• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التبرك 1

«التبرّك »
بالصالحين والأخيار والمشاهد المقدّسة

مقدّمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين..

من الاُمور التي يتجدد فيها البحث على مستويات مختلفة وبأساليب متعددة مسألة التبرّك بالصالحين والأخيار من الاُمة وبالأماكن والمشاهد المقدّسة عند المسلمين، لما يتجدّد حولها أو يتكرر من إثارات أو شبهات تصل في أحيان كثيرة الى درجات ساخنة حتّى تكون مدعاة أحياناً لتمزيق المجتمع المتماسك وبثّ الفرقة بين أبنائه.

فهل التبرّك مسنون، أم مبتدع؟

هل له في القرآن والسنّة ذكر؟

هل له تاريخ بين المسلمين لا سيّما في القرون الاُولى؟

هل له فقه وضوابط؟

كلّ ذلك سيتناوله هذا البحث بإيجاز مناسب ، وبالقدر الكافي من التوفيق..

والله من وراء القصد ، وهو ولي التوفيق.

التبرّك
معاني البركة:
البركة في اللغة: هي من الزيادة والنماء [1] .

قال الفراء: في قوله تعالى: (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت) [2] .

البركات: السعادة [3] .

وقال أبو منصور الأزهري بعد إيراده هذا القول: وكذلك قوله في التشهد: (السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته)، لأنّ من أسعده الله بما أسعد به النبي(صلى الله عليه وآله)فقد نال السعادة المباركة الدائمة [4] .

والتبريك: هو الدعاء للإنسان وغيره بالبركة.

يقال: برّكت عليه تبريكاً، أي قلت: بارك الله عليك [5] .

وقال ابن الأثير: وفي حديث اُم سليم (فحنّكه وبرّك عليه): أي دعا له بالبركة [6] .

وقال الجوهري: يقال: بارك الله لك وفيك وعليك، وباركك.

وقال تعالى: (أن بورك مَن في النّار) [7] .

وقال ابن منظور: بارك الله الشيء، وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، وطعام بريك كأنّه مبارك [8] .

وقال الفيومي: بارك الله تعالى فيه فهو مبارك، والأصل: مبارك فيه [9] .

والتبرّك: هو طلب البركة، وهي النماء أو السعادة. والتبرّك بالشيء: طلب البركة عن طريقه.

قال ابن منظور: تبرّكت به: أي تيمّنت به [10] .

وقال ابن الأثير: واليُمن: البركة، وقد يُمن فلان على قومه فهو ميمون، إذا صار مباركاً عليهم، وتيمّنت به: تبركت [11] .

والتبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل ومقامات خاصة، وخصّها بالتبريك ، وآثرها بعنايته على سواها. كما في مسّ يد النبي(صلى الله عليه وآله) تيمّناً ببركتها ، أو المسح على بعض آثاره الشريفة بعد وفاته.. وهذا هو المراد بالتبرّك ، مدار البحث، وأيّاً كان فإن مصدره إنمّا هو البركة التي خصّ الله تعالى بها أشياء أو أشخاصاً دون آخرين.

البركة في القرآن الكريم
وردت كلمة البركة بألفاظ متعددة في القرآن الكريم للتدليل على اختصاص أشخاص معيّنين وأمكنة وأزمنة معينة بنوع من البركة التي جعلها الله فيها لأسباب اقتضتها حكمة الله تعالى، فمن الأشخاص الذين شملتهم لفظة البركة في القرآن الكريم:

1 ـ النبي نوح(عليه السلام) ومن معه، وذلك في قوله تعالى: (اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى اُمم ممّن معك...) [12] .

2 ـ النبي عيسى(عليه السلام)، وذلك في قوله تعالى: (وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة...) [13] .

3 ـ النبي إبراهيم(عليه السلام)، وابنه النبي اسحاق(عليه السلام)، في قوله تعالى: (فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النار ومَن حولها) [14] .

وقوله تعالى: (وباركنا عليه وعلى إسحاق...) [15] .

4 ـ أهل البيت(عليهم السلام)، أو أهل بيت إبراهيم(عليه السلام)، على أقوال، وذلك في قوله تعالى: (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد) [16] .

كما وردت لفظة البركة وما في معناها في القرآن الكريم بخصوص بعض الأماكن والأراضي والبقاع المعيّنة لاختصاصها بقدسية معينة، منها:

1 ـ البيت الحرام في مكة المكرمة، لقوله تعالى: (إنّ أوّل بيت وضع للناس للّذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين) [17] .

2 ـ الأرض بصورة عامة، حيث جعل البركة ـ وهو الخير ـ في مختلف أرجائها، لقوله تعالى: (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها...) [18] .

