طباعة

الجزء السادس - القسم الثامن والعشرون

28 ـ عن الحرث بن مالك ، قال :
( أتيت مكة فلقيت سعد بن مالك ، فقلت : سمعت لعلي منقبة ؟ قال : شهدت له أربعاً لأن تكون لي إحداهن أحبّ إليَّ من الدنيا أُعمّر فيها عمر نوح .
إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة ، ثمّ قال لعلي : اتبع أبا بكر فبلغها ، ورُدّ أبا بكر ، فقال : يا رسول الله ، أنَزَل فيَّ شيء ؟ فقال : لا ، إلاّ خير ، إلاّ أنّه لا يبلّغ إلاّ أنا ورجل منّي ، أو قال : من أهل بيتي .
قال : فكنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في المسجد ، فنُودي فينا : ألا ليخرج مَن في المسجد إلاّ آل الرسول وآل علي . فخرجنا نجر قلاعنا فلمّا أصبحنا أتى العباس رسول الله ، قال : يا رسول الله ، أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما أمرتُ بأخراجكم ولا أسكنتُ هذا الغلام ، إنّ الله هو أمر به .
الثالثة : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بعث عمر وسعداً إلى خيبر ، فخرج سعداً ورجع عمر ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) :  لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ـ في ثناء كثير أخشى أن أُخطئ بعضه ـ ، فدعا بعلي وهو أرمد فجيء به يقاد ، فقال رسول الله : افتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، فتفل فيها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ثمّ دلكها بإبهامه فأعطاه الراية .
والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فأبلغ ، ثمّ قال : أيّها الناس ، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟! ـ ثلاث مرات ـ قالوا : بلى ، فقال : ادنُ يا علي ، فدنا علي ( عليه السلام ) فرفع يده ورفع النبيّ يده حتى نظرت بياض إباطيهما ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه ثلاث مرات .
وأمّا الخامسة من مناقبه : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) غزا على ناقته الحمراء وخلّف علياً ، فنفّست عليه قريش وقالوا : إنّما خلّفه لما استثقله وكره صحبته ، فجاء علي ( عليه السلام ) حتى أخذ بغرز الناقة ، فقال : يا نبي الله ، لأتّبعنّك أو إنّي تابعك ، زعمت قريش أنّك إنّما خلّفتني لما استثقلتني وكرهت صحبتي ، قال : وبكى علي ( عليه السلام ) فنادى رسول الله في الناس فاجتمعوا ، فقال : يا أيّها الناس ، ما منكم من أحد إلاّ وله خاصة ، ثمّ قال لعلي : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، قال : رضيت عن الله وعن رسوله ) (1) .
___________
( 1 ) روى صدره الصدوق في العلل : 190 ، عنه البحار 36 : 285 .