• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجزء العاشر - القسم الرابع والعشرون

24 ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدّثني محمد بن سلام الكوفي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدّثني محمد بن صالح ومحمد بن الصلت ، قال : حدّثنا عمر بن يونس اليماني ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : ( دخل الحسين بن علي على أخيه الحسن بن علي ( عليهم السلام ) في مرضه الذي توفّي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ قال :  أجدُني [ في ] (1) أوّل يوم من أيام الآخرة ، وآخر يومٍ من أيام الدنيا ، وأعلم أنّي لا أسبق أجلي ، وأنّي واردٌ على أبي وجدّي ( عليهما السلام ) على كُرهٍ منّي لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبّة ، وأستغفرُ الله من مقالتي وأتوب إليه ، بل على محبّة منّي للقاءِ رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام ، وأُمّي فاطمة ، وحمزة وجعفر ، وفي الله عزّ وجلّ خَلَفٌ من كل هالك ، وعزاءٌ من كل مصيبة ، ودَرْكٌ من كل ما فات ، رأيتُ يا أخي كبدي آنفاً في الطشت ، ولقد عَرِفتُ مَن دهاني ومن أين أتيت ، فما أنت صانعٌ به يا أخي ؟ قال الحسين ( عليه السلام ) : أقتُله والله . قال : فوالله لا أُخبِرُك به أبداً حتى ألقى (2) رسول الله ، ولكن اكتُب يا أخي : هذا ما أوصى به الحسن بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي ، أوصى إليه أنّه :
يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك ، ولا وليّ له من الذُّل ، وأنّه خَلَق كل شيء فقدَّره تقديراً ، وأنّه أولى مَن عُبِدَ وأحقّ مَن حُمِدَ ، مَن أطاعه رَشَدَ ، ومَن عصاه غوى ، ومَن تاب إليه اهتدى ، فإنّي أُوصيك يا حسين بمن خَلَّفتُ من أهلي وولدي وأهل بيتك : أن تَصفَح عن مسيئهم ، وتَقبَل من محسنهم ، وتكون لهم خَلَفَاً ووالِداً ، وأن تدفنّي مع رسول الله ، فإنّي أحقّ به وببيته ممّن أُدخِل بيته بغير إذنه ، ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيّه في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (3) .
فوالله ما أذِنَ [ لهم ]  (4) في الدخول عليه في حياته ، ولا جاءهم الإذنُ في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذونون  (5) في التصرّف فيما ورثناه من بعده ، فإن أبتْ عليك المرأة فأنشِدُكَ بالقرابة التي قرّب الله عزّ وجلّ منّا (6) ، والرحم الماسّة من رسول الله : أن لا تُريقَ  (7) في مِحجَمَةٍ [ من ] (8) دمٍ حتى تلقى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فنختصم إليه ، ونُخبِره (9) بما كان من الناس إلينا بعده . ثمّ قُبِضَ ( عليه السلام )  .
قال ابن عباس : فدعاني الحسين ( عليه السلام ) ، وعبد الله بن جعفر ، وعلي بن عبد الله بن العباس ، فقال : اغسلوا ابن عمّكم . فغسّلناه وحنّطناه وألبسناه وأكفنّاه (10) ، ثمّ خرجنا به حتى صلّينا عليه في المسجد ، وإنّ الحسين أمر أن يُفتَح البيت ، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومَن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان ، وقالوا [ أ ] (11) يُدفَن أمير المؤمنين عثمان الشهيد [ القتيل ] ظُلماً بالبقيع بِشَرّ مكان ، ويُدفَن الحسن مع رسول الله ، [ والله ] (12) لا يكون ذلك أبداً حتى تُكسَر السيوف بيننا ، وتنقصف الرماح ، وينفذ النَّبل .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : [ أمَ ] (13) والله الذي حرّم مكّة ، لَلْحَسن بن علي بن فاطمة أحقّ برسول الله وببيته ممّن أُدخِل بيته بغير إذْنِه ، وهو والله أحقّ به من حمّال الخطايا مسيِّر أبي ذر ، الفاعل بعمّار ما فعل ، وبعبد الله ما صنع ، الحامي الحمى ، المؤوي طريد (14) طريد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لكنّكم صرتم بعده الأُمراء ، وتابعكم (15) على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء . قال : فحملناه فأتينا به قبر أُمه فاطمة ( عليها السلام ) فدفنّاه إلى جنبها .
قال ابن عباس : فكنتُ أوّل مَن انصرف ، فسمعتُ اللغط وخِفتُ أن يعجل الحسين على مَن قد أقَبَلَ ، فرأيتُ شخصاً فعلِمتُ الشرّ فيه ، فأقبلتُ مبادراً فإذا أنا بعائشة في أربعين راكباً على بغلٍ مرحّلٍ تُقدّمهم وتأمرهم بالقتال ، فلمّا رأتني قالت لي : يا بن (16) عباس ، لقد اجترأتم عليَّ في الدنيا تؤذونني مرّة بعد أُخرى ، تريدون أن تدخلوا بيتي مَن لا أهوى ولا أُحبّ ، فقلت : واسوأتاه ، يومٌ على بغلٍ ، ويومٌ على جمل ، تريدين أن تُطفئي [ فيه ] (17) نور الله ، وتقاتلي أولياء الله ، وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يُدفَن معه ، ارجعي فقد كفى الله عزّ وجلّ المؤونة ، ودُفِنَ الحسن ( عليه السلام ) إلى جانب (18) أُمه ، فلم يزدد من الله تعالى إلاّ قُرباً ، وما ازددتم والله منه إلاّ بُعداً ، يا سوأتاه ، انصرِفي فقد رأيتُ ما سَرَّكِ ، قال : فقَطَبَتْ (19) في وجهي ونادتْ بأعلى صوتها : أو مَا نسيتم الجمل ؟ يا بن عباس ، إنّكم لذووا أحقاد ، فقلت : أمَ والله ما نسيتْه أهل السماء فكيف ينساه أهل الأرض ؟! فانصرفت وهي تقول :

فألقتْ عصاها واستقرّتْ بها النَّوى      كمـا قرّ عيناً بالإياب المسافرُ ) (20) .
____________
( 1 ) من الأمالي .
( 2 ) في الأمالي : تَلقَى .
( 3 ) الأحزاب : 53 .
( 4 ) من الأمالي .
( 5 ) في الأمالي : مأذونٌ لنا .
( 6 ) في الأمالي : منك .
( 7 ) في الأمالي : تهرق .
( 8 ) من الأمالي .
( 9 ) في الأمالي : تلقى ، تَختَصِم ، تُخبِره .
( 10 ) في الأمالي : ألبسناه الفاقة .
( 11 ) و ( 12 ) و ( 13 ) من الأمالي .
( 14 ) في الأمالي : الطريد .
( 15 ) في الأمالي : بايعكم .
( 16 ) في الأمالي : قالت : إليَّ إليَّ يا بن .
( 17 ) من الأمالي .
( 18 ) في الأمالي : جَنْب .
( 19 ) قَطَبَ الرجل : زوى بين عينيه وكَلَحَ .
( 20 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 2 و 160 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page