أي جعل فيها الخير الكثير الذي ينتفع به ما على الأرض من نبات وحيوان وإنسان في حياته أنواع الإنتفاعات [19] .

وقال الرازي: والبركة: كثرة الخير والخيرات الحاصلة من الأرض [20] .

3 ـ المسجد الأقصى وما حوله من بيت المقدس من أرض فلسطين، لقوله تعالى: (... إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله...) [21] .

وكذلك في قوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها...) [22] .

وقوله تعالى: (ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين...) [23] .

4 ـ اليَمَن، لقوله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة) [24] .

5 ـ قوله تعالى: (وقل ربّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين) [25] .

كما وردت معاني البركة في القرآن الكريم صفة للكتاب العزيز، وذلك في قوله تعالى:

1 ـ (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدّق الذي بين يديه) [26] .

2 ـ (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون) [27] .

3 ـ (وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون...) [28] .

4 ـ (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته...) [29] .

ووردت معاني البركة للدلالة على بعض مخلوقات الله من النباتات وغيرها كما في قوله تعالى:

(كأنّها كوكب دُرّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة) [30] .

(فلمّا أتاها نُودي من شاطئ الوادِ الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة...) [31] .

(ونزّلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنّات وحبّ الحصيد) [32] .

كما وخصّ الله سبحانه وتعالى بعض الأزمنة بالبركة، كما في قوله تعالى:

(إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين) [33] .

فهذه بعض معاني البركة واستعمالاتها في القرآن الكريم، وأمّا السنّة النبوية المطهّرة، فالأحاديث التي تتضمن البركة ومعانيها كثيرة جداً سوف يأتي بعضها في طيّات المباحث القادمة للدلالة على أن البركة والتبرك أمر ثابت في الشرع.

ولعلّ من أشهرها ماثبت عنه(صلى الله عليه وآله) في صورة الصلاة عليه: «اللهمّ صل على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم .. إنّك حميد مجيد».

التبرّك في التاريخ
هل للتبرّك بمفهومه الاصطلاحي واقع تاريخي بين الاُمم المتشرّعة، بحيث نكتشف في سيرهم وأخبارهم هذا النوع من السلوك، يتعارفونه ويتداولونه على أنه سلوك مشروع؟

نتابع الإجابة عن هذا التساؤل في مرحلتين رئيسيتين، تختصّ الاُولى بتاريخ الاُمم السالفة، وتتناول الثانية ، وهي أكثر تفصيلاً ، التبرّك في سلوك المسلمين وفي معارفهم منذ عهد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وتباعاً في العهود القريبة منه.

1 ـ التبرّك عند الاُمم السالفة
إنّ ظاهرة التبرك بآثار الأنبياء معروفة حتّى عند الاُمم التي سبقت الإسلام، والتي تتضمن التبرّك بثياب اُولئك الأنبياء وبقاياهم، فمن أمثلة التبرّك عند الاُمم السابقة.

تبرّك النبيّ يعقوب(عليه السلام)بقميص ابنه النبي يوسف(عليه السلام)، قال تعالى: (إذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيراً) [34] .

وقد امتثل إخوة يوسف لأمره، فجاؤوا بقميصه وألقوه على وجه أبيه الذي كان قد فقد بصره حزناً على فراق ولده يوسف، فجعل الله تعالى قميص يوسف سبباً لارتداد بصر أبيه يعقوب(عليه السلام)، فكان ذلك من قدرة الله تعالى وبركة ذلك القميص، ومعلوم أنّ الله تعالى يقدر أن يرد بصر يعقوب(عليه السلام)دون حاجة الى إلقاء ذلك القميص على وجهه، ولكن لله تعالى حكمة في جعل بعض الأشياء المباركة سبباً لتحقّق الغاية، ولاشك أن ذلك مرده الى أن يجعل ذلك سنّة يقتدي بها الأنام فيعرفوا أن هنالك أشياء وأمكنة وأزمنة وأشخاصاً لها مقامات عند الله تعالى، فجعل فيها بركة تتيح لها شفاء المرضى أو استجابة الدعاء أو الشفاعة لغفران الذنوب، ونحو ذلك.

قال الزمخشري: قيل، هو القميص المتوارث الذي كان في تعويذ يوسف، وكان من الجنّة، اُمر جبرئيل(عليه السلام) أن يرسل إليه فإنّ فيه ريح الجنة، لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلاّ عوفي [35] .

