طباعة

الجزء الثامن - القسم الثالث

3 ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن معروف ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، قال :
( خطب الحسن بن علي بعد وفاة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً ، فقال : خاتم الأوصياء (1) ، ووصي خاتم الأنبياء ، وأمير الصدّيقين والشهداء [ والصالحين ] (2) ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون ( بعلم ) (3) ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يعطيه الراية فيقاتل ، جبرئيل عن يمينه ومكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، والله لقد قبضه الله عزّ وجلّ في الليلة التي قُبِض فيها وصيّ موسى ( عليه السلام ) ، وعُرِج بروحه في الليلة التي فيها رُفِع عيسى ( عليه السلام ) ، وفي الليلة التي أُنزل فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهباً ولا فضة إلاّ شيئاً على صبيّ له ، وما ترك في بيت المال إلاّ سبعمئة ( وخمسين ) (4) درهماً فضَلَت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأُمّ كلثوم .
ثمّ قال : مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، ثمّ تلا هذه الآية ، قول يوسف ( عليه السلام ) : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) (5) . ثمّ أخذ في كتاب الله عزّ وجلّ فقال : أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن ( الطُّهر ) (6) الذي أُرسِل رحمةً للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افتَرضَ الله تعالى ولايتهم ومودّتهم ، فقال فيما أنزل على محمد : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) (7) ، واقترافُ الحسنةِ مودّتُنا ) (8) .
____________
( 1 ) في البحار : خاتم الوصيين .
( 2 ) من البحار .
( 3 ) ليس في البحار .
( 4 ) ليس في البحار .
( 5 ) يوسف : 38 .
( 6 ) ليس في البحار .
( 7 ) الشورى : 22 .
( 8 ) رواه في البحار 43 : 361 ، وأيضاً في 43 : 362 عن المفيد في إرشاده وابن أبي الحديد في شرحه .