• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حقيقة التشيّع ومنشؤه 2

شروط المرجعيّة الشاملة:
بعد ما اتّضحت أهمية المرجعية الدينية في حفظ الشريعة ، أصبح من الضروري بيان الشروط الواجب توفّرها فيمن يتصدّى لهذه المرجعية، وهي تتمثل في الكفاءة والموهبة التي يملكها المتصدّي لهذا الامر، وهذا بدوره يتطلب وجود نصّ أو نصوص من النبيّ(ص) على وجود هذه الكفاءة في المنصوص عليه بحيث لا تصبح هذه المسألة موضع نقاش وجدل بين أفراد الاُمة بحيث يؤدي الى تشتت الاراء ووقوع الخلاف الذي نهت الشريعة عنه.

الكفاءة أولى شروط المرجعية الشاملة:

عندما نستعرض تاريخ الدعوة الاسلامية والسيرة

النبوية الشريفة، تطالعنا جملة من النصوص أشار فيها

النبيّ(ص)الى من تتوفر فيه هذه الكفاءة، فقد أخرج المحدّثون

أنّ النبيّ(ص)بعد رجوعه من حجة الوداع، نزل في مكان

من الجحفة يقال له غدير خم، فأمر بدوحات هناك فقمِّمن،

ثم جعل له من أقتاب الابل شبه المنبر، فرقيه حتى رآه الناس ، فكان ممّا قال لهم:

«كأنّي دُعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» ونصّت بعض الروايات على أمر مهمّ هو: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»([23]) .

قال ابن حجر الهيثمي المكّي ـ بعد إيراده لعدة روايات في حديث الثقلين ـ :

ثم اعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً، وفي بعض تلك الطرق، أنّه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي اُخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلات الحجرة بأصحابه، وفي اُخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي اُخرى أنّه قاله لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف... ولا تنافي. إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة([24]).

يمكننا أن نستخلص من نصوص الحديث ومن تعليق ابن حجر : أنّ النبيّ(ص)قد بيّن بوضوح من تتمثّل فيه المرجعية الدينية من بعده، ونصّ بذلك على مرجعية عترته وأهل بيته، واعتبرهم قُرناء للكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالقرآن هو المصدر الاوّل للشريعة، وهو الثقل الاكبر، وأهل بيته صلّى الله عليه وآله هم المصدر الثاني لها وهم الثقل الاصغر، وفي تكرار الاشارة إليهم وترديد ذلك في عدة مناسبات دلالة على عظيم أهمية هذا الامر ، وإتاحة الفرصة لمن لم يسمع بالسماع، وتذكير لمن سمع.

ولكنّ النبي(ص) لم يكتف بهذا النصّ على أهل بيته، بل حسم الامر بشكل أكثر وضوحاً، حيث أخرج المحدثون أنّ أباذر الغفاري(رضي الله عنه)، كان يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيّها الناس، من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول الله(ص)يقول: «مَثَلُ أهل بيتي مَثَلُ سفينة نوح، من ركبهانجا ومن تخلّف

عنها غرق»([25]).

وفي نصّ آخر عن ابن عباس وغيره، أنّ النبيّ(ص) قال:

«النجوم أمان لاهل الارض من الغرق، وأهل بيتي أمان

لاُمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا

حزب إبليس»([26]).

وصرّح في بعضها قوله(ص) ، عن الثقلين «فلا تقدّموهما

فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»([27]).

وقد أكّد ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، في مواضع من خطبه، منها قوله(ع): «انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم، فلن يُخْرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وان نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا»([28]).

وجاء عن علي بن الحسين زين العابدين(ع) : «... فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم إلاّ أعدال الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى، الذين احتجّ الله بهم على عباده، ولم يدع الخلق سدىً من غير حجة؟! هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وبرّأهم من الافات، وافترض مودّتهم في الكتاب؟!»([29]).

فتبيّن ممّا سبق أنّ النبيّ(ص) قد عيّن ـ بلا ريب ـ لاُمته من بعده من ترجع إليه، وهم أهل بيته(ع) وأكّد على وجوب التمسّك بهم مع القرآن ، بل وأنذر بأنّ التخلف عنهم، أو مخالفتهم والاعراض عنهم يؤدي الى الهلكة، والوقوع في الضلال.