ومن أمثلته أيضاً: تبرّك بني إسرائيل بالتابوت الذي فيه آثار آل موسى وآل هارون، وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله حكايةً عن نبي بني إسرائيل الذي بشّرهم بطالوت ملكاً: (إنّ آية ملكه يأتيكم التابوت فيه سكينةً من ربّكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة) [36] وكان هو التابوت الذي أنزله الله على موسى فوضعته فيه اُمه وألقته في اليمّ، وكان في بني إسرائيل معظّماً يتبركون به، فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيّه، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وترف مادام التابوت عندهم، فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم، فلمّا سألوا نبيّهم، بعث الله طالوت عليهم ملكاً يقاتل معهم فردّ الله عليهم التابوت.

قال الزمخشري: التابوت صندوق التوراة، وكان موسى إذا قاتل قدّمه فكانت تسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفترون... وقوله: (وبقية ممّا ترك آل موسى وآل هرون) هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشيء من التوراة [37] .

فنجد بني إسرائيل بأمر من نبيّهم يحتفظون بما ترك موسى وهارون، وتسكن إليه نفوسهم لما أخبرهم به من البركة التي اختصّها الله به لكونها من آثار أنبيائهم، حتّى إذا استخفوا بهذه الآثار المباركة عاقبهم الله وحرمهم من بركتها، ممّا يدل على قدسية هذه الآثار وحلول البركة فيها بإذن الله.

2 ـ سيرة المسلمين في التبرّك
أوّلاً: سيرة الصحابة في التبرّك بالنبي(صلى الله عليه وآله) في حياته
قال محمد طاهر المكي: فلا جرم أن كان التبرّك بها ـ آثار الرسول ـ سنّة الصحابة رضي الله عنهم، واقتفى آثارهم في ذلك من نهج نهجهم من التابعين وصلحاء المؤمنين، وقد وقع التبرّك ببعض آثاره(صلى الله عليه وآله) في عهده وأقرّه ولم ينكر عليه، فدلّ ذلك دلالة قاطعة على مشروعيته، ولو لم يكن مشروعاً لنهى عنه(صلى الله عليه وآله)وحذّر منه، وكما تدلّ الأخبار الصحيحة وإجماع الصحابة على مشروعيته، تدل على قوة إيمان الصحابة وشدّة محبّتهم وموالاتهم ومتابعتهم للرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ، على حد قول الشاعر:

 

·                     أمرُّ على الديار ديار سلمى اُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

·                     اُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا اُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

 

·                     وما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا 

·                     ولكن حب من سكن الديارا  ولكن حب من سكن الديارا [38]

فكان الصحابة يتبرّكون بالنبي(صلى الله عليه وآله)، بمس جسده الشريف وتقبيل يده، وشرب فضل إنائه، وبماء وضوئه، ونخامته، وشعره وغير ذلك في حياته، ويأتون بأولادهم حال ولادتهم لكيما يحنّكهم النبي(صلى الله عليه وآله) ويتبرّك عليهم ويدعو لهم، ومن ذلك ما أخرج مسلم في صحيحه من أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يؤتى إليه بالصبيان فيبرّك عليهم ويحنّكهم [39] .

وقال ابن حجر: كل مولود في حياة النبي(صلى الله عليه وآله) يحكم بأنّه رآه، وذلك لتوفر دواعي إحضار الأنصار أولادهم عند النبي(صلى الله عليه وآله)للتحنيك والتبرّك، حتّى قيل: لما افتتحت مكة جعل أهل مكة يأتون الى النبي بصبيانهم ليمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة [40] .

وقد وردت بذلك أخبار كثيرة نقتطف منها بعضها:

1 ـ عن اُمّ قيس أنّها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأجلسه في حجره فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله [41] .

قال ابن حجر: وفي هذا الحديث من الفوائد، الندب الى حسن المعاشرة، والتواضع، والرفق بالصغار، وتحنيك المولود والتبرّك بأهل الفضل، وحمل الأطفال حال الولادة وبعدها [42] .

2 ـ عن عائشة: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يُؤتى بالصبيان فيحنّكهم ويبرّك عليهم [43] .

3 ـ عن عبدالرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لأحد مولود إلاّ اُتي به النبي فدعا له [44] .

4 ـ عن محمّد بن عبدالرحمن مولى أبي طلحة، عن ظئر محمد بن طلحة قال: لما ولد محمّد بن طلحة أتيت به النبي(صلى الله عليه وآله)ليحنّكه ويدعو له، وكذلك كان يفعل بالصبيان [45] .

لقد كانت سيرة الصحابة الكرام هي التبرّك بالنبي(صلى الله عليه وآله)وآثاره على الدوام في حياته وبعد مماته، والأخبار في ذلك تضيق عن الحصر، إلاّ أ نّنا سنذكر بعض الأمثلة القليلة عن تبرّك الصحابة به وبآثاره(صلى الله عليه وآله)، للدلالة على مشروعية التبرّك.

