20 ـ قال : حدّثني أحمد بن محمد بن عثمان بن سعيد الأحول ، قال : هذا كتاب جدّي عثمان بن سعيد ، فقرأت فيه : حدّثني زياد بن رستم أبو معاذ الخراز ، قال : عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) :
( إنّ فاطمة بنت محمد نبي الله صلّى الله عليها وعلى ذرّيّتها مرضت في عهد رسول الله ، فأتاها نبي الله عايداً لها في نفر من أصحابه فاستأذنَ ، فقالت : يا أبه ، لا تقدر على الدخول ، إنّ عليَّ عباءة إذا غطّيت بها رأسي انكشف رجلاي ، وإذا غطّيت بها رجلاي انكشف رأسي ، فلفّ رسول الله ثوبه وألقاه إليها فتستّرت به ، ثمّ دخل فقال : كيف نجدُكِ يا بنيّة ؟ قالت : ما هدّني يا رسول الله وجعه ، وما بي من الوجع أشدّ علي من الوجع .
قال : لا تقولي ذلك يا بنيّة ، فإنّ الله تعالى لم يرضَ الدنيا لأحدٍ من أنبيائه ولا من أوليائه ، أما ترضين أنّه زوّجتُك أقدم أُمتي سِلماً وأعلمهم عِلماً وأعظمهم حلماً ، إنّ الله اطّلع على خلقه واختار منهم أباكِ فبعثه رحمة للعالمين ، ثمّ أشرف الثانية فاصطفى زوجَكِ على العالمين ، وأوصى إليَّ فزوّجتُك ، ثمّ أشرف الثالثة فاصطفاكِ على نساء العالمين ، ثمّ أشرف الرابعة فاصطفى بنيك على شباب العالمين ، فاهتزّ العرش وسأل الله أن يزيّنه بهما ، فهما يوم القيامة جنبتي العرش كقُرطي الذهب ، قالت : رضيت عن الله ورسوله واستبشرت ، فوضع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يديها بين كتفيها ، ثمّ قال : اللهمّ رافع الوصية وكافل الضائعة اذهب عن فاطمة بنت نبيّك ، فكانت فاطمة تقول : ما وجدت سمعة سَغَب بعد دعوة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ) (1) .
___________
( 1 ) أورده الراوندي مع اختلاف واختصار في الخرائج : 1 : 52 ، عنه البحار 81 : 12 ، وفي الخصائص الكبرى 3 : 74 ، عن ابن أبي شيبة في مسنده ، وفي البحار 43 : 62 ، 43 : 77 عن مصباح الأنوار .
الجزء الثامن - القسم العشرون
- الزيارات: 1566