ولو سألت: ماالذي جعل النبيّ(ص) يحصر هذه المرجعية الدينية في أهل بيته؟

إنّ التسليم بأنّ النبيّ(ص) لا ينطق عن الهوى، معناه أن يكون عمله هذا بأمر من الله سبحانه وتعالى، والله قد خصّ أهل البيت(ع) بمواهب تؤهلهم لهذه المهمة الخطيرة.

كما تدلّ محكمات كتابه على ذلك منها قوله عزّ من قائل: (إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)([30]).

فأثبت الله سبحانه لهم الطهارة والخلوص من كلّ العيوب التي يتّصف بها معظم البشر، وطهارتهم هذه تستلزم عصمتهم من الذنوب والعيوب والزلل، ومنها الكذب، أو التقوّل على الله وادّعاء ما لا يصح عليه.

ومن جهة اُخرى فقد أثبت النبيّ(ص) لهم صفات اُخرى مثل كونهم أعلم الاُمة بشريعة الله تعالى، وهذا يستلزم مرجعيّتهم للاُمة.

وفي حثّ النبي(ص) على الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، وعدم التقدم عليهم أو التأخّر عنهم، وعدم تعليمهم، ما يثبت لهم الكفاءة لهذا المنصب المهمّ، ولا يمكن أن يكون ذلك محاباةً لهم; إذ النبيّ(ص) لم يحاب عمّه أبا لهب رغم قرابته له.

هويّة أهل البيت(ع)

لقد حاول البعض أن يدخل في أهل البيت(ع) من ليس منهم، وقد تصرّف النبي(ص)في عدّة مواضع بما يرفع الريب ويدفع سائر المحتملات ويجعل هوية أهل البيت محدّدة وواضحة للعيان، فقد أخرج المحدّثون عن عدد من الصحابة روايات تتضمن ذلك بشكل واضح، منها ما جاء عن اُم المؤمنين اُمّ سلمة رضي الله عنها أن رسول الله(ص) ، قال لفاطمة(عليها السلام): «ائتني بزوجك وابنيك»، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكياً ، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: «اللهمّ إنّ هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنّك حميد مجيد»، قالت اُم سلمة: فرفعت الكساء لادخل معهم، فجذبه من يدي وقال: «إنّكِ على خير»([31]).

وعن اُم المؤمنين عائشة، قالت: خرج رسول الله(ص) غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: «(إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»([32]).

ومن الاُمور التي لا خلاف فيها أنّ النبيّ(ص) ، قد باهل وفد نجران بهذه المجموعة نفسها، فقد أخرج المحدّثون والمفسرون عن عدد من الصحابة، منهم سعد بن أبي وقاص، أنه لما أنزل الله هذه الاية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)([33]) دعا رسول الله(ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللهمّ هؤلاء أهلي»([34]).

وقد يسأل سائل: إذا كان أهل البيت هم هؤلاء، فَلِم قالت الشيعة الامامية الاثني عشرية بأنّ الائمة من أهل البيت(ع)، هم اثني عشر إماماً؟

والجواب: أنّ النصوص التي جاءت عن النبيّ(ص) في صدد تحديد خلفائه قد حدّدتهم بهذا العدد، فقد أخرج المحدّثون والحفّاظ ـ واللفظ للبخاري ـ عن جابر ابن سمرة، قال: سمعت النبيّ(ص) يقول: «يكون اثنا عشر أميراً»، فقال كلمة لم اسمعها، فقال أبي إنّه قال: «كلّهم من قريش»([35]).

النصّ من شروط المرجعية الشاملة

لقد أوردنا فيما سبق الادلّة التي تثبت لاهل البيت(ع) جدارتهم في التصدي للمرجعية الدينية الاسلامية بعد رسول الله(ص)، وقدّمنا بعض الشواهد على كفاءتهم لهذه المهمّة باشارات ونصوص صريحة من القرآن الكريم ومن أقوال النبي(ص). وقد ذكرنا فيما سبق أنّ المرجعية الدينية في الاسلام لا تنفصل عن ممارسة القيادة السياسية، وقد مارس الرسول(ص) ذلك وعلى الاخصّ بعد هجرته الشريفة الى المدينة المنوّرة، وأدرك المسلمون هذا التلاحم بين السلطتين الدينية السياسية، فكان النصّ منه على المرجعية الدينية لابد وأن ينسحب على المرجعية السياسية أيضاً، وعلى هذا الاساس عيّن النبيّ(ص) الحاكم الاوّل من بعده، كما عيّن من يليه، ومن ثم أخذت الاُمور مجراها، حيث تولّى كل منهم النصّ على من بعده أيضاً كما أخبره الرسول(ص) .

