(١) الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها
(٢) وفاة السيدة سكينة
(1) الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها :
(2) وفاة السيدة سكينة:
1.الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها:
ذكرت الأخبار أنه في (5) ربيع الاول سنة (11 هـ ) هجم القوم على دار الزهراء سلام الله عليها .
ذكر بعض المؤرخين أنّ عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي!
فابعث اليه حتى يبايعك، فبعث أبوبكر قنفذاً، فقال قنفذ لأمير المؤمنين عليه السلام: أجب خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، قال علي عليه السلام: (لَسريع ما كذبتم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ) فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبوبكر طويلاً، فقال عمر ثانيةً: لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة، فقال أبوبكر لقنفذ: عُد إليه فقل له: خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يدعوك لتبايع، فجاءهُ قنفذ ، فأدّى ما أمر به ، فرفع علي عليه السلام صوته وقال : (سبحان الله ! لقد إدعي ما ليس له) فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، فبكى أبوبكر طويلاً، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبوبكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبوعبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة.
وظنّت فاطمة عليها السلام أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلا بإذنها، فلمّا أتوا باب فاطمة عليها السلام ودقّوا الباب وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: (يا أبتِ يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم جنازة بأيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تسأمرونا، ولم تردّوا لنا حقاً).
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدّع وأكبادهم تنفطر وبقي عمر ومعه قوم، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته: والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أباحفص إنّ فيها فاطمة ، فقال: وإن.
فوقفت فاطمة عليها السلام خلف الباب وخاطبت القوم : (ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متّم نوره). فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمه عليها السلام بين الباب والحائط رعاية للحجاب، فدخل القوم إلى داخل الدار مما سبّب عصرها سلام الله عليها، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها.
وتواثبوا على أميرالمؤمنين وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة، فحالت فاطمة عليها السلام بينهم وبين بعلها وقالت: (والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله، فينا أهل البيت، وقد أوصاكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا)، فأمر عمر قنفذاً بضربها فضربها قنفذ بالسوط فصار بعضدها مثل الدملج.
فأخرجوا الإمام عليه السلام يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي (واحمزتاه ولاحمزة لي اليوم، واجعفراه ولا جعفر لي اليوم)!! وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فنادى (يا ابن اُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني).
أعلام الهداية: ج1، ص 162 و 163
(2) وفاة السيدة سكينة:
في مثل هذا اليوم من سنة 117 للهجرة توفت في المدينة عقيلة قُريش السيدة سُكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام، وقد روي أن الحسن بن الحسن المجتبى خطب إلى عمه الحسين إحدى ابنتيه فقال عليه السلام له: يا بُني إختر أيهما أحبُّ إليك فإستحيى منه ولم يحر جواباً، فقال له الحسين عليه السلام: قد اخترتُ لك إبنتي فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم . وذكر أنه قال: وأما سُكينة فغلب عليها الاستغراق مع الله ولا تصلح لرجل.
وروت هذه السيدة الجليلة ، قال أبي لعمي الحسن فيّ وفي أمي:
لعمرك أنني لأحبُّ داراً تكون بها سُكينة والرباب
أحبها وأبذلُ جُلّ مالي وليس لعاقبٍ عندي عتاب
أمها الرباب وهي بنت امرٌ القيس وهي أم الطفل الرضيع المقتول بكربلاء، وحُملت إلى الشام فيمن حُمل من أهل الحسين، ثم عادت إلى المدينة،