14 ـ حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، قال :
( حدّثني رجل من الأنصار أنّ رجلاً من الأنصار ولِدَ له غلام على عهد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فدعا له ووضع إبهامه بين عينيه فنبت ، وغُرّة شعره كأنّها أذناب الخيل ، غُرّة مَن أحسن في الأرض ، فشبّ الغلام ونشأ على خير ما ينشأ عليه واحد في الفقه والقرآن ، حتى إذا خرج أهل النهروان مرّ بهم فسقطت الشعرة بين عينيه .
قال علي بن زيد : أنا والله ممّن رآها حين طلعت وحين سقطت وحين عادت . قال أبوه : شرّ وربّ الكعبة ، سقط أثرُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من وجهك ، لا والله ما سقط إلاّ من شيء أحدثته ، قال : ثمّ أخذه فقيده ، فلمّا أقبل أهل النهروان عَرِفَ ضلالتهم واستبان له أمرهم ، تاب إلى الله عز وجل ، فجعل يبكي ويدعو الله أن يتوب عليه ، فقال لأبيه : جزاك الله من أبٍ خيراً ، فبكَ الذي حبسني الله ، فأطلقني رحِمكَ الله ، قال : كذبتَ وربِّ الكعبة ، لا أطلقك أبداً حتى تموت فيها أو يرجع أثرُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في وجهك . قال : فجعل يدعو ويبكي اللهمّ اللهمّ حتى أطلع الله عزّ وجلّ الشعر ، فأطلقه أبوه فلم يزل في عبادة حتى مات ) .
الجزء الثامن - القسم الرابع عشر
- الزيارات: 1583