وعندما نستعرض السيرة النبوية الشريفة، نجد أنّ النبي(ص) قد أولى هذه القضية عناية خاصة منذ بدء الرسالة، حيث اهتمّ بإعداد القائد الذي سيخلفه على أمر اُمته من بعده، وقد شاءت العناية الالهيّة أن تتهيأ الاسباب لهذه التربية النبوية حتى قبل أن يصدع النبيّ برسالته، ويصف لنا ابن اسحاق ـ فيما ينقل عنه ابن هشام ـ ذلك بقوله : كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب، ومما صنع الله له وأراده به من الخير، أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله(ص)، للعباس عمّه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ : يا عباس إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة، فانطلق بنا إليه فلنخفّف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه. فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أباطالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما.

فأخذ رسول الله(ص) علياً فضمّه إليه .. فلم يزل عليّ مع رسول الله(ص)حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيّاً، فاتبعه علي(رضي الله عنه) وآمن به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه([36]).

وقد أشار النبيّ(ص) الى مسألة سبق علي(ع) الى الايمان والاسلام، ضمن إشاراته الكثيرة الى دوره المستقبلي، الذي كان يعدّه للقيام به، فقال ـ كما عن سلمان وأبي ذر رضي الله عنهما ـ : «إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاكبر، وهذا فاروق هذه الاُمة، يفرّق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين»([37]).

وقد أشار علي بن أبي طالب(ع) الى دور هذه التربية النبوية العظيمة له منذ نعومة أظفاره في تكوين شخصيته وإعدادها للاُمور العظيمة، فقال في خطبة له(ع): «أنا وضعت بِكلاكل العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله(ص)بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني الى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويُشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يُلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به(ص) من لُدن أن كان فطيماً أعظم مَلَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت اتّبعه اتباع الفصيل أثَر اُمه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله(ص)وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوة. ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه(ص)، فقلت: يا رسول الله! ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنك لست بنبيٍّ، ولكنّك لوزير ، وإنّك لعلى خُبر»([38]).

النصوص على الاستخلاف
النصوص النبويّة على الاستخلاف

لقد كانت مسألة الاستخلاف من الاُمور التي طال الجدل والمناظرة حولها بين مختلف الفرق الاسلامية وبخاصة بين الجمهور القائلين بعدم وجود نص صريح من النبيّ(ص) على أحد حول الخلافة والامامة من بعده، وقد حاولوا سدّ هذه الثلمة زاعمين بأنه ترك الامر للاُمة لتختار لنفسها ما تشاء، وبين الشيعة الذين قالوا بوجود هذا النص منه(ص) على علي بن أبي طالب(ع)، وأنّ النبيّ(ص) قد نصّبه علماً وهادياً للاُمة وإماماً لها من بعده.

وحين نستعرض سيرة النبيّ(ص) ، نجده كان يعطي أهمية عظيمة للامارة والخلافة، حتى في أبسط المواقف، حيث يدعو الرجلين المسافرين الى تأمير أحدهما، وهو لا يغادر المدينة في غزو أو سفر إلاّ ويستخلف أحداً عليها، يعيّنه بنفسه ولا يترك الامر للناس ليختاروا من يشاؤون ، فإذا كان النبيّ(ص) يهتمّ هذا الاهتمام بمسألة الاستخلاف في حياته، فحريّ به أن يهتم بهذا الامر الخطير لما بعد وفاته، لما سيتركه بعد رحيله من فراغ كبير في حياة الاُمة.

وقد تنبّه لهذا الامر جلّ المسلمين، فهذا أبو بكر يستخلف عمربن الخطاب بأمر منه على نحو الالزام ولا يترك للاُمة أن تقرر نيابة عنه ذلك، وهذا عمر بن الخطاب يقرّ أنه لو كان سالم مولى أبي حذيفة، أو أبو عبيدة بن الجراح حيّين لاختار أحدهما، واستخلفه دون تردد، وهومع ذلك لم يترك الاُمور لاختيار الاُمة بشكل مطلق، حيث حصر الامر في ستة رشحهم بنفسه وأمر باختيار أحدهم لمنصب الخلافة من بعده.

