91 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثنا علي بن ( أحمد بن أبي عبد الله بن ) (1) أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدّثنا أبي ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد ، قال : حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي ، قال : حدّثنا محمد بن منصور ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن الفيض بن المختار ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال :
( خرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ذات يوم وهو راكب ، وخرج علي ( عليه السلام ) وهو يمشي ، فقال له : يا أبا الحسن ، إمّا أن تركب وإمّا أن تنصرف ، فإنّ الله أمرني أن تركب إذا ركبتُ وتمشي إذا مشيتُ وتجلس إذا جلستُ ، إلاّ أن يكون حدّاً من حدود الله لابدّ لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلاّ وقد أكرمك بمثلها ، وخصّني بالنبوّة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أُموره .
والذي بعث محمداً بالحقّ نبيّاً ما آمن بي مَن أنكرك ، ولا أقرّ بي مَن جحدك ، ولا آمن بالله مَن كفر بك ، وإنّ فضلك لمِن فضلي وإنّ فضلي لك فضل ، وهو قول ربّي عزّ وجلّ : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (2) ، ففضل الله نبوّة نبيّكم و ( رحمته ) ولاية علي بن أبي طالب ، ( فبذلك ) قال بالنبوّة والولاية ، ( فَلْيَفْرَحُوا ) يعني الشيعة ، ( هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا .
والله يا علي ، ما خُلقت إلاّ لتَعبُد ربّك وليُعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضلّ مَن ضلّ عنك ولن يهتد (3) إلى الله عزّ وجلّ مَن لم يهتدَ إليك وإلى ولايتك ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) (4) ، يعني إلى ولايتك ، ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي ، وإنّ حقّك لمفروض على مَن آمن بي ، ولولاك لم يُعرف حزب الله ، وبك يُعرف عدوّ الله ، ومَن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء .
ولقد أنزل الله عزّ وجلّ إليَّ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يعني في ولايتك يا علي ، ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (5) ، ولو لم أُبلّغ ما أُمرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومَن لقي الله عزّ وجلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله وغداً ينجز لي ، وما أقول إلاّ قول ربّي تبارك وتعالى ، وإنّ الذي أقول لمن الله عزّ وجلّ أنزله فيك ) (6) .
___________
( 1 ) ليس في ( ط ) .
( 2 ) يونس : 58 .
( 3 ) في ( ط ) : لم يهتد ، وفي الأمالي : لم يهدي .
( 4 ) طه : 82 .
( 5 ) المائدة : 67 .
( 6 ) رواه الصدوق في أماليه : 400 ، عنه البحار 38 : 105 .
الجزء الرابع - القسم الحادي والتسعون
- الزيارات: 1014