تبرّكهم بجسده الشّريف:
روي أ نّه(صلى الله عليه وآله) جاء الى السوق فوجد زهيراً قائماً يبيع متاعاً، فجاء من قبل ظهره وضمه بيده الى صدره، فأحس زهير بأنه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: فجعلت أمسح ظهري في صدره رجاء حصول البركة [46] .

تبرّكهم بشعره(صلى الله عليه وآله):
1 ـ عن أنس قال: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحلاّق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رجل [47] .

2 ـ عن عبدالله بن زيد قال:... فحلق رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأسه في ثوبه وأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره [48] .

3 ـ لما نحر رسول الله(صلى الله عليه وآله) الهَدْي دعا الحلاّق وحضر المسلمون يطلبون من شعر رسول الله(صلى الله عليه وآله)فأعطى الحلاّق شق رأسه الأيمن ثم أعطاه أبا طلحة الأنصاري، وكلّمه خالد بن الوليد في ناصيته حين حلق فدفعها إليه فكان يجعلها في مقدمة قلنسوته، فلا يلقى جمعاً إلاّ فضّه [49] .

4 ـ عن أبي بكر أنّه كان يقول: ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية، ولكن الناس يؤمئذ قصر رأيهم عمّا كان بين محمد وربّه... لقد نظرت الى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائماً عند المنحر يقرب الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدنة ورسول الله(صلى الله عليه وآله)ينحرها بيده، ودعا الحلاّق فحلق رأسه، وأنظر الى سهيل يلتقط من شعره وأراه يضعه على عينيه، وأذكر إباءه، أن يقرّ يوم الحديبية بأن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم [50] .

تبرّكهم بعرقه(صلى الله عليه وآله) :
عن أنس بن مالك، قال: إنّ اُمّ سليم كانت تبسط للنبي(صلى الله عليه وآله)نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي(صلى الله عليه وآله) أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سكّ [51] .

قال ابن حجر في شرحه للحديث:

وفي ذكر الشعر غرابة في هذه القصة، وقد حمله بعضهم على ما ينتشر من شعره(صلى الله عليه وآله)عند الترجل، ثم رأيت في رواية محمد بن سعد ما يزيل اللبس، فإنّه أخرج بسند صحيح عن ثابت عن أنس أن النبي(صلى الله عليه وآله) لما حلق شعره بمنى أخذ أبو طلحة شعرة فأتى بها اُمّ سليم فجعلته في سكّها. قالت اُمّ سليم: وكان يجيء فيقيل عندي على نطعي فجعلت أسلت العرق [52] .

تبرّكهم بماء وضوئه(صلى الله عليه وآله):
1 ـ عن أبي جحيفة، قال: أتيت النبي(صلى الله عليه وآله) وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي(صلى الله عليه وآله) والناس يتبادرون الوضوء فمن أصاب شيئاً تمسح به ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه.

وفي لفظ: خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالهاجرة فاُتي بوضوء، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسّحون به [53] .

2 ـ عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال: وهو الذي مجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)في وجهه وهو غلام من بئرهم. وقال عروة عن المسور وغيره ـ يصدّق كل واحد منهما صاحبه ـ : وإذا توضأ النبي(صلى الله عليه وآله) كادوا يقتتلون على وضوئه [54] .

قال ابن حجر في شرحه: وفعله النبي(صلى الله عليه وآله) مع محمود إما مداعبة أو ليبارك عليه بها كما كان ذلك من شأنه مع أولاد الصحابة [55] .

كما أخرج المحدّثون والحفّاظ قصة مجيء عروة بن مسعود الثقفي الى قريش قبل صلح الحديبية، حيث أدهشه عمل الصحابة مع النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال ـ وهو يحكي ما شاهده من ذلك ـ: لا يتوضأ وضوءاً إلاّ ابتدروه، ولا يبصق بصاقاً إلاّ ابتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلاّ أخذوه ـ وفي رواية ـ فوالله ما تنخم رسول الله(صلى الله عليه وآله)نخامة إلاّ وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه [56] .

3 ـ عن سعد قال: سمعت عدّة من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) فيهم أبو اُسيد وأبوحميد وأبو سهل ابن سعد يقولون:

أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بئر بضاعة فتوضأ في الدلو وردّه في البئر ومج في الدلو مرة اُخرى وبصق فيها وشرب من مائها، وكان إذا مرض المريض في عهده يقول: «اغسلوه من ماء بئر بضاعة» فيغسل، فكأنّما حل من عقال! [57]

4 ـ عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما يقول: جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله)يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبّ عليّ من فضل وضوئه فعقلت [58] .