ولا يمكننا أن نتصور أنّ هؤلاء الصحابة قد أدركوا أهمية الاستخلاف والنبيّ(ص) قد غفل عن ذلك أولم يدرك أهميته، وهو أعقل الناس وأحرص منهم على مصالح الرسالة والاُمة دون تردّد.

وعندما نعود ونستعرض هذه السيرة المباركة للنبي(ص) ، تطالعنا نصوص كثيرة تفيد أنه لم يكن قد أهمل هذا الامر الخطير المتعلق بمستقبل الاُمة، وأ

نّه قد حدّد ملامح هذه المرجعية الرائدة مثلما حدّد المرجعية الرائدة، وكان ذلك في بدايات الدعوة الاسلامية، فقد ذكرت لنا مصادر الجمهور، أنّه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الاقربين)([39])، وكان ذلك في السنة الثالثة من البعثة النبوية الشريفة، دعا النبي(ص) علي بن أبي طالب(ع) وقال له: «يا علي! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أني متى اُباديهم بهذا الامر، أرى منهم ما أكره، فصمتُّ عليه حتى جاءني جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّك إلاّ تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك. فاصنع لنا صاعاً من طعام،واجعل عليه رِجل شاة، واملا لنا عُسّاً من لبن، ثم اجمع لي بني عبدالمطلب حتى اُكلّمهم واُبلغهم ما اُمرت به».

]قال[ ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبولهب; فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله(ص) حذية من اللحم فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: «خذوا باسم الله» ، فأكل القوم حتى مالهم بشيء حاجة. وما أرى إلاّ موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده، إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: «اسق القوم»، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله(ص) أن يكلّمهم، بَدَرَه أبو لهب الى الكلام فقال: لهدّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله(ص) ، فقال: «الغد ياعلي، إنّ هذا الرجل سبقني الى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن اُكلّمهم، فعدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي».

قال: ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالامس، فأكلوا حتى مالهم بشيء حاجة، ثم قال: «اسقهم» فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً، ثم تكلّم رسول الله(ص)فقال: «يا بني عبدالمطلب ، إنّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟»

قال : فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ـ وإنّي لاصغرهم سنّاً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأخمشهم ساقاً ـ : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه!

فأخذ برقبتي، ثم قال: «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا

له وأطيعوا».

قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع

لابنك وتطيع!([40])

إنّ هذا النص الذي يطالعنا في بداية الدعوة الاسلامية تجده متضمناً لهذه العبارات الصريحة، والتي بلغ من صراحتها ودلالتها أنّ بعض المؤرخين والمؤلفين قد قاموا بحذفها كلياً أو قاموا بحذف الاجزاء المهمة منها، لتؤكّد على أن النبيّ(ص) قد نصّ على خليفته من بعده، وألزمهم طاعته، حتى ضحكوا من أبي طالب وتهكّموا عليه بضرورة اطاعته لابنه.

نصوص نبوية اُخرى

دأب النبيّ(ص) على الاشادة بعلي بن أبي طالب(ع) من خلال نصوص، تظهر للناس مكانته عند النبي(ص)، تهيئةً للاذهان لما يريده منه في مستقبل الرسالة، فوجّه المسلمين الى اُخوّة علي(ع) واختصاصه به في بداية الهجرة، فقد أخرج الحفاظ ـ واللفظ لابن هشام ـ عن ابن اسحاق قال: وآخى رسول الله(ص)بين أصحابه المهاجرين والانصار، فقال: «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: «هذا أخي» ، فكان رسول الله(ص) سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين ـ الذي ليس له خطير ولا نظير في العباد ـ وعلي بن أبي طالب(رضي الله عنه)أخوين([41])...

وفي السنة التاسعة من الهجرة ، خرج النبيّ(ص) الى غزوة تبوك، وخلّف علي بن أبي طالب (ع) على أهله ، وأمره بالاقامة فيهم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة ـ أخا بني غفار ـ فأرجف المنافقون بعلي بن أبي طالب وقالوا: ما خلّفه إلاّ استثقالاً وتخفّفاً منه، فلمّا قال ذلك المنافقون ، أخذ عليّ سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله(ص) وهو بالجرف فقال: يا نبيّ الله، زعم المنافقون أنّك إنّما خلفتني إنك استثقلتني وتخفّفت مني! فقال: «كذبوا، ولكني إنّما خلفتك لما ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنه لا نبيّ بعدي».

