26 ـ عن ابن عباس ، قال : ( لمّا ماتت زينب بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وقف ـ يعني رسول الله ـ على شفير القبر وفاطمة تبكي ، فجعل يأخذ ثوبه فيمسح عينيها ، فبكين النساء ، فضربهنّ عمر بسوطه ، فقال : يا عمر دعهنّ ، فإنّ العين دامعة والنفس مصابة ، ابكِينَ وإياكنّ وبقيعة الشيطان ، فإنّه ما يكن من القلب والعين فمن الله ، وما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان ) .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري : البِشارة فيه مَسْحُ دموع فاطمة من كرامتها على الله وعليه ( صلّى الله عليه وآله ) ، وجواز البكاء أيضاً والتوجّع بِشارة إذا لم يُتكلّم باللسان القبيح ولم يُضرَب باليد ، وشيء آخر فيه للشيعة تمسّكٌ به وحجّةٌ قويّة وهو المعروف الذي أنكره عمر ، وإنكار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يدخل بذلك في جملة مَن قال الله تعالى فيهم : ( يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ) (1) الآية ، فافهم .
___________
( 1 ) التوبة : 67 .
الجزء العاشر - القسم السادس والعشرون
- الزيارات: 1544