من حسن الانقياد.

ثم إنّ ترك داعية الذنوب فضلاً عن نفسها بالاختيار، إما ناشئٌ عن إيمانهم بالله واليوم الآخر ، وقوة إرادتهم مع علمهم بالحقائق وتأثير المعاصي في الدنيا والآخرة، علماً بيّناً لا ستر فيه، أو عن حبهم لله تعالى حباً خالصاً لا يخالطه شيء آخر[23] .

خامساً: العصمة والعدالة
تُعرف العدالة بأنها ملكة أو هيئة أو حالة أو كيفية، باعثة نحو الاطاعة، بالاتيان بالواجبات وترك المعاصي والمحرمات[24] .

وعرّفها البعض بأنها الإتيان بالأعمال الخارجية من الواجبات واجتناب المحرمات الناشئ من الملكة النفسانية.

وفي هذا التعريف اُشير الى المسبَّب عن العدالة، بخلاف الأوّل الذي أشار الى السبب.

وعرّفها آخر بأ نّها الاستقامة الدينية في العمل بوظائف الدين، ومانعة عن المعاصي الكبيرة، وعدم الاصرار على الصغيرة[25] .

والظاهر من هذا التعريف أنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى الملكة النفسانية، بل اعتبرها أمراً خارجياً ، وهي الاستقامة الدينية في العمل.

وقد ذكرت للعدالة دواع ومناشئ:

منها: تسلط القوة العاقلة على العلم العملي، والذي سيستنتج منه أعظم مراتب العدالة، وأقوى درجات الاستقامة لغير المعصوم ، ويكون رادعاً عن المعصية ومانعاً عن ارتكاب الخطيئة، رغم وجود المقتضي لفعلها والدافع لارتكابها.

ومنها: أن يتحرك الإنسان بداعي الثواب والخوف من العقاب.

ومنها: ما قد يكون الداعي لتبني العدالة عاملاً خارجياً، كالشرافة والمنزلة الاجتماعية التي تمنعه من ارتكاب المعاصي.

لكن هذا الداعي لا ينسجم مع المعنى الاصطلاحي للعدالة، الذي يشترط في العدالة أن تكون بدافع الانقياد للمولى والطاعة له، وهذا غير متحقق بهذا اللون من الدوافع .

ومن هنا يتحصل أن المعصوم لا تصدر منه المعصية مطلقاً ، بل لا يفكر بها أصلاً.

أما العادل فقد يصدر منه الخطأ والمعصية وقد لا يصدر ، وذلك لأن المقتضي لها ودوافعها في النفس الإنسانية موجودة ، كما أن العادل إذا صدرت منه المعصية ثم تاب يرجع الى حالة الاستقامة والعدالة.

وهذه الصفة لا تنطبق على المعصوم.

ولهذا قال العلامة الطباطبائي: بأنّ كليهما ـ أي العصمة والعدالة ـ يمنعان من صدور المعصية، ولكن لا مقتضي للمعصية مع العصمة، وهناك مقتضي للمعصية مع العدالة[26] .

سادساً: العصيان والاستغفار والتوبة في حياة الأنبياء
احتجّ البعض ممّن يذهب الى جواز المعصية عند الأنبياء ضمن التفصيل المعروف كعدم العصمة قبل النبوة أو جواز المعصية للنبي في غير الأحكام أو جواز السهو والنسيان في حياتهم تماشياً مع المفردات التيوردت في القرآن الكريم، ظنّاً منهم بأنها تشير الى جواز ارتكاب المخالفة عندهم كعصيان النبي آدم وتوبة النبي موسى وإباق النبي يونس واستغفار النبي داود وما الى ذلك ممّا ورد من هذا القبيل في القرآن الكريم، ولماكثر الحديث في هذه المسألة إرتأينا أن لا نخوض في تفصيلات تلك الإشكالات، ونكتفي بالقول الذي يضمن لنا الاجابة على جميعها ويزيح الغبار الذي طرأ على مفهوم العصمة عندهم(عليهم السلام) .

وحين نمتلك المنظور الإسلامي إزاء تلك المشكلات فلا يبقى معنى للتمسك بتلك الايرادات كدليل لصحة القول بجواز ارتكاب المعصية عند الأنبياء.

لقد ورد النهي في القرآن الكريم على نحو ثلاثة أقسام:

1 ـ نهي مولوي إلزامي تحريمي، وملاكه المبغوضية الشديدة للمولى والمفسدة، ومثاله: تحريم الخمر والزنا والكذب.. والى غيرها من المحرمات، فالشارع لا يسمح بارتكابه ويعاقب ويعذب على فعله.

2 ـ نهي مولوي ولكن غير إلزامي ويصطلح عليه بالنهي الكراهتي وفي ملاكه المبغوضية وفيه مفسدة، ولكن ليست بالشديدة التي تصل الى حد الإلزام ، بل يقال فيه مجال للترخيص والفعل مثل كراهة الأكل جنباً وغيرها ومرتكبها لم يخرم طاعة الله وحدود مولويته ، نعم قد فاته الأولى والأفضل بفعله وتصرفه.

