22 ـ قال : حدّثنا محمد بن سيرين ، قال : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة ، يقولون : ( لمّا فرِغَ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من الجَمَل ، عرض له مرض وحَضَرت الجمعة فتأخّر عنها ، وقال لإبنه الحسن ( عليه السلام ) : انطلِق يا بُني فجمع بالناس ، فأقبل الحسن إلى المسجد ، فلمّا استقرّ على المنبر حمدَ الله وأثنى عليه وتشهّد وصلّى على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال :
أيّها الناس ، إنّ الله إختارنا بالنبوّة ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيْمُ الله ، لا ينقصنا أحدٌ من حقّنا شيئاً إلاّ ينقصه [ الله ] (1) في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا تكون علينا دولة إلاّ كانت لنا العاقبة ، ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (2) ، ثمّ جَمَعَ بالناس ، وبَلَغَ أباه ( عليه السلام ) كلامُه ، فلمّا انصرف إلى أبيه نظر إليه ، فما مَلَكَ عبرتَه أن سالتْ على خدّيه ، ثمّ استدناه إليه فقبّل بين عينيه وقال : بأبي أنت وأُمي ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (3) ) (4) .
___________
( 1 ) من الأمالي .
( 2 ) ص : 88 .
( 3 ) آل عمران : 34 .
( 4 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 81 .
الجزء التاسع - القسم الثاني والعشرون
- الزيارات: 1535