فرجع علي الى المدينة ، ومضى رسول الله(ص) على

سفره([42]).

وبذلك أثبت النبيّ(ص) لعليّ(ع) كلّ مراتب هارون من موسى كالوزارة وخلافته على قومه باستثناء النبوّة.

مهمة التبليغ عن النبيّ(ص)

لم يكتف النبيّ(ص) بما ذكرنا من مواقف كاشفة عن كفاءة علي(ع) وجدارته، بل إنه أراد أن يبيّن لاصحابه، تميزّه عليهم جميعاً في التبليغ عنه (ص) ، فقد أجمعت الاخبار على أنه في العام التاسع للهجرة، بعث رسول الله(ص) أبابكر بسورة براءة الى أهل مكة، ثم أتبعه بعليّ(ع) ، فقال له: خذ الكتاب فامضِ به الى أهل مكّة. فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال لرسول الله(ص): أنزلَ فيَّ شيء؟ قال:«لا، إلاّ أني اُمرت أن اُبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي»([43]).

علي وليّكم بعدي:

كانت النصوص تتوالى من النبيّ(ص) في علي بن أبي طالب(ع) على مرّ الايام والسنين، وكان النبيّ(ص) يصرّح في بعضها بما لا يدع مجالاً للتشكيك في مقصده، وقد تمثل ذلك في تصريحه بولاية علي (ع)على المسلمين كافة، فعن بريدة، قال: بعث رسول الله(ص) علياً أميراً على اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل، فقال: «إن اجتمعتما فعليٌّ على الناس» فالتقوا وأصابوا من الغنائم مالم يصيبوا مثله، وأخذ عليّ جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها، فأخبر النبيّ(ص) بما صنع، فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله(ص)في منزله، وناس من أصحابه على بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟فقلت: خيراً، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها عليّ من الخمس، فجئت لاخبر النبي(ص) . فقالوا: فأخبر النبيّ(ص)فإنه يسقط من عين رسول الله(ص)، ورسول الله(ص) يسمع الكلام، فخرج مغضباً وقال: «ما بال أقوام ينتقصون علياً؟! من ينتقص علياً فقد انتقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني، إنّ علياً مني وأنا منه، خُلق من طينتي وخُلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم»، وقال: «يا بريدة، أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية التي أخذ؟ وإنّه وليّكم بعدي». فقلت: يا رسول الله ، بالصحبة إلاّ بسطت يدك حتى اُبايعك

على الاسلام جديداً. قال: فما فارقته حتى بايعته على

الاسلام([44]).

فالنبيّ (ص) قد أثبت في هذا الحديث الصحيح الولاية المطلقة لعلي (ع)على كافة المسلمين دون استثناء، بما فيهم الشيخان أبوبكر وعمر، لانّ النبيّ(ص) لم يستثنِ أحداً.

التتويج

لقد كانت مسألة الربط بين المرجعية الدينية والسلطة الزمنية من الاُمور التي أكّد عليها النبي(ص) ، وحاول أن يجعل الاُمة تعيها وعياً تاماً، ومن ثم حاول توجيه أنظار الاُمة الى أن أهل بيته(ع) هم المؤهلون لتولّي هاتين المهمّتين الجسيمتين في حفظ الشريعة، وإدارة الاُمور في الدولة الفتية التي أنشأها ، لذا فإنّه كان يربط في أكثر المناسبات بين التمسّك بأهل بيته وبين ولاية علي(ع) ، باعتباره عميد أهل البيت من بعد النبيّ(ص) . ولقد تجلّى ذلك على أتمّ وجه بعد عودة النبيّ(ص)من حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، ـ وقد أوردنا الحادثة عند الكلام على حديث الثقلين ـ وقلنا إنّ النبيّ قال فيه: «اني اُوشك أن اُدعى فاُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزّ وجلّ، وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»، ثم قال: «إنّ الله عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كلّ مؤمن»، ثم أخذ بيد عليّ فقال: «من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاده».([45])

ثم قام النبيّ(ص) ، فتوّج علي بن أبي طالب بعمامته (السّحاب)، وقال له: «يا علي، العمائم تيجان العرب».


