احراق الكعبة
احراق الكعبة:
وفي هذا اليوم من سنة 64 وقعت واقعة إحراق مكة.
لمّا جهّز مسلم بن عقبة جيشاً من أهل الشام لقتال أهل المدينة، وفعل ما فعل فيها في يوم 28 ذي الحجة سنة 63 للهجرة وبعد أن أكمل ما أمرْ به يزيد في المدينة توجه إلى مكة لقتال عبدالله بن الزبير وقد رفض بيعة يزيد بن معاوية بعد موت أبيه معاوية ولازم الكعبة الشريفة، ودعا الناس إلى البيعة، ولما وصل ابن عقبة بالموضع المعروف بـ (الغدير) ذهب إلى الدرك الأسفل ونصب مكانه (الحصير بن نُمير) أميراً على الجيش، وقدم مكة مُحاصرها فالتجأ عبدالله بن الزبير إلى بيت الله الحرام ومعهُ المختار بن عُبيدة وجمعٌ ممن بايعهُ، وأخذ الجيش مكانه على جبال مكة فأصبح مُشرفاً على المسجد الحرام، وأخذ يرمي مكة بالحجارة والنار عبر المنجنيق، وصنعوا كُتلاً من الكتان والقطن، ومزجوها بالنفط، ورموا بها الكعبة المُشرفة، حتى التهمتها النيران، وانهدم جدار الكعبة واحترقت قرنا الكبش الذي فُدي به إسماعيل والذي كان معلقاً في سقف الكعبة، وبهذه المناسبة قال ابو حرة المديني:
ابن النمير بئس ما تولّى قد أحرق المقام والمُصلّى
وبالجملة لم يمهل الله تبارك وتعالى يزيداً، وأخذه إلى جهنم فوصل أمر موته إلى مكة، فتوقف ابن النمير عن القتال ورجع عائداً إلى الشام.
وقائع الايام: ص 215 و 216