3 ـ نهي إرشادي، فليس في فعله مبغوضية، ولا بتحقيقه مفسدة اُخروية وليس له بعالم الحساب والعقاب أي صلة، نعم يترتب على فعله مضار دنيوية ومفاسد آنية في دنيا العبد دون آخرته.

وبعد أن اتّضحت أقسام النهي نأتي الى مسألة أفعال الأنبياء التي قد تُفهم أنها معصية ومخالفة، فنقول: إذا كان النهي الوارد في القرآن بخصوص الأنبياء نهياً تحريمياً وتترتب عليه مبغوضية ومفسدة اُخروية ودنيوية فهذا يخل بالعصمة التي أقرها القرآن الكريم في أكثر من موضع ويلزم منه القول بعدم عصمة الأنبياء ، أما إذا استفدنا واستظهرنا أن المراد بالنهي في القرآن الكريم هو النهي الارشادي فلا يبقى محل للاشكال ولا مورد للاعتراض، وبنفس هذا التصوير يمكن التعامل مع المفردات الاُخرى التي وردت الاشارة اليها في القرآن الكريم.

فالاستغفار أو التوبة وأمثالهما لا تبرر لنا القول بجواز المعصية على الأنبياء.

جاء في حديث علي بن محمد الجهم عن الرضا(عليه السلام) وقد سأله قائلاً:

«يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال: نعم، قال: فما تعمل في قوله تعالى: (وعصى آدم ربّه فغوى) ...

فقال الرضا(عليه السلام): ويحك يا علي، اتق الله ولا تنسب أنبياء الله الى الفواحش، ولا تتأوّل كتاب الله برأيك، فإنّ الله يقول: (وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم)[27] .

أما قوله عزّ وجلّ في آدم(عليه السلام) : (فعصى آدم ربّه فغوى) فإنّ الله عزّ وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده ، ولم يخلقه للجنة ، وكانت المعصية في آدم في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله عزّ وجل ، فلمّا أهبط الى الأرض وجُعل حجة وخليفة عصمه الله بقوله عزّ وجلّ: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) .

في هذه الرواية اشارة واضحة الى أن اختبار آدم لم يكن في هذه الأرض وليس ذاك عالم تكليف ، لأن عالم التكليف هو الذي يكون فيه آدم(عليه السلام) حجة على العباد وهو عالم الأرض.

كما يمكن القول بأن خطيئة آدم لم تكن معصية لأمر مولوي بل انها تمثل معصية لنهي ارشادي ، ولهذا لم تستتبع عقوبة اُخروية أو طرداً من رحمة الله ، بل أدّت الى فقدان نعيم الجنة. وجعل النبي آدم حجة وخليفة يستلزم منه العصمة التي لا فيها ظلم و لاخطيئة تستوجب عقوبة وعذاب.

أما مفردة الاستغفار فلا شك في عدم حاجة النهي الارشادي الى الاستغفار، كما ليس بالضرورة دائماً أن يكون منشأ الاستغفار هو الذنب، فقد يكون صاحب الاستغفار ذا مقام شامخ فيأتي الاستغفار منه كتعبير عن مقام عالي في العبودية له سبحانه، لأن الاعتراف بالتقصير والشعور بالذنب والذلة أمام عزّة المعبود من أعظم التفاني في معرفة الله سبحانه، ولهذا كان نبي الرحمة(صلى الله عليه وآله) من المستغفرين، وقد ورد في القرآن طلب الاستغفار من النبي رغم عدم ارتكابه أي ذنب أو خطيئة قال تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)[28] .

وواضح أن مجيء نصر الله ودخول الناس في دين الله أفواجاً ليس بذنب ليوجب الاستغفار.

أما التوبة فقد فسّرت بمطلق الرجوع بذنب وبدون ذنب، كما في قوله تعالى: (وإليه متاب)[29] .

كما تعني التوبة الرجوع من التشديد الى التخفيف[30] ومنه قوله تعالى: (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم)[31] ومن الحظر الى الاباحة ومنه قوله تعالى: (تختانون أنفسكم فتاب عليكم)[32] .

ثم لا تنحصر مناشئ التوبة بالذنب ، كما يشهد على ذلك قوله تعالى: (فلمّا أفاق قال سبحانك تبت اليك)[33] .

أي رجعت الى معرفتي بك عن جهل قومي، فلا ذنب في مقام موسى ولا محل للخطيئة حتى يطلب موسى التوبة، وعليه فإنّ معنى التوبة أوسع من الذنب والخطيئة.

وأما الظلم فيمكن تقسيمه الى قسمين:

الأول: ظلم للنفس، وهو ايقاعها في مشاكل الدنيا ومتاعبها ، لأنه لم يرع مواضع الأشياء ومواقعها الطبيعية فينحرف عنها ويضّل وهذا ظلم للنفس، ولكن تحتمل النفس متاعبه ومشاقّه في الدنيا كالذين يظلّون الطريق ويتيهون عن الجادة الموصلة فيتحملون مشاق تيههم.

والثاني: ظلم للنفس بايقاعها في عقاب التحريم وغضب المخالفة الإلهية وكلا القسمين داخلان في تعريف الظلم ولا يصح حمل الظلم الذي ورد على لسان الأنبياء على الظلم الثاني.

وهذا القدر يكفي لتطبيقه على الموارد التي يفهم منها عدم عصمة الأنبياء(عليهم السلام) .

سهو النبي(صلى الله عليه وآله) ونسيانه
استدلّ البعض على وقوع السهو من النبي (صلى الله عليه وآله) ، بأنّ الله سبحانه أمر النبي(صلى الله عليه وآله) ـ بعد نسيانه ـ بعدم القعود مع الظالمين ، حينما يذكر قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بعد قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْرِهِ)[34] ،[35] .

والنسيان في الآية المباركة لم يصدر من الرسول(صلى الله عليه وآله) ، فلم يكن الغرض من خطابه(صلى الله عليه وآله)بذلك هو توجيه التكليف إليه، بل المراد من الخطاب هو جعل التكليف لسائر المؤمنين; وذلك لأن الخطابات القرآنية ـ كما ذكر أهل البلاغة وأصحاب التفسير ـ نزلت على نحو: (إيّاك أعني واسمعي يا جارة)[36] ، نظير نهي الأب عندما يريد أن ينهى أولاده عن فعل شيء قبيح فيوجه الخطاب الى ولده الأكبر وهو يعلم أنه لا يفعله فيرتدع الباقون، وهذا الاُسلوب في الخطاب من روائع الكلام، فإن توجيه النهي لأقرب الناس من المتكلم ـ مع ثقته به واطمئنانه بعدم قيامه بالفعل المنهي عنه ـ موجب لردع الآخرين وزجرهم بنحو أقوى من اختصاص الخطاب بغيره وتوجيهه الى الآخر المقصود بالنهي، والمسوغ لهذا اللون من الخطاب مع علم المتكلم بعدم عصيان المخاطب هو وجود ملاك النهي فيه، أي القدرة على المخالفة والعصيان وإلاّ كان الخطاب لغواً، وكذلك الأمر في الخطابات القرآنية ومنها الآية الكريمة المذكورة، فإنّ المصحح لها مع علمه تبارك وتعالى بعصمة النبي(صلى الله عليه وآله) ونزاهته هو وجود ملاك النهي وهو قدرته على المخالفة والمعصية ، إذ العصمة لا تسلب المعصوم قدرته على المخالفة كما مرّ الكلام عنها ، فالله سبحانه وتعالى يوجه الخطاب الى النبي(صلى الله عليه وآله)بعدم الجلوس في المكان الذي يساء فيه الى القرآن والدين حتى يعلم الناس بعدم جواز الجلوس في مثل ذلك المكان وأن هذا الحكم موجه للجميع من دون أن يراد(صلى الله عليه وآله) بقوله: (وإما يُنسينك) أ نّه سيقع في هذا النسيان بالفعل، وعليه فلا دلالة في هذه الآية على تحقق النسيان من النبي(صلى الله عليه وآله)[37] .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الصحاح للجوهري: 4/1986 .

[2] دائرة معارف القرن العشرين: 6/505.

[3] الراغب الاصفهانى فى معجم مفردات القرآن: 249 .

[4] جامع العلوم: 2/325 .

[5] المصدر السابق: 1/184 .

[6] النكت الاعتقادية مصنفات الشيخ المفيد: 10/37 .

[7] الحدود والحقائق للسيد المرتضى: 167 .

[8] الرسائل للسيد المرتضى: 3/325.

[9] تلخيص الشافى للشيخ الطوسى: 1/71 .

[10] دلائل الصدق: 1/368 .

[11] عقائد الإمامية، الشيخ محمد رضا المظفر: 54 .

[12] النحل: 36 .

[13] الروم: 47 .

[14] الأعراف: 68 .

[15] الحديد : 25 .

[16] النساء: 165 .

[17] الأحزاب: 45 .

[18] كشف المراد: 217 .

[19] البقرة: 44 .

[20] دروس فى العقيدة الإسلامية، مصباح اليزدي: 233 .

[21] النكت الاعتقادية، مصنفات الشيخ المفيد: 10/37 .

[22] تلخيص المحصل المعروف بنقد المحصل: 525، باب العصمة.

[23] بداية المعارف الإلهية فى شرح عقائد الإمامية للسيد محسن الخرازي: 1/249 .

[24] الاجتهاد والتقليد، كتاب التنقيح على العروة الوثقى، السيد الخوئى: 254 .

[25] جامع الأحكام الشرعية : 118 .

[26] الميزان فى تفسير القرآن، للطباطبائى: 11/163 .

[27] آل عمران: 7.

[28] النصر : 3.

[29] الرعد: 20.

[30] مجمع البحرين: 2/15.

[31] المزمل: 20.

[32] البقرة: 187.

[33] الأعراف: 143.

[34] الأنعام: 68 .

[35] ينقل هذا القول عن الجبائى، راجع بحار الأنوار: 17/98 .

[36] مجمع الأمثال: 1/49، والقائل سهل بن مالك الفزاري.

[37] نفى السهو عن النبى(صلى الله عليه وآله)، لآية الله محمد جواد التبريزي: 38.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page