--------------------------------------------------------------------------------

( [23] ) المستدرك: 3/109، 533، وصححه ووافقه الذهبي في التلخيص، وانظر مسند أحمد:

5 /181، 189، جامع الترمذي: 2/308، 5/328 ح 3874، خصائص أمير المؤمنين(ع) للنسائي: 21، كنز العمال: 1/44، 47، 48، صحيح مسلم: باب فضائل علي(ع)، سنن الدارمي: 2/431، الصواعق المحرقة: 89، الطبقات الكبرى لابن سعد القسم الثاني: 2/2 ، فيض القدير للمناوي: 3/14، حلية الاولياء: 1/355، ح 64، مجمع الزوائد: 9/163، 164 .

( [24] ) الصواعق المحرقة: 230 ـ 231 .

( [25] ) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 2/343 و 3/150، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، كنز العمال: 6/216، مجمع الزوائد: 9/168، حلية الاولياء: 4/306، تاريخ بغداد للخطيب: 12/19، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 20، كنوز الحقائق : 132، وفيض القدير للمناوي: 4/356، الصواعق المحرقة: 352، وورد في بعض هذه الروايات: انّهم باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.

( [26] ) المستدرك على الصحيحين : 3/149، 458 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد، كنز العمال: 6/116، الصواعق المحرقة: 353، مجمع الزوائد: 9/174 ، فيض القدير للمناوي: 6/297، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 17 .

( [27] ) الصواعق المحرقة: 230 .

( [28] ) نهج البلاغة: 2/190 ط دار الاندلس.

( [29] ) الصواعق المحرقة: 233 .

( [30] ) الاحزاب: 33 .

( [31] ) مسند أحمد: 6/296، 323 ، المستدرك: 3/108، 147، كنز العمال: 7/102، 217، مجمع الزوائد: 9/167 .

( [32] ) صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي(ص) ، المستدرك على الصحيحين: 3/147وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، سنن البيهقي: 2/149، تفسير الطبري: 22/5، وأوردها الفخر الرازي في تفسير آية المباهلة وقال: واعلم أنّ هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث، جامع الترمذي: 2/209، 319، مسند أحمد: 6/306، اُسد الغابة: 4/29.

( [33] ) آل عمران: 61.

( [34] ) جامع الترمذي: 2/166، المستدرك على الصحيحين: 3/150 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، صحيح مسلم: باب فضائل علي بن أبي طالب(ع) ، سنن البيهقي: 7/63، أسباب النزول للواحدي: 75 وجميع المفسرين.

( [35] ) صحيح البخاري: 9/101 كتاب الاحكام ، باب الاستخلاف، سنن الترمذي: 4/501، سنن أبي داود: 4 /106، المعجم الكبير: 2/196، وفي بعضها لفظ: خليفة، رجل، قيّم.

( [36] ) السيرة النبوية لابن هشام: 1/246، المستدرك على الصحيحين: 3/576، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/198 عن الطبري : 2/313.

( [37] ) المعجم الكبير للطبراني: 6/269 ح 6184 ، كنز العمال : 11/616 ح 3299، تاريخ دمشق: 12/130، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: 13/228 .

( [38] ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: 13/197 .

( [39] ) الشعراء: 214 .

( [40] ) تاريخ الطبري : 2/319، الكامل لابن الاثير: 2/62، كما أخرجه عدد من المؤرخين والحفاظ ولكن بتغيير بعض ألفاظه كقولهم: «يا بني عبدالمطلب، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والاخرة» كما في تاريخ الاسلام للذهبي، السيرة: 145، دلائل النبوة للبيهقي: 1/428، مجمع الزوائد: 9/113، وفي بعضها: «فأيّكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي» ، انظر المنتظم لابن الجوزي: 2/376، وفي بعضها: «على أن يكون أخي وكذا وكذا» ، كما في البداية والنهاية لابن كثير: 3/53، وكذلك تفسير ابن كثير لاية الانذار من سورة الشعراء، وتفسير الطبري لها! كما ذكرها محمد حسين هيكل في الطبعة الاُولى من كتابه (حياة محمد)، ولكنه عاد وحذفها من الطبعات اللاحقة.

( [41] ) السيرة النبوية : 1/504، جامع الترمذي: 5/595 ح 3720، المستدرك على الصحيحين : 3/16 ح 4289، الطبقات الكبرى: 2/60، السيرة الحلبية: 2/20، مصابيح السنة : 4/173 ح 4769، مشكاة المصابيح: 3/356 ح 2609، الرياض النضرة: 3/111، 164، الفضائل لاحمد بن حنبل: 94 ح 141، تاريخ دمشق : 12/136، تذكرة الخواص: 24 وصححه ، كنز العمال : 13/106 ح 36345، مسند أبي يعلى: 1/347 ح 445 .