5 ـ وعنه أيضاً قال: إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) توضأ في طست فأخذته فصببته في بئر لنا [59] .

6 ـ وعن أبي موسى قال: دعا النبي(صلى الله عليه وآله) بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه ومجّ فيه ثم قال لهما: «اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما» [60] .

قال ابن حجر: والغرض بذلك ـ يعني المج ـ إيجاد البركة فيه [61] .

7 ـ عن اُم هانئ: أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) دخل عليها يوم الفتح فأتته بشراب فشرب منه، ثم فضلت منه فضلة فناولها فشربته ثم قالت: يا رسول الله! لقد فعلت شيئاً ما أدري يوافقك أم لا، فقال: «وما ذاك يا اُمّ هانئ؟» قالت: كنت صائمة فكرهت أن أرد فضلك فشربته.

وفي رواية: لقد شربت وأنا صائمة. قال: «فما حملك على ذلك؟!» قالت: من أجل سؤرك لم أكن لأدعه لشيء، لم أكن أقدر عليه، فلما قدرت عليه شربته [62] .

هذه أخبار أخرجها الأئمة والحفاظ للتدليل على سيرة الصحابة الكرام في التبرّك بالنبي(صلى الله عليه وآله)في حياته، وقد استمرت هذه السيرة عندهم بعد وفاته(صلى الله عليه وآله) حيث كان الصحابة يتبرّكون بآثاره فيشربون في الآبار التي شرب منها أو مج فيها، ويتبرّكون ببقايا شعره ومنبره وخاتمه وعصاه وقدحه وبقبره الشريف وملابسه ونعاله وكل ما خلّفه النبي(صلى الله عليه وآله) من بعده، وقد تابعهم التابعون على ذلك واستمرت سيرة المسلمين في التبرّك بآثار النبي(صلى الله عليه وآله) الى يومنا هذا، والأخبار في ذلك كثيرة جداً، نكتفي بذكر بعضها:

ثانياً: تبرّك الصحابة والتابعين بآثار النبي(صلى الله عليه وآله) بعد وفاته:
أفرد البخاري باباً في: (ما ذكر من درع النبي(صلى الله عليه وآله) وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك ممّا لم يذكر قسمته ، ومن شعره ونعله وآنيته ممّا تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته) [63] .

1 ـ عن عبدالله بن موهب: قال: أرسلني أهلي الى اُمّ سلمة بقدح من ماء ـ وقبض إسرائيل ثلاث أصابع ـ من قُصّة فيه شعر من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء، بعث إليها مِخضَبه، فاطّلعتُ في الحجل فرأيت شعرات حُمراً [64] .

2 ـ لما حضر معاوية الموت أوصى بأن يدفن في قميص رسول الله وإزاره وردائه وشيء من شعره [65] .

3 ـ حينما حضرت عمر بن العزيز الوفاة، دعا بشعر من شعر النبي(صلى الله عليه وآله) وأظفار من اظفاره وقال: إذا مت فخذوا الشعر والأظفار ثم اجعلوه في كفني [66] .

4 ـ جعل في حنوط أنس بن مالك صرة مسك وشعر من شعر رسول الله(صلى الله عليه وآله) [67] .

5 ـ أعطى بعض ولد فضل بن الربيع أبا عبدالله (يعني أحمد بن حنبل) وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذا من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)، فأوصى أبو عبدالله عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه [68] .

6 ـ عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي(صلى الله عليه وآله)، أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. قال: لأن تكون عندي شعرة منه أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها [69] .

7 ـ ذكر الواقدي أن عائشة اُمّ المؤمنين سئلت: من أين هذا الشعر الذي عندكن؟ قالت: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما حلق رأسه في حجته فرّق شعره في الناس فأصابنا ما أصاب الناس [70] .

التبرّك بالشرب من قدحه(صلى الله عليه وآله) :
1 ـ عن سهل بن سعد في حديث، قال: فأقبل النبي(صلى الله عليه وآله)يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة، هو وأصحابه ثم قال: «اسقنا يا سهل»، فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه (قال الراوي): فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر بن العزيز بعد ذلك فوهب له [71] .

2 ـ عن أنس: إن قدح النبي(صلى الله عليه وآله) انكسر، فاتّخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. قال عاصم: رأيت القدح وشربت فيه [72] .

3 ـ قال أبو بردة: قال لي عبدالله بن سلام: ألا أسقيك في قدح شرب النبي(صلى الله عليه وآله)فيه [73] .

4 ـ عن صفية بنت بحرة، قالت: استوهب عمي فراس من النبي(صلى الله عليه وآله) قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.

قالوكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه [74] .

تبرّكهم بمواضع يده وفمه(صلى الله عليه وآله) :
1 ـ في قصة نزول النبي(صلى الله عليه وآله) في بيت أبي أيوب الأنصاري عندما قدم مهاجراً الى المدينة، قال أبو أيوب: وكنا نضع له العشاء ثم نبعث، فإذا ردّ علينا فضله تيممت أنا واُمّ أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة، حتّى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلاً وثوماً، فردّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)ولم أرَ ليده فيه أثراً، فجئته فزعاً، فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت واُمّي ردّدت عشاءك ولم أرَ فيه موضع يدك؟ فقال: «إنّي وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل اُناجي فأمّا أنتم فكلوه...» [75] .

2 ـ عن أنس: أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) دخل على اُمّ سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها اُمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها [76] .

3 ـ عن اُمّ عامر ـ واسمها فكيهة أو أسماء ـ بنت يزيد بن السكن قالت: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)صلّى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بلحم وأرغفة، فقلت: تعشَّ. فقال لأصحابه: «كلوا». فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا... قالت: وشرب عندي في شجب فأخذته فدهنته وطويته، وكنّا نسقي فيه المرضى ونشرب منه في الحين رجاء البركة [77] .

4 ـ عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن جدته كلثم قالت: دخل علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعندنا قربة معلقة فشرب منها، فقطعت فم القربة ورفعتها، نبتغي البركة موضع فِيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) [78] .

تبرّكهم بعصاه وملابسه وخاتمه(صلى الله عليه وآله) :
1 ـ عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك: أ نّه كانت عنده عصيّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله)فمات فدفنت معه بين جنبه وقميصه [79] .

2 ـ عن ابن عمر أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) اتّخذ خاتماً من ذهب أو فضة وجعل فصّه مما يلي كفّه ونقش فيه: «محمد رسول الله» فاتخذ الناس مثله، فلمّا رآهم قد اتخذوها رمى به، وقال: «لا ألبسه أبداً» ثم اتّخذ خاتماً من فضة فاتّخذ الناس خواتيم الفضة. قال ابن عمر: فلبس الخاتم بعد النبي(صلى الله عليه وآله)أبو بكر ثم عمر ثم عثمان حتى وقع من عثمان في بئر اُريس [80] .

3 ـ عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة ببردة...، قالت: يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول الله(صلى الله عليه وآله)محتاجاً إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره، فجسّها رجل من القوم، فقال: يا رسول الله اكسينيها؟ قال: «نعم»، فجلس ما شاء الله في المجلس، ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إياه وقد عرفت أنه لا يرد سائلاً، فقال الرجل: والله ما سألتها إلاّ لتكون كفني يوم أموت، قال سهل فكانت كفنه [81] .

قال ابن حجر: وفي رواية أبي غسان، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي(صلى الله عليه وآله)...

وقال في شرحه:

ما يستفاد من الحديث وفيه التبرّك بآثار الصالحين.

وقال: أفاد المحب الطبري في الأحكام له: إنه عبدالرحمن بن عوف، وعزاه للطبراني. ولم أره في المعجم الكبير، لا في مسند سهل ولا عبدالرحمن، ونقله شيخنا ابن الملقن عن المحب في شرح العمدة، وكذا قال لنا شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي أ نّه وقف عليه لكن لم يستحضر مكانه، ووقع لشيخنا ابن الملقن في شرح التنبيه أنه سهل بن سعد وهو غلط، ثم نقل عن الطبراني أنّه سعد بن أبي وقاص، وعنه أيضاً في رواية أ نّه أعرابي [82] .

4 ـ أراد معاوية بن أبي سفيان أن يشتري من كعب بن زهير بردة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، التي ألقاها عليه بعد إسلامه بعشرة آلاف درهم، فأبى كعب وقال: ما كنت لأوثّر بثوب رسول الله أحداً. فلما مات بعث معاوية الى ورثته بعشرين ألف درهم، فأخذها منهم. هي البردة التي كانت عند السلاطين، وهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد [83] .

5 ـ عن اُمّ عطية الأنصارية رضي الله عنها، قالت: دخل علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)حين توفيت ابنته، فقال: «اغسلنّها ثلاثة أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتنَ ذلك بماء وسدر، واجعلنَ في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور فإذا فرغتنَ فآذنني»، فلما فرغنا آذنّاه فأعطانا حقوة، فقال: «اشعرنّها إياها» تعني إزاره [84] .

6 ـ عن محمد بن جابر، قال: سمعت أبي يذكر عن جدي أنه أوّل وفد وفد على رسول الله(صلى الله عليه وآله)من بني حنيفة، فوجدته يغسل رأسه، فقال: «اُقعد يا أخا أهل اليمامة فاغسل رأسك» فغسلت رأسي بفضلة غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله)... فقلت: يا رسول الله أعطني قطعة من قميصك استأنس بها، فأعطاني . قال محمد بن جابر: فحدثني أبي أنها كانت عندنا نغسلها للمريض يستشفي بها [85] .

7 ـ عن عيسى بن طهمان، قال: أمر أنس وأنا عنده فأخرج نعلاً لهما قبالان، فسمعت ثابت البناني يقول: هذه نعل النبي(صلى الله عليه وآله) [86] .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] قالها الخليل الفراهيدي: 5/368، مادة برك، انظر لسان العرب: 10/390، الصحاح للجوهري: 4/1075، معجم مقاييس اللغة لابن فارس: 1/230، المفردات للراغب الإصبهاني: 44، النهاية لابن الأثير: 1/120.

[2] هود: 73.

[3] معاني القرآن: 2/23.

[4] تهذيب اللغة: 10/232.

[5] تهذيب اللغة للأزهري: 10/231.

[6] النهاية: 1/120.

[7] الصحاح: 4/1575.

[8] لسان العرب: 10/390.

[9] المصباح المنير: 1/45.

[10] لسان العرب: 13/408.

[11] النهاية: 5/302.

[12] هود: 48.

[13] مريم: 31.

[14] النمل: 8.

[15] الصافات: 113.

[16] هود: 73.

[17] آل عمران: 96.

[18] فصلت: 10 .

[19] تفسير الميزان للطباطبائي: 17/363، 385 ، اوفست دار الكتب الإسلامية.

[20] التفسير الكبير للرازي: 27 / 402، تفسير الآية: (وجعلنا فيها رواسي...).

[21] الإسراء: 1.

[22] الأعراف: 7.

[23] الأنبياء: 71.

[24] سبأ: 18 .

[25] المؤمنون: 29.

[26] الأنعام: 92.

[27] الأنعام : 155 .

[28] الأنبياء: 50.

[29] سورة ص: 29.

[30] النور: 35.

[31] القصص: 30.

[32] سورة ق: 9.

[33] الدخان: 3 .

[34] يوسف: 93.

[35] الكشاف: 2/503.

[36] البقرة: 248 .

[37] الكشاف: 1 / 293.

[38] تبرك الصحابة بآثار الرسول: 7 .

[39] صحيح مسلم: 1 / 164 . باب حكم بول الطفل الرضيع، و 6 / 176، باب استحباب تحنيك المولود.

[40] الإصابة: 3/638 ، حرف الواو القسم الأوّل، باب . و . ك ، ترجمة وليد بن عقبة، رقم9147.

[41] صحيح البخاري: 1/62 كتاب الغسل، سنن النسائي: 1 / 93، باب بول الصبي الذي لم يأكل الطعام، سنن الترمذي: 1/104، سنن أبي داود: 1/93 باب بول الصبي يصيب الثوب، سنن ابن ماجة 1/174.

[42] فتح الباري: 1/326، كتاب الوضوء باب 59 باب بول الصبيان ، ح 223 .

[43] مسند أحمد: 7/303، ح 25243، الإصابة: 1/5، عن مسلم، خطبة الكتاب، القسم الثاني.

[44] المستدرك: 4/479، الإصابة: 1/5 خطبة الكتاب، القسم الثاني.

[45] الإصابة: 1/5، خطبة الكتاب، القسم الثاني.

[46] سيرة دحلان: 2/267، البداية والنهاية: 6/47 وصححه وقال: إن رجاله ثقات، مسند أحمد: 3/938، حديث 12237. تبركهم بشعره(صلى الله عليه وآله).

[47] صحيح مسلم: بشرح النووي: 15/83، ارواء الغليل: 4/288، مسند أحمد: 3/591، مسندات ابن مالك، ح 11955، السنن الكبرى للبيهقي: 7/68، السيرة الحلبية: 3/303، البداية والنهاية: 5/189.

[48] السنن الكبرى للبيهقي: 1/25، باب في شعر النبي، مسند أحمد: 4/630، ح 16039، مجمع الزوائد: 4/19.

[49] مغازي الواقدي: 3/1108.

[50] كنز العمال: 10/472، ح 30136.

[51] صحيح البخاري: 7/140، كتاب الاستئذان.

[52] فتح الباري: 11/59، الطبقات الكبرى: 8/313.

[53] صحيح البخاري: 1/55، كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس، مسند أحمد: 5/398، حديث 18269 ، السنن الكبرى للبيهقي: 1/395، باب الالتواء في حيّ على الصلاة، دلائل النبوّة للبيهقي: 1/183، صحيح مسلم: 1/360، سنن النسائي: 1/87 .

[54] صحيح البخاري: 1 / 55، كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس، مسند أحمد: 6/594، حديث 23109، سنن ابن ماجة: 1/246.

[55] فتح الباري: 1/157، باب متى يصح سماع الصغير.

[56] مسند أحمد: 5/423، حديث طويل 18431، السنن الكبرى للبيهقي: 9/219 باب المهادنة على النظر للمسلمين، البخاري: 1 / 66، كتاب الوضوء ، 3/180، كتاب الوصايا، السيرة الحلبية: 3/18، سيرة ابن هشام: 3/328، المغازي للواقدي: 2/598، تاريخ الخميس: 2/19.

[57] الطبقات الكبرى: 1 ـ 2/184، سيرة ابن دحلان: 2/225.

[58] صحيح البخاري: 1/60، 7/150، 8/185، 9/124، صحيح البخاري: 3/1235.

[59] كنز العمال: 12/422، ح 35473.

[60] صحيح البخاري: 1/55، كتاب الوضوء ، باب استعمال فضل وضوء الناس.

[61] فتح الباري: 1/236، كتاب الوضوء ، باب استعمال فضل وضوء الناس، 8/37 باب غزوة الطائف.

[62] مسند أحمد: 7/575، ح 26838، الطبقات الكبرى: 8/109.

[63] صحيح البخاري: 4/46، باب ما ذكر من ورع النبي(صلى الله عليه وآله) وعصاه وسبقه...

[64] صحيح البخاري: 7/207.

[65] السيرة الحلبية: 3/109، الإصابة: 3/400، تاريخ دمشق : 59/229 .

[66] الطبقات: 5/406، ترجمة عمر بن عبدالعزيز .

[67] الطبقات: 7/25 ترجمة أنس بن مالك .

[68] صفة الصفوة: 2/357.

[69] صحيح البخاري: 1/51، كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل شعر الإنسان.

[70] المغازي: 3/1109.

[71] صحيح البخاري: 6/352، كتاب الاشربة، صحيح مسلم: 6/103، باب اباحة النبيذ لم يشتر ولم يصر مسكراً.

[72] صحيح البخاري: 4/47، باب بدأ الخلق.

[73] صحيح البخاري: 6/352، كتاب الأشربة.

[74] الإصابة: 3/202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/264.

[75] البداية والنهاية: 3/201، سيرة ابن هشام: 2/144، دلائل النبوة للبيهقي: 2/510.

[76] مسند أحمد: 7/520، ح 26574، الطبقات: 8/313.

[77] الإصابة: 4/471، حرف العين، القسم الأوّل، ترجمة اُمّ عامر، رقم 1374، الطبقات: 8/234.

[78] اُسد الغابة: 5/539، حرف الكاف، ترجمة كلثم، رقم 7243، سنن ابن ماجة: 2/1132.

[79] البداية والنهاية: 6/6.

[80] صحيح البخاري: 7/55، كتاب اللباس، باب خاتم الفضة، الاستيعاب بهامش الإصابة: 2/494، ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص، صحيح مسلم: 3/1656، النسائي: 8/196، أبي داود: 4/88 ، مسند أحمد: 2/96، ح 4720.

[81] صحيح البخاري: 7/189، 2/98، 3/80، 8/16، مسند أحمد: 6/456، ح 22318، سنن ابن ماجة: 2/1177.

[82] فتح الباري: 3/144، 28 باب من استعد الكفن في زمن النبي(صلى الله عليه وآله) فلم ينكر عليه، ذيل الحديث 1277.

[83] تبرّك الصحابة: 17، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، السيرة الحلبية: 3/242، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 19.

[84] صحيح البخاري: 2/74، كتاب الجنائز، باب يجعل الكافور في آخره، صحيح مسلم: 2/647، مسند أحمد: 7/556، ح 26752، السنن الكبرى للبيهقي: 3/ 547، باب 34، ح 6634، 4/6، باب 72، ح 6764، سنن النسائي: 4/31.

[85] الإصابة: 2/102، حرف السين القسم الأوّل، ترجمة سياويس طلق اليماني، رقم 3626.

[86] صحيح البخاري: 7/199، 4/101، البداية والنهاية: 6/6، الطبقات لابن سعد: 1/478.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page