( [42] ) تاريخ الطبري: 3/103، الكامل لابن الاثير: 2/278، صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب مناقب علي بن أبي طالب(ع)، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب(ع)، صحيح الترمذي: 2/300، مسند الطيالسي: 1/29، حلية الاولياء: 7/195، تاريخ بغداد: 1/324 و 4/204، و 9/394، خصائص النسائي : 14 و 15، المستدرك على الصحيحين: 2/337، مسند أحمد: 1/170 ـ 175 و177 ، 184، 330 و6/369، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3 قسم 1 ص 14 و15، اُسد الغابة: 5/8، كنز العمال: 3/154 و 5/40 و 6/154، 156، 395، 405 و8/215، مجمع الزوائد: 9/109، 110، 111، الرياض النضرة : 2/162 ، 164، 195، ذخائر العقبى: 120.

( [43] ) الخصائص للنسائي: 20، صحيح الترمذي : 5/257 ح 3091، مسند أحمد: 3/283، 1/3، 151، 330، كنز العمال: 1/246، تفسير الطبري: 10/46، 47، المستدرك : 3/51، فتح القدير: 2 /334، الرياض النضرة: 3/119، البداية والنهاية: 5/44 حوادث سنة 9 هـ، و 7/394 حوادث سنة 40 هـ ، تاريخ الطبري حوادث سنة 9 هـ، الكامل لابن الاثير حوادث سنة 9 هـ ، السنن الكبرى للنسائي: 5/128 ح8461، الاموال لابي عبيد : 215 ح 457، تاريخ دمشق : ترجمة الامام(ع) رقم 890، الدر المنثور: 4/125، مختصر تاريخ دمشق: 18/6، شرح نهج البلاغة: 12/46 خطبة 223، المنتظم لابن الجوزي: 3/372.

( [44] ) المعجم الاوسط للطبراني: 6/232، تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/191 وفيه أن بريدة، قال: فرأيت رسول الله(ص) قد غضب غضباً لم أره غضب مثله قط ، إلاّ يوم قريظة والنضير، فنظر اليَّ فقال: «يا بريدة، إن علياً وليّكم بعدي، فأحبّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر»، وقال عبدالله بن عطاء: حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث، إن رسول الله(ص) قال له: «أنافقت بعدي يا بريدة؟!» ، مسند الطيالسي: 360 ح 2752 وفيه عن ابن عباس أن رسول الله(ص)قال لعلي: «أنت ولي كل مؤمن من بعدي» ، وأخرجه ابن عبدالبر بنفس السند في الاستيعاب: 3/1091، وقال: هذا إسناد لا مطعن فيه لاحد لصحته وثقة نقلته، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 12/80 عن عمران بن حصين وفيه أن رسول الله(ص)قال: «ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي مني وأنا من علي، وعلي وليّ كل مؤمن بعدي» ، وأخرجه أحمد في مسنده: 4/438، 5/356، وفيه: «دعوا علياً، دعوا علياً، إنّ علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي» ، وانظر جامع الترمذي: 5/632 ، خصائص النسائي: 109، مسند أبي يعلى: 1/293 ح 355 وقال محققه: رجاله رجال الصحيح، كنز العمال: 13/142، الرياض النضرة: 3/129 ، المعجم الكبير للطبراني: 18/128، الاوسط : 5/425، المستدرك : 3/110، تاريخ بغداد: 4/339، تاريخ دمشق: 42/102، اُسد الغابة : 3/604، كنز العمال: 11/608.

( [45] ) قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : 5/214 نقلاً عن الذهبي: وصدر الحديث، متواتر، أتيقن أن رسول الله(ص) قاله، وأما «اللهم وال من والاه» فزيادة قوية الاسناد، وقال ابن الجزري في أسنى المطالب : 48 هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة، متواتر عن أمير المؤمنين علي(رضي الله عنه) ، هو متواتر أيضاً عن النبي(ص) رواه الجمّ الغفير عن الجم الغفير، وقال ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة: 187 رواه عن النبي(ص) ثلاثون صحابياً، وأن كثيراً من طرقه صحيح